منذ اندلاع الثورة السورية وسقوط أول شهيد من الشعب السوري كان بإمكان حكام الدول الكبرى الإطاحة بنظام الأسد الذي تسبب إلى الآن باستشهاد أكثر من 300 ألف سوري موثقين بالأسماء وتبقى الأرقام الحقيقة تفوق العدد المذكور بكثير.
لكن الدول الغربية المتشدقة بوجوب الحريات بكل أنواعها، والمؤمنة بأن الإنسان هو مؤشر التقدم الأساسي في البلاد ولا بد من إعطائه الحق في العيش بحرية وكرامة ملما بالواجبات المفروضة عليه لكي يكون عنصرا فعالا في المجتمع يفيد ويستفيد ، و بما أن الشعب السوري منذ استلام آل الأسد الحكم هو مهمش ومسير من قبلهم فقد قيمته الاجتماعية كإنسان اجتماعي له الحق بتحديد مصيره مع حكومة بلاده ، وبالتالي أمر طبيعي أن لا يشعر الغرب بقيمة دماء السوريين المسفوكة طالما أن رئيسها هو من أباحها ولم يدرك ماهيتها .
دخلت الثورة عامها السادس ولا جدوى من كل العمليات السياسية والحلول الاستراتيجية التي طرحها مجلس الأمن ومن قبله جامعة الدول العربية لتخليص الشعب السوري من نظام الأسد الذي أفشل كل خطة للسلام طرحت وخرقت جميع الهدن المقامة في الماضي والحاضر ، ابتداء من كوفي عنان وجنيف 1 مرورا بالإبراهيمي وجنيف 2 انتهاء بديمستورا وجنيف 3، كلها ساهمت بشكل أو بآخر في تأجيج الصراع وسنحت فرصة للنظام بكل مرة لإعادة هيكلة قواه العسكرية وشن هجوم بري أرضي وجوي أعنف مما سبقه ، تزامنا مع إطالة فترته في الحكم وسفكه المزيد من دماء أبرياء سوريا الذين بمعظمهم أطفال ونساء قضوا جراء القصف الجوي المستمر .
واخير سأقول وبالرغم من ظل هذا الصمت المخزي من حكام العالم فأن الثورة السورية مستمرة وستنتصر على هذا النظام المجرم .
هاني السليمان . الثورة السورية في سويسرا
|
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 التعليقات Blogger 0 Facebook
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.