قال مراقبون إن اللقاء الأميركي الروسي المرتقب عقده في قطر سيقوم على فكرة خلق حكومة شرعية في سوريا تمثل مختلف المكونات السورية لمحاربة الإرهاب، وهو ما يتطابق مع ما أكده المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا أمام مجلس الأمن بأنه “يجب أن تكون هناك حكومة ذات مصداقية يمكن العمل معها”.
ومن المتوقع أن يلتقي وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع نظيره الأميركي جون كيري في العاصمة القطرية الدوحة، بعد غد الاثنين، لبحث مسألة التسوية السورية، وسط توقعات بأن تكون السعودية حاضرة في الاجتماع، أو أن تكون داعمة للفكرة التي يقوم عليها، أي تشكيل حكومة انتقالية في سوريا وفق بيان جنيف1 على ألا تكون الأغلبية الممثلة فيها تابعة لإيران.
وأعلن ميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية الروسي في حديث لوكالة “نوفوستي” أنه من الممكن أن تنضم السعودية إلى المحادثات الروسية الأميركية.
ويبدو اختيار مكان الاجتماع في قطر والحرص الروسي على تواجد السعودية مؤشرين على أن موسكو أصبحت مقتنعة بأن دول الخليج وحدها التي يمكن أن تضمن مصالح روسيا في سوريا المستقبل، لا سيما أن الروس يشعرون بخيبة أمل من إيران التي دمرت مؤسسات الدولة السورية خصوصا الجيش والأمن وأسست بديلا عنها ميليشيات تقوض أمن البلاد، مما يعني زوال المؤسسات التي حاولت روسيا إبقاءها كي تكون ضامنا لمصالحها المستقبلية في سوريا.
وأشار مراقبون إلى أن العلاقات السعودية الروسية تطورت كثيرا إلى درجة أصبح هناك تنسيق في ملفات ساخنة، وحققت نتائج إيجابية على الصعيد اليمني في مرحلة سابقة، بينما الملف السوري يتم العمل عليه في هذه المرحلة، لذلك تحرص روسيا على إشراك السعودية في مؤتمر موسكو3 بينما لا تزال الرياض مصرة على أن أي حل سواء كان في موسكو أو جنيف يجب أن يؤدي إلى رحيل بشار الأسد.
وخلال زيارته لقطر، من المقرر أن يلتقي وزير الخارجية الأميركية مع نظرائه في دول مجلس التعاون الخليجي الذين أبدوا مخاوفهم في مناسبات سابقة حول الاتفاق النووي مع إيران وانعكاسات رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على طهران، فضلا عن دفع الحل السياسي في سوريا بما يدعم الحرب الإقليمية والدولية على داعش.
وترى المعارضة السورية أن تشكيل حكومة انتقالية تحظى بشرعية الجميع يجب أن تنطلق من مبادئ جنيف1 أي هيئة حكم انتقالية لا تكون فيها شخصيات إشكالية كالأسد أو قيادات مقربة من جهات متطرفة كجبهة النصرة أو الإخوان المسلمين، وهذا تماما يشابه الحالة العراقية عندما طلبت الولايات المتحدة الأميركية بتشكيل حكومة تحظى بشرعية أكبر من أجل دعم العراق في مواجهة داعش مما تمخض عنها رحيل المالكي وتشكيل حكومة جديدة.
وأكد المعارض محمد صبرا، رئيس حزب الجمهورية السوري لـ”العرب” أن الحكومة الشرعية يجب أن تنطلق من “تطبيق القرارات الدولية الصادرة عن مجلس الأمن ولا سيما القرار 2118 لعام 2013 والذي نص بشكل صريح على تشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة السلطات التنفيذية تكون هي المسؤولة عن تحقيق عملية الانتقال السياسي”.
وقال المعارض السوري أديب شيشكلي ممثل الائتلاف في دول مجلس التعاون في تصريح لـ”العرب”، “أعتقد أن روسيا الآن أصبحت مقتنعة تماما أنه لا مكان لبشار الأسد في سوريا و لكن لن تعلنها حتى يتم ضمان ما تسميه الحل السياسي حسب رؤيتها”.
وسبق أن قال كيري خلال إفادة له أمام مجلس العلاقات الدولية في نيويورك “بعد 10 أيام سأتوجه إلى الدوحة لبحث الاتفاق (النووي الإيراني) مع دول مجلس التعاون”.
وتوقع كيري بأن تتركز محادثاته في الدوحة على مسألة ضمان أمن المنطقة ومحاربة الإرهاب. وقال إنه سيعقد لقاء مع لافروف خلال زيارته للدوحة، يتناول “تصرفات” إيران والتطورات في سوريا.
وتسعى واشنطن لطمأنة حلفائها في الشرق الأوسط بعد عاصفة القلق التي أثارها توقيع الاتفاق النووي بين السداسية وإيران.
ويقول دانيال سيروير، الباحث في معهد الشرق الأوسط والأستاذ في جامعة هوبكنز الأميركية “لست متأكدا أن جون كيري سيتمكن من التقليل من مخاوف حلفائنا في دول الخليج”.
وكانت تقارير تسربت على هامش قمة الدول السبع بألمانيا في يونيو الماضي تؤكد أن الغرب وروسيا يملكان رؤية مشتركة حول إمكانية حل سياسي للأزمة السورية يجب أن يكون النظام السوري جزءا منها، لكن بغياب شخص بشار الأسد، وأن يتم اختيار شخص يكون مقبولا من داخل النظام ومن المعارضة.
وعزت التقارير الموقف الغربي الروسي إلى فشل الرئيس السوري في مواجهة داعش، وأن استمراره يساعد في تقوية التنظيم ويعطي مبررا قويا لانتشار الحركات المتشددة وانحسار المجموعات المعتدلة داخل المعارضة السورية.
المصدر: صحيفة العرب اللندنية
|
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 التعليقات Blogger 0 Facebook
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.