img

 أصدرت لجنة الأمم المتحدة لتقصي الحقائقفي سوريا تقريرها العاشر والذي يحذر من أن ازدياد حدة الصراع في سوريا يعرض المدنيين من جميع الخلفيات لجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، مشيرة إلى ضخامة مدى ونطاق هذه التجاوزات، والتي تشمل الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان.
وتدعو لجنة الأمم المتحدة للتحقيق في سوريا في تقريها الأخير هذا الذي أطلق الخميس إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لضمان الحماية الفعالة للشعب السوري.
ويحدد التقرير الذي تقدمه اللجنة لمجلس حقوق الإنسان، الاتجاهات والأنماط الرئيسية لاستهداف المقاتلين المجتمعات المدنية والأفراد والجماعات، وتعرض المدنيين لانتهاكات حقوق الإنسان والقانون الإنساني.
ويستند التقرير إلى أكثر من 335 مقابلة مع ضحايا وشهود عيان داخل وخارج البلاد، تم إجراؤها من كانون الأول/يناير إلى تموز/يوليو من هذا العام.
ويشدد التقرير على ضرورة اتخاذ إجراءات دولية منسقة ومستمرة من أجل إيجاد حل سياسي لإنهاء العنف ووقف ارتفاع معدل جرائم الحرب والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان.
ويشمل التقرير بعض التدابير الرامية إلى كسر حلقة الإفلات من العقاب التي تبدو مستعصية. وقال رئيس اللجنة باولو سيرجيو بينيرو، «وفيما يقف العالم شاهدا، يعاني الشعب السوري بشكل يفوق أي تصور. وتقع على عاتق الأطراف المتحاربة في النزاع السوري والدول الفاعلة مسؤولية السعي إلى السلام، فيما يضطلع المجتمع الدولي المسؤولية الخاصة بفتح طريق العدالة للضحايا السوريين».
ويشير التقرير إلى أن النزاع المسلح الذي دخل عامه الخامس قد تحول إلى نزاع مسلح ودولي وفوضوي وطويل الأمد. ويستمر العدد المتكاثر من الأطراف المتحاربة في تجاهل الالتزامات بموجب القانون الدولي من خلال استهداف المدنيين والمناطق السكنية، والمواقع المحمية. وقد أسفرت التكتيكات القتالية المستخدمة من قبل جميع أطراف النزاع المسلح مثل استخدام حرب الحصار والقصف والاستخدام العشوائي للقوة الجوية عن سقوط عدد هائل من الضحايا من المدنيين، وتدمير التراث الثقافي السوري وتشريد السوريين.
كما يوثق التقرير الطريقة التي يتم بها إساءة معاملة الرجال في سن القتال، والنساء والأطفال والمعتقلين والمرضى والجرحى والعاملين في المجال الطبي والإنساني والصحفيين والمدافعين عن حقوق الإنسان، والمشردين داخليا. ويضيف التقرير أن القوات الحكومية تواصل شن الهجمات، بما في ذلك الاستخدام المكثف للبراميل المتفجرة والقصف الجوي العشوائي، في عدة مناطق من البلاد. كما يستمر اعتقال المدنيين، وبخاصة الرجال في سن القتال، وفي بعض الحالات، اختفاؤهم، بسبب انتمائهم أو ما يعتبر معارضتهم للحكومة.
كما شنت الجماعات المسلحة المناهضة للحكومة هجمات على مناطق في حلب ودمشق وإدلب واللاذقية، وفي بعض الحالات قصفت الأحياء السكنية واستهدفت المدنيين المناصرين للحكومة. ولا تزال اثنتان من الجماعات الإرهابية، جبهة النصرة وتنظيم داعش تستخدمان الأساليب والتكتيكات الوحشية ضد المدنيين، وبخاصة الأقليات الدينية والعرقية، بغرض ترهيب السكان المدنيين. وقد تم توثيق حالات الإعدام العامة وتشويه الرجال والنساء والأطفال فضلا عن تدمير مواقع التراث الثقافي. ويواصل تنظيم داعش ارتكاب جرائم الاغتصاب والزواج القسري، والعنف الجنسي والاستعباد للمرأة. واستنادا إلى أعمال العنف الموثقة، يؤكد تقرير اللجنة أن المعاناة البالغة التي يواجهها الملايين من السوريين العاديين ستتفاقم ما لم يتم اتخاذ إجراءات فورية لوقف العنف.
«القدس العربي»: عبد الحميد صيام

0 التعليقات Blogger 0 Facebook

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

 
Syrian Revolution in Switzerland © 2018. جميع الحقوق محفوظة. اتصل بنا
Top