أكد مصدر موثوق قريب من ميليشيا “حزب الله” اللبناني لـ”السورية نت”، أن ماهر الأسد شقيق رأس النظام في سورية التقى منذ قرابة شهرين قاسم سليماني قائد “فيلق القدس” التابع لـ”الحرس الثوري الإيراني”، وأخبره عن نية نظام الأسد حل ميليشيا “الدفاع الوطني” التي تنتشر بالمناطق التي ما زالت قوات النظام تسيطر عليها.
وأشار المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته لحساسية المعلومات، أن ماهر الأسد أبلغ “سليماني” عزم النظام على حل الميليشيا ودمج عناصرها ضمن جيش النظام، واللافت أن لقاء الجانبين جاء بعيد بدء التدخل العسكري الروسي في سورية، وإعلان رئيس هيئة الأركان في جيش النظام العماد علي عبد الله أيوب عن تشكيل “الفيلق الرابع اقتحام”.
وعلمت “السورية نت” أن النظام ينوي ضم الميليشيا المنحلة إلى هذا الفيلق الذي أوكلت له منذ نشأته خوض العمليات البرية القتالية بدعم جوي روسي. ويبدو أن النظام بدأ فعلياً بحل هذه الميليشيات، حيث اتخذت قواته بداية الشهر الجاري قراراً بحل ميليشيا “الدفاع الوطني” في القلمون التي تتخذ من مدينة يبرود مقراً أساسياً لها، حسبما كشف مراسلنا في 10 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري.
ومن المتوقع أن يحل “الفيلق الرابع” محل قوات ميليشيا “الدفاع الوطني”، ويعكس ذلك نوعاً من التباين بين روسيا وإيران على الأرض السورية، ذلك أن ميليشيا “الدفاع الوطني” صنيعة إيرانية أسسها القيادي في “الحرس الثوري” الإيراني، حس همداني، الذي قتل في 9 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي في حلب، في حين أن “الفيلق الرابع” تأسس بتوجيه ودعم من موسكو.
وفيما تحاول إيران الإبقاء على ميليشياتها في سورية بما فيها “الدفاع الوطني”، ترى موسكو أن هذه الميليشيات بما فيها المحلية عادت بالضرر على جيش النظام، حيث تورطت بأعمال قتل ونهب وخطف أساءت بسمعة المؤسسة العسكرية للنظام التي تدرب الجزء الأكبر من ضباطها في روسيا.
ووفقاً للمعلومات التي حصلت عليها “السورية نت” فإن إيران تخشى من انتزاع سيطرتها على الميليشيات المحلية في سورية لصالح روسيا، خصوصاً وأن إيران قدمت دعماً بالسلاح والمال لميليشيا “الدفاع الوطني” واستطاعت خلق ولاءات لها لدى الكثيرين من قياداتها، فضلاً عن مخاوف طهران أن يقلل النظام من اعتماده عليها خصوصاً مع تعزيز الروس لنفوذهم العسكري في الساحل السوري. وانعكس ذلك على تحركات “سليماني” في سورية، حيث كثف من زياراته لمواقع النظام منذ الشهر الخامس الماضي، وظهر مؤخراً في ريف حلب جنوبي بعد استعادة قوات النظام السيطرة على مساحات منه.
وليست موسكو مرتاحة لتحرك الميليشيات التي تقاتل بأوامر إيرانية، فضلاً عن تحسسها من الجماعات المقاتلة تحت رايات دينية وبعقيدة طائفية، إذ تتسم الكثير من الميليشيات التي استقدمتها إيران إلى سورية من لبنان والعراق وأفغانستان بأنها طائفية بامتياز، سيما وأن طهران تقنع مقاتلي الميليشيات بأن قتالهم في سورية واجب مقدس.
وفي تحليل سابق له، قال الكاتب ومحلل السياسات الإيراني “صاحب صديقي” لموقع “المونيتور” في وقت سابق: إن “روسيا أن الجيش العلماني يمكن السيطرة عليه بسهولة”. لافتاً أن التباين في وجهتي النظر الروسية والإيرانية حيال طبيعة القوات العسكرية المساندة للنظام قد يتطور إلى مرحلة خلاف ظاهرة.
ويشار إلى أن “السورية نت” كشفت في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي عن تفاصيل القوات المنضوية في “الفيلق الرابع”، وذكرت المصادر أن مالك أبو صالح القيادي في الحرس الجمهوري سيلعب دوراً في ترأس الفيلق. السورية نت
|
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 التعليقات Blogger 0 Facebook
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.