Résultat de recherche d'images pour "‫البوط العسكري السوري‬‎"


عبيد “البوط” العسكري، مصطلح التصق بموالاة نظام الأسد الذين قدسوا القتل والموت، تعبيرا عن حبهم لمن يرتكب المجازر بحق الشعب السوري الثائر والمطالب بالحرية والديمقراطية وزوال النظام الديكتاتوري المجرم، ولطالما انتشرت مئات الصور لممثلين وساسة يحملون فوق رؤوسهم البوط العسكري.
قبل أيام خرج وزير الإعلام السابق وعضو القيادة القطرية لحزب البعث، مهدي دخل الله بتصريحات عبرت صراحة عن عقلية النظام السائدة لكل من قال “لا” للقائد المبجل المخلد على كرسي السلطة، انتقد فيها ما اسماه “تسامح” السلطات مع من أسماهم المعارضين “التائبين العائدين” لسوريا.
دخل الله اشترط تقبيل البوط العسكري من قبل المعارضين العائدين للنظام وأمام وسائل الإعلام لقاء القبول بعودتهم، لكنه لم يحدد صراحة أي بوط عليهم تقبيله هذه المرة، هل هو البوط العسكري الروسي، أم الإيراني، أو حزب الله والعراقي؟ بكل تأكيد ليس السوري، لأنه وعلى مر التاريخ كان مكروه حتى من قبل من يرتديه، بسبب بشاعة منظره وسوء تصنيعه ولذلك كان عناصر الجيش يرتدون غيره ولهذا لازمهم مصطلح “جيش أبو شحاطة”.
بغض النظر عن الدوافع التي دفعت دخل الله للتصريح، والتي قد تكون طمعا في التقرب أكثر وأكثر من القيادة العليا بهدف الحصول على منصب أكثر رفعة، لكن هذه العقلية تكتسح جميع الموالين للنظام، وعلى رأسهم صغار السياسيين ووسائل الإعلام، وهذا الكلام مؤشر على كره عميق لكل من سعى للحرية أو حسب عليها.
مهدي دخل الله وكل من تغنى بالبوط العسكري، يعرف جيدا أن عقلية البوط العسكري كانت سببا بدمار البلد وقتل نحو مليون شخص وتهجير أكثر من 13 مليونا، لأن الأسد ونظامه منذ بداية الثورة السورية اختار الحل العسكري الدموي وصم آذانه عن كل رؤى الحل التي تهدف إلى حقن الدماء وإيقاف الحرب. فما قاله دخل الله هو رسالة من أسياده لمن يحاول العودة إلى حضن النظام عبر المصالحات أو غيرها من التسويات، بأنه سيعيش تحت سقف البوط العسكري، ليس كما كان قبل الثورة فحسب بل أشد وطأة وقسوة، فهو يسير وفق قانون المحتل الذي فرض سلطته بالنار والبارود.

في الشهور الأولى من الثورة، كان الموالاة يقدسون البوط العسكري الخاص بقوات الأسد، لكن اليوم عليهم أن يقبلوا البوط الروسي والإيراني والأفغاني والعراقي واللبناني، لأن كل هؤلاء شاركوا في حرب بقاء الأسد وقتل الشعب السوري، ولذلك وعند ممارسة طقوس التقبيل يجب أن تكون جامعة لكل هذه الأحذية. 

هاني السليمان . الثورة السورية في سويسرا 

0 التعليقات Blogger 0 Facebook

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

 
Syrian Revolution in Switzerland © 2018. جميع الحقوق محفوظة. اتصل بنا
Top