img

أمرت جبهة النصرة، وهي فرع تنظيم القاعدة في سوريا، مقاتليها بأن يتوقفوا عن تقديم أي مساعدة بطريقة غير مباشرة للحملة التي تقودها الولايات المتحدة على تنظيم الدولة.
وقد أصدرت الجبهة الأمر لمقاتليها، بالكف عن خوض معارك ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في مناطق من سوريا تنوي تركيا إقامة “منطقة آمنة” فيها.
وذكر البيان، الذي صدر عبر شبكة الإنترنت أمس الاثنين، بأن جبهة النصرة ستمتنع عن محاربة داعش في منطقة تقع شمال سوريا، حتى تتجنب تقديم المساعدة غير المباشرة للحملة التي تقودها الولايات المتحدة ضد التنظيم الإرهابي.
هذا وكانت تركيا قد سمحت الشهر الماضي للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة باستخدام أراضيها كمركز انطلاق لضرب داعش، ووصلت يوم الأحد 6 طائرات مقاتلة من طراز إف – 16 مع 300 من العسكريين إلى قاعدة إنجرليك الجوية في تركيا.
كما حثَّت جبهة النصرة أيضاً الفصائل السورية المقاتلة الأخرى على عدم التعاون مع التحالف، وأن تنظر إلى ميدان المعركة من منظور استراتيجي أكثر شمولية، وألاَّ تجعل الغلبة تميل لصالح أعدائها.
ولكن ذلك الأمر يجعل فصائل معارضة أخرى معرَّضةً لهجمات داعش، وخصوصاً في مدينة حلب التي كانت العاصمة الاقتصادية لسوريا قبل اندلاع الثورة. كما أن ذلك سيزيد من تعقيد التركيبة المعقدة أصلاً لسياسات فصائل المعارضة في حرب أهلية حمي وطيسها على مدى أربع سنوات منذ انطلاق شرارة الثورة ضد بشار الأسد.
وقالت جبهة النصرة في البيان: “نعلن انسحابنا من نقاط الرباط ضد [داعش] في ريف حلب الشمالي، ونحن في جبهة النصرة لا نسمح بالدخول في هذا التحالف، سواء أكان ذلك بالقتال في صفوفه، أو بطلب مساعدته، أو حتى من خلال التنسيق معه”.
وتعهّدت جبهة النصرة بمواصلة محاربة داعش في مناطق أخرى من سوريا، وقالت بأن التدخل التركي المخطط له لم يهدف لإحداث تغيير استراتيجي في ساحة المعركة، ولكنه جاء نتيجةً لاعتبارات الأمن القومي التركي وقلق تركيا من قيام دولة كردية.
وقد طرَد الأكراد مدعومين بالضربات الجوية الأمريكية تنظيم داعش من مساحات كبيرة من الأراضي في شمال سوريا، فيما تعارض الحكومة التركية إنشاء دويلة كردية على حدودها.
وكانت جبهة النصرة قد فكَّت ارتباطها بداعش في 2013 بعد حصول نزاع علني بين قادة المجموعتين، وتحافظ الجبهة على ولائها لزعيم القاعدة أيمن الظواهري، في حين أن داعش طلبت مبايعة خليفتها أبو بكر البغدادي الذي أعلن نفسه خليفةً للتنظيم.
ومع ذلك، تجد النصرة أحياناً في داعش حليفاً لها بحكم المصلحة في بعض مناطق الداخل السوري، حيث يتم التوسط بغية التوصل لبعض حالات التعاون المؤقت، وقد برزَت جبهة النصرة باعتبارها أقوى الفصائل المقاتلة في البلاد، ودخلت ضمن تحالفات مع جماعات مقاتلة معارضة أخرى، وخصوصاً في المنطقة الشمالية لإدلب حيث أحرزت سلسلةً من الانتصارات ضد نظام الأسد بالتعاون مع حلفائها.
ويترك قرار جبهة النصرة الفصائل المعارضة المقاتلة في حلب مكشوفةً لهجمات داعش، ففي حين تسعى تلك الفصائل للسيطرة على حلب، فإنه يتوجب عليها صد هجمات داعش من الشمال، وهي المنطقة التي تتمتع فيها داعش بنفوذ كبير.
وقال بيان جبهة النصرة: “يجب على الفصائل التي تريد خوض معركة شاملة ضد داعش في الوقت الحالي، أن تتخذ قرارها بعد دراسة استراتيجية وافية لساحة المعركة، ودراسة كافية للأعداء، وتصنيفهم حسب الخطورة والأهمية والأولوية”.
الغارديان – ترجمة السوري الجديد

0 التعليقات Blogger 0 Facebook

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

 
Syrian Revolution in Switzerland © 2018. جميع الحقوق محفوظة. اتصل بنا
Top