img

علن الرئيس فرنسوا أولاند، اليوم الاثنين، أن بلاده ستشارك في طلعات جوية تحت قيادة التحالف الدولي في سوريا، وذلك بعد امتناع دام طويلا.
وقال أولاند أن بلاده لن تشارك في أي عملية برية في سوريا ضد “داعش” لكنها ستشارك اعتبارا من غد الثلاثاء في طلعات استطلاع بمساعدة قوات التحالف الدولي فوق سوريا من أجل تنفيذ “ضربات” ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
صحيفة “لوموند” الفرنسية كشفت عن اﻷسباب التي دفعت فرنسا إلى تغيير موقفها من الحرب الدائرة في سوريا.
وقالت الصحيفة إن هذا الاحتمال كان مستبعدا تماما، حيث تقتصر مشاركة باريس ضد “داعش” على الضربات الجوية التي يشنها التحالف الدولي ضد التنظيم في العراق، أما في سوريا فتقدم فرنسا المشورة والأسلحة إلى المتمردين “المعتدلين“.
وحول الأسباب التي دفعت فرنسا إلى تغيير موقفها قالت لوموند: إن تفاقم ظاهرة هجرة السوريين، وفشل التحالف في وقف تقدم “داعش” وتعزيز الوجود العسكري الروسي على الأرض، كان وراء تغيير الموقف الفرنسي، إذ أصبح موقف أولاند واضحًا حول هذه المسألة.
ونقلت عن مصدر رفيع المستوى القول: “من المنطقي الاستمرار في مواصلة عملنا ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا“.
كما أكد آخر سيتم تنظيم بعثات استطلاعية إلى سوريا من قبل طائرات ميراج 2000 المتواجدة في الأردن أو طائرات رافال المتواجدة في أبو ظبي بالاندماج مع خطط الأمريكية.
ووفقا للصحيفة فإن مقاومة “داعش” هو أحد الاهتمامات الرئيسية للفرنسيين، من خلال نشر نتائج استطلاع للرأي في يونيو أظهر أن 74٪ من الفرنسيين يؤيدون التدخل العسكري الفرنسي.
وأكدت أن رفض فرنسا الانضمام للقصف الجوي الأمريكي والبريطاني والكندي في سوريا ليس بسبب التردد في استخدام القوة، فالرئيس أولاوند من أول القادة الغربيين الذين طالبوا بالتدخل العسكري ضد النظام السوري في عام 2013، بهدف تسريع سقوط الأسد.
وأوضحت أن الرئيس الفرنسي لا زال يتجرع مرارة خذلان نظيره الأمريكي بعد إفساده العملية العسكرية التي كانت مبرمجة في أغسطس 2013.
ومع إنشاء التحالف الدولي ضد “داعش” رفضت باريس توسيع الضربات الجوية في الأراضي السورية، تقول الصحيفة- حيث اعتبرت أن إعطاء الأولوية في سوريا لمكافحة التنظيم سيعزز من سيطرة النظام السوري.
ويرى مسؤولون فرنسيون أنه لا يمكن أن يستمر الوضع على ما هو عليه، فعمليات التحالف الأمريكي البريطاني ضد مواقع تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا فيها نوع من التعاون الضمني مع دمشق.
وبحسب لوموند فإن فرنسا تأمل في أن تهميش الرئيس السوري سيسهل من فرص التفاوض مع اللاعبين الرئيسين، والذي ستشارك فيه فرنسا التي باتت أحد الأهداف الرئيسة لتنظيم الدولة الإسلامية، ما يجعل التدخل الفرنسي في سوريا بالضروري.
وأكد مصدر رفيع المستوى أن باريس ستعطي أولوية لتحليق طائرات الاستطلاع والاستخبارات، كما يمكن للطيران الفرنسي أن يركز أيضًا على الأراضي السورية المحتلة بالكامل من قبل تنظيم الدولة الإسلامية، مع توجيه الضربات الجوية ضد مراكز القيادة.
لكن ما هو مدى التوافق السياسي القائم حول العمليات الخارجية في حال انطلاق الضربات الجوية بسوريا؟ رئيس الوزراء السابق جان بيير رافاران أعرب عن تحفظه إلى حد هذه المرحلة، على الرغم من أن بعض المسؤولين المنتخبين من اليمين الفرنسي يطالبون حتى بالتدخل على الأرض.
ويقول رافاران، إنه إذا كان لا بد من التدخل العسكري في سوريا فلا بد أن يستند إلى اتفاق مع شركاء آخرين وليس مع الولايات المتحدة لوحدها. ويجب إدراج روسيا وإيران.
مهمة شاقة يصفها دبلوماسي آخر مشيرا إلى أن “الإيرانيين لديهم الكثير ليخسره حال سقوط بشار، بالنسبة للروس، يقولون” يجب مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية أولا ومناقشة مضوع بشار في وقت لاحق“.
وأكدت الصحيفة أن الدبلوماسيين والخبراء يقرون حاليا بعدم وضوح أي احتمال سياسي فالغرب يتذرع بخارطة الطريق المنصوص عليها في مؤتمرات جنيف والتي تنص على تشكيل حكومة انتقالية مع سلطات تنفيذية كاملة.\

0 التعليقات Blogger 0 Facebook

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

 
Syrian Revolution in Switzerland © 2018. جميع الحقوق محفوظة. اتصل بنا
Top