جاء مسرعاً يركض ثم يسقط على الأرض، ثم يتابع ركضه مسرعاً باتجاه خيمته، وهو ينادي “أين أخوتي أين أبي أين أمي هل ماتوا كلّهم؟”
يرفع أغطية الخيمة، وهو ينادي “أبتي أمي أين أنتم” يسأل فريق الإنقاذ الطبي، ويقول لا تقولوا لي ماتوا كلّهم أرجوكم، فلا يجد إلا القدر والذي كانت فيه بضع حبيبات البطاطا، وكانت والدته مع إخوته ينتظرون قدومه لتناول طعام الغداء.
ينظر عن يمين الخيمة، فيرى جثة هامدة ينحني لتقبيلها وهو يبكي، يبحث عن الرأس فلا يجده، يبحث عن اليدين ليمسكهما، فلا يجدهما أيضاً، إنها جثة مقطوعة الرأس واليدين والرجلين أيضاً.
أخو القتيل مفيد الحسن، جاء إلى المخيم الذي يسكن فيه إخوته في ريف ادلب الجنوبي، والذي نزح مع أهله إليه من قرية تل ملح من ريف حماة الشمالي، كما نزح معه أكثر من ألفين وخمسمئة مدني آخر، من اللطامنة وحلفايا والجلمة وتل ملح والجبين وتل الصخر وكفرنبودة ومناطق أخرى، بعد اشتداد المعارك في الريف الشمالي لحماة، بين قوات الأسد وكتائب الثوّار.
استهدفت مخيم عابدين طائرة حربية روسية ظهر أمس الأربعاء بأربعة قنابل فراغية شديدة الانفجار،وكانت قد سبقتها تحليق مكثف لطائرة استطلاعيّة حلّقت فوق المنطقة لساعات عديدة، وبعد استهداف المخيم عادت الطائرة الاستطلاعية لتصوير ما تسببت به الغارات الروسية بعد ساعة من التنفيذ.
وتسببت الغارتان بسقوط ستة قتلى على الأقل وأكثر من خمسين جريحاً، وكان القسم الأكبر منهم بحالة خطرة جداً، ونقل العديد منهم إلى مستشفيات حدودية.
وقال رئيس فرق الدفاع المدني في الريف الجنوبي لإدلب، أبو أحمد لـ “كلنا شركاء” إنه سبق الغارات تصوير بطائرات استطلاعية، وبعد أقل من ساعة جاءت الطائرات الحربية الروسية، واستهدفت مخيم عابدين في الريف الجنوبي لإدلب، وقد تناثرت أشلاء القتلى في أطراف المخيم.
وهي ليست المرة الأولى التي يتم فيها استهداف هذا المخيم فقد استهدفته طائرات النظام المروحية قبل عام وتسببت بمقتل ثمانية وأربعين مدنياً حينها، بعد إلقاء برميلين متفجرين وسط المخيم.
واستهدفته أيضاً راجمات الصواريخ الروسيّة بالقنابل العنقودية، والتي استهدفت المنطقة لأول مرة منذ أكثر من شهر ونصف.
|
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 التعليقات Blogger 0 Facebook
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.