شهدت الأيام القليلة الماضية والتي تلت توقيع الهدنة في مدينة الزبداني بريف دمشق، تصعيداً عسكرياً غير مسبوق على مدينة داريا في ريف العاصمة أيضاً، حيث اتجهت طائرات النظام وبراميله لداريا التي تقصف بشكل يومي، منذ بدء العملية التي شنها ثوار داريا بداية آب/أغسطس الماضي، والتي أطلقوا عليها اسم “لهيب داريا” حيث فوجئ النظام بهذه العملية.
وكانت العملية التي أطلقها الثوار بحسب مصادر عسكرية غير متوقعة من قبل قوات النظام التي تحاصر المدينة منذ أكثر من عامين، وع ذلك قام الثوار بعملية عسكرية ضد مواقع للنظام القريبة من مطار المزة العسكري، القريب من القصر الجمهوري في دمشق، ما جعلها ما أكثر الجبهات حساسية وصعوبة.
إلا أن هدنة الزبداني والتي قام بها جيش الفتح في الشمال كانت سلبياتها كبيرة على مدينة داريا، بحسب ثوار مدينة داريا، فالمدينة بدأت بمعركة لضرب معاقل الشبيحة ونصرة للزبداني، ولكنها اليوم وحيدة، مع تصعيد غير مسبوق تشهده داريا بمعدل يومي 40 برميل متفجر.
وعزت المصادر هذا التصعيد إلى تفرغ الآلة العسكرية من طائرات حربية ومروحية كانت تتقاسم القصف بين داريا والزبداني، ولكن مروحيات النظام تتفرغ أكثر لداريا بعد الهدنة المبرمة حسبما صرح الناشط الإعلامي “مهند أبو الزين”.
واكد الناشط “أبو الزين” ان خوف النظام الكبير من عمل عسكري للثوار زاد من حدة القصف أيضا وذلك للموقع الاستراتيجي الذي تتمتع به داريا لقربها من قلب العاصمة دمشق حيث تم توثيق أكثر من 1100 برميل خلال آب وأيلول ما يعادل 275 طن من المواد المتفجرة مع ملاحظة نقص كبير لعناصر النظام في الجبهات مع الثوار.
وأشار “أبو الزين” إلى وجود سخط كبير لدى ثوار مدينة داريا من هدنة الزبداني وخصوصاً بعد قيام ثوار داريا بمعركة لتخفيف عن الزبداني لتجد داريا نفسها لوحدها مجدداً، وآراء أخرى داخل صفوف ثوار داريا ترى انه كان يجب التفاوض بشكل يشمل جميع المناطق التي تعرق للقصف اليومي والحصار من سنوات وألا تترك كل مدينة لتبحث عن حل لنفسها وحدها.
وحول تحسب الثوار في داريا واستعداداتهم للتدخل الروسي، أوضح الناشط أنه على مدى الأعوام الثلاثة الماضية “لم يترك النظام وسيلة قاتلة ومدمرة إلا واستخدمها ضدنا وبشكل عنيف، نحن في داريا أصبح لدينا خبرة بالتعامل مع القصف والتخفيف من أضراره لهذا ليس هناك تخوف من القصف الروسي”.
وعلاوة على ذلك أكد الثوار في داريا متشوقون للتدخل البري والمواجهة المباشرة علماً أن الخبراء الروس كانوا ولايزالون منذ ثلاث سنوات على تخوم داريا يرافقون دبابات النظام، وبالرغم من ذلك انهزموا وما يزالون ينهزمون في كل مواجهة ومعركة، و”مصير الروس لن يكون أفضل من مصير من سبقهم من الإيرانيين والعراقيين واللبنانيين وجنود النظام”، بحسب قوله.

0 التعليقات Blogger 0 Facebook

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

 
Syrian Revolution in Switzerland © 2018. جميع الحقوق محفوظة. اتصل بنا
Top