ذكرت دراسة نشرت اليوم أن نحو ربع المدنيين الذين استشهدوا في الحرب في سورية ويزيد عددهم عن 240 ألف شخص هم من النساء والأطفال، مرجحة أن يكون ارتفاع عدد الشهداء من المدنيين سبباً في أزمة اللاجئين.
وقالت الدراسة التي نشرت في مجلة "بريتيش ميديكال جورنال" الطبية البريطانية أن نسبة المدنيين الشهداء وسبب استشهادهم يتفاوت بين المناطق التي تسيطر عليها حكومة النظام وتلك التي يسيطر عليها مسلحو المعارضة.
والدراسة التي قادها أستاذ علم أوبئة الكوارث في جامعة لوفان الكاثوليكية في بروكسل، هي الأولى التي تحلل تأثيرات مختلف الأسلحة على المدنيين في الحرب الدائرة في سورية.
وقال "وجدنا أدلة أن احتمالات مقتل الأطفال والنساء بالأسلحة المتفجرة والكيميائية تفوق احتمالات مقتلهم بعمليات إطلاق النار مقارنة مع الرجال".
ومن بين مختلف المصادر الإحصائية والتي معظمها من منظمات أهلية أو مجموعات مراقبة، فإن دراسة واحدة هي لمركز توثيق الانتهاكات، تحدد ما إذا كان القتلى من المقاتلين أو المدنيين والطريقة التي قتلوا فيها.
واشتملت الدراسة على 78769 حالة وفاة سجلتها المجموعة. ووقعت الغالبية العظمى من هذه الوفيات (77646) في المناطق غير الخاضعة لسيطرة النظام.
وقال معدو الدراسة إن "دراستنا تشير إلى أن المدنيين أصبحوا الهدف الرئيسي للأسلحة ويصيبهم جزء كبير من عمليات القصف".
وبالنسبة لسبب الوفيات فإن التفاوت كبير فنسبة 75 بالمئة من الأطفال الذين يستشهدون في المناطق التي تسيطر عليها الفصائل المسلحة يقتلون بسبب القصف والغارات الجوية التي تشنها قوات النظام.
أما في المناطق التي يسيطر عليها النظام فإنه لم يستشهد أي طفل في القصف الجوي، فيما قضى ثلثا الأطفال الذين استشهدوا في مناطق النظام بسبب قصف تعرضت له مناطقهم.
وأشارت الدراسة إلى أن حكومة النظام والفصائل المسلحة في سورية تزعم عادة أنها تستهدف في قصفها "معاقل المقاتلين في معسكر العدو (..) ولكن النتائج التي توصلنا إليها تشير إلى أنه بالنسبة للأطفال السوريين فإن عمليات القصف هذه هي السبب الأرجح لوفاتهم".
وأضافت الدراسة "إذا نظرنا إلى الأسباب الأساسية لأزمتي الهجرة واللاجئين في أوروبا اليوم، فإن مقتل المدنيين يشكل عاملاً كبيراً فيها بالتأكيد".
المصدر:
أ ف ب ـ السورية نت
|
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 التعليقات Blogger 0 Facebook
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.