في الوقت الذي تتحرك به الطائرات الروسية من قواعدها العسكرية في الساحل السوري لقصف قوات المعارضة السورية التي تقاتل نظام الأسد، بالإضافة إلى استهداف أماكن المدنيين، تحاول موسكو أن تأخذ بزمام الحل السياسي ولعب دور الدولة الفاعلة في البحث عن حل للقضية السورية لكن من وجهة نظرها وتحقيقاً لمصالحها بعيداً عن مطالب المعارضة السورية.
ولم تنجح الاجتماعات التي عقدت في العاصمة النمساوية فيينا في 23 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، ويوم 30 من الشهر ذاته في تحقيق تقدم ملحوظ حيال حل القضية السورية، وبقي مصير الأسد محط خلاف في الاجتماعين اللذين ضما بداية أمريكا، وروسيا، والسعودية، وتركيا، لتنضم لهم 13 دولة أخرى فيما بعد.
وتسعى روسيا التي تتسمك الآن بتاريخ 13 من الشهر الجاري لعقد فيينا 3 إلى تمكين الأسد من السلطة حيث نجحت حتى الآن في تغييب أي بند يدعو صراحة لرحيل الأسد، ولا يبدو سلوك المسؤولين الروس في اجتماعات فيينا سيحمل حلاً يرضي المعارضين السوريين، وبحسب تسريبات حصلت عليها "السورية نت" من مصادر موثوقة فإن روسيا تعمل على تحديد فصائل المعارضة التي ستدرج على لوائح الإرهاب وذلك تمهيداً لاستهدافها عسكرياً فيما بعد.
وتهدف روسيا مع وراء هذا الإجراء إلى إدراج الفصائل التي تشكل خطراً حقيقاً على نظام الأسد وترفض بقائه في السلطة بأي شكل من الأشكال، حيث من المحتمل أن توضع فصائل فاعلة في قوات المعارضة على هذه القوائم، وتشير المصادر أن روسيا تنوي استثناء تنظيم "الدولة الإسلامية" و"جبهة النصرة" والفصائل التي سيتم إدراجها على قوائم الإرهاب من أي وقف للنار في سورية، وهو ما يفسر على أنه إصرار روسيا على فرض حل بما يناسب رؤيتها ولو بلغة النار.
وبحسب المصادر ذاتها فإن روسيا تعمل باتجاه تحديد سبل تفادي تحكم الجماعات المصنفة على أنها إرهابية من مصادر الأموال خصوصاً حقول النفط، بالإضافة إلى مناقشة سد قنوات تمويل "تنظيم الدولة" والجماعات الأخرى التي تعتبرها موسكو إرهابية.
وتقول موسكو إن الحل السياسي بين المعارضة والنظام ينبغي أن يقوم على أساس جنيف 1، لكن وبحسب قول المصادر الموثوقة فإن هذا البند وفقاً لرؤية روسيا يشترط أن تكون المعارضة التي ستجلس مع النظام متفقة على نقاط عدة، من بينها موقفها المعادي للجماعات التي ستعمل روسيا على تصنيفها أنها إرهابية.
ولفتت المصادر إلى أن هناك خلافاً بين الدول المجتمعة في فيينا على تنصيف الفصائل المقاتلة في سورية على قوائم الإرهاب، حيث أكدت أن الولايات المتحدة على سبيل المثال رفضت وضع ميليشيا "حزب الله" اللبناني على قائمة الإرهاب، على الرغم من مساندتها لقوات نظام الأسد والمشاركة في ارتكاب مجازر بحق المدنيين.
ويرى محللون أن روسيا تحاول تحقيق مكسب سياسي لها على صعيد الملف السوري ينقذها من مزيد من التورط العسكري، إذ لم تنجح الضربات الروسية التي بدأت أواخر سبتمبر/ أيلول الماضي بتحقيق أهداف ملموسة، فضلاً عن تعالي أصوات خبراء عسكريين روس محذرين من مزيد من التورط فيما أسموه "المصيدة السورية".
المصدر . السورية نت
|
الصفحة الرئيسية
»
مواقـع
» اجتماعات فيينا: سعي روسي للإبقاء على الأسد وتصنيف المعارضة على قوائم الإرهاب
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 التعليقات Blogger 0 Facebook
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.