تلك الذكراة التي عاشت معنا يوما بيوم، عندما كنا صغارا، فتربينا على مقالبه، هو ذاك العابث الذي يقنعك بأن الشر لذيذ في بعض الأحيان، وأنك ستحبه مهما فعل، هو نفسه الذي وقف مع الظالم ضد المظلوم، وهتف بغربة ضد التهجير، وبكا على جدته المغيبة التي هي الوطن، كان يشرب كأس وطنه المتجرع كأس الخيبة دون أن يكترث للنص المكتوب، أو النهج المتبع، كنا نصدق كل هذا.
حتى جعلناه روبن هود احلامنا وجابر عثرات مطالبنا وأوجاعنا، صدقنا أنه المقهور والضعيف والفقير والمشاكس والناصر لكل مظلوم ومطحون في رحا اقتصاد منخور وسياسات صدئة ومبايعات زائفة، كنا نحب غوار ذلك البطل المغوار الذي لا يخاف بالحق لومة لائم
لم نعرف أنه هذه شخصية كتبت وقتلت على الورق، والحقيقة انه كان هو من قتل أحلام وليست المشفى التي كان يتكلم عن إهمالها، لم نعرف أن كل تلك المهاترات التي مزقت طبلة أذاننا كانت فقط جلدة خارجية كجلد أفعى وأن شخصية غوار الطوشة ما هي إلا جرعة دواء يسكن داخله سم سيصعقنا بحجم غباءنا الذي صدق المدافع عن الحرية والمقهورين.
هو نفسه من قال في مسرحيته(ازا بالارض ما التقى مكان لأحلام …رح يلتقالا مكان فوق..)ذهب منذ فترة لزيارة قاتلها على جبهة الغطرسة وصافح أيد تفيض منها رائحة دماء أحلام وكل أطفال سورية.
هو نفسه من خرج مناديا بوقف القتل على المحطات التلفزيونية، يذهب ليتفقد أحوال المدافعين عن قضيته الآثمة وتحقيق حقيقة ما يرنو إليه هو وكل من يحب (أبناء سوريا).
غوار الطوشة الذي خلع رداءه وفاجأنا بأننا كلنا خونة ونستحق التمثيل بجثثنا، وتمزيق أطفالنا تحت براميل أبطاله الذي يفتخر بهم.
في الحقيقة يجب علينا شكره بأن (سلخنا كف) نكتشف فيه حجم خديعتنا وأوهامنا، يجوز لنا أن نصنع له ميداليه ممثل من هوليوود أستطاع أن يقنعنا بأنه المخلص والذي سيقتل كل الأشرار، حتى نكتشف بآخر الفيلم بأنه يريد تسلمنا لهم.
غوار الكوشة هو نسخة من كل نسخ تعرت لنعرف حقيقتها في هذه السنوات العاصفة التي كشفت عورة كل محب للخير!!!في حين أنه عاقد صفقته مع الشيطان. لم يكن علينا إلا خلع نظاراتنا الثلاثية الآبعاد لنعرف أن الواقع له وجه واحد، وأنه مهما تلون البعض وتظاهروا بالدفاع عن قضيتنا ما هم إلا أبطال من ورق.!!!
المركز الصحفي السوري
زهرة محمد
|
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 التعليقات Blogger 0 Facebook
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.