img

بيرلين– صورة الطفل الغريق ذو ال3 سنوات الذي كان طافيا على شواطئ تركيا وضعت أزمة اللاجئين السوريين في المقدمة وفي مركز سياسة اللاجئين في أوروبا.
للأسف, الأوربيون لا زالوا غير مدركين أن الهجوم العسكري لوقف حرب دكتاتور سوريا بشار الأسد الدامية ضد شعبه هي الطريقة الفعالة الوحيدة لوقف تدفق اللاجئين.
كنان مسالمة, وهو طفل سوري لاجئ في المجر يبلغ ال 13 من عمره, التقط بدقة ما يتوجب على الغرب فعله, حيث قال :” رجاء ساعدوا السوريين… السوريون بحاجة إلى المساعدة الآن. أوقفوا الحرب فقط. نحن لا نريد البقاء في أوروبا. فقط أوقفوا الحرب”.
لنأخذ مثال ألمانيا التي تلقت الثناء من آلاف اللاجئين السوريين. حيث خففت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل من قيود الهجرة في بلادها. في أغسطس, قبلت ألمانيا 104000 حالة لجوء ومع نهاية 2015 يتوقع أن يصل العدد الإجمالي للمقيمين الجدد في ألمانيا إلى 800000 شخص.
مع أن ألمانيا تعد جزء رئيسا من مشكلة اللاجئين. بالعودة إلى عام 2013 وبعد أن استخدم الأسد الأسلحة الكيماوية لقتل ما يقرب من 1400 مدني, عارضت إدارة ميركل التدخل العسكري. قوات الأسد, وبدعم عسكري من إيران قتلت ما يزيد على 250000 سوري منذ انطلاق الحراك المدني الذي كان يطالب بالديمقراطية عام 2011. النظام السوري مسئول عن ثمانية أضعاف حالات قتل مما ارتكبته الدولة الإسلامية.
لم تكن ألمانيا وحدها في هذا الأمر عام 2013. حيث رفض مجلس العموم البريطاني الضربات الجوية العسكرية. كما زاد الرئيس أوباما من الأزمة وذلك بالتراجع عن التزامه القديم بشن ضربات صاروخية إذا استخدم الأسد الأسلحة الكيماوية. ببساطة, ظهور الدولة الإسلامية المتوحشة هو ثمرة لفشل السياسة الأوروبية في التخلص من نظام الأسد.
في حين قبلت ألمانيا مبدئيا اللاجئين السوريين المسيحيين, إلا أنها وسعت من ذلك الآن لتقبل المسلمين أيضا. ولكن ليس واضحا كم هو عدد اللاجئين الذين سوف يحصلون على إقامة. الأهم من ذلك, هو أن المحكمة الألمانية عارضت قبول طلب اللجوء لمثلية إيرانية لأنها يمكن أن تخفي هويتها الجنسية في إيران.حيث يقضي القانون الإيراني الإسلامي بالموت على المثليين جنسيا.
التزم المسئولون الأوروبيون الصمن حيال دور إيران في إجبار السوريين على الهرب للنجاة بحياتهم. قدم حكام إيران للأسد شريان الحياة الاقتصادي لإشعال الحرب. ولدى حزب الله  – الميليشيا المملوكة بالكامل لإيران- آلاف الجنود على الأرض الذين يقاتلون لحماية نظام الأسد.
ولجعل الأمور أكثر سوء, من المقرر أن تفرج كل من الولايات المتحدة وأوروبا عن حوالي 150 مليار دولار كجزء من تخفيف العقوبات المالية الرامية إلى ثني إيران عن الاستمرار في برنامجها النووي. وقريبا سوف يحصل الأسد على جائزة اقتصادية جديدة.
إذا استلمت ألمانيا القيادة, فإن باقي أوروبا سوف تتبعها حتما. يمكن أن تدعو ميركل الناتو إلى إنشاء منطقة حظر طيران وفرض ممر إنساني في سوريا. الضربات العسكرية لتدمير مروحيات الأسد, والمدارج والطائرات الحربية سوف تخفف بشكل ملحوظ من المحنة الرهيبة التي يعيشها السوريون.
لدى أوروبا فرصة رهيبة لدحض التعليق السئ الذي قاله الدكتاتور الشيوعي جوزيف ستالين ذات مرة بان وفاة واحدة – وفي حالتنا الطفل إيلان الكردي ذو ال3 سنوات – تعد مأساة, ولكن ملايين الوفيات هي مجرد أرقام.

ترجمة : قسم الترجمة في مركز الشرق العربي

0 التعليقات Blogger 0 Facebook

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

 
Syrian Revolution in Switzerland © 2018. جميع الحقوق محفوظة. اتصل بنا
Top