قالت صحيفة واشنطن تايمز الأميركية: إن خطوة الإدارة الأميركية للتحالف مع تركيا لإقامة «منطقة آمنة» في شمال سوريا تجتذب انتقادات متزايدة من المطلعين على شؤون الأمن القومي الأميركي في الحزبين الجمهوري والديمقراطي والذين يرون ثغرة في خطة أوباما وهي: عدم وجود متمردين سوريين موالين لأميركا على الأرض من أجل تأمين الأراضي المحررة والدفاع عنها.
وأشارت الصحيفة إلى أن خطة الإدارة الأميركية تعتمد بشكل كبير على جيش مكون من «مقاتلين معتدلين» خضعوا لتدقيق من قبل وكالة المخابرات المركزية الأميركية ودربتهم القوات الخاصة الأميركية، وتقضى الخطة أيضاً بأن يقوم هؤلاء المقاتلون، تحت غطاء جوي أميركي، بتطهير القرى والمدن من مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية على طول الحدود السورية التركية. ورغم إنفاق حوالي ربع مليار دولار على مدار العام الماضي من أجل تجنيد وتدريب هؤلاء المتمردين في قواعد شبه سرية، أنتج البرنامج فقط حوالي 100 من المقاتلين ذي الجدوى شكلوا ما يسمى بالفرقة 30. وحذر محللون إقليميون من فشل إقامة منطقة آمنة على الحدود التركية ما لم يتم إصلاح برنامج تدريب المعارضة السورية بشكل سريع وتوسيع نطاقه بشكل أكبر. وقال بريان كاتيوليس خبير شؤون الشرق الأوسط «رغم كل الاستثمارات وتصويت الكونجرس العام الماضي على تخصيص 500 مليون دولار لتدريب معارضة سورية يعتمد عليها وتكون قادرة على الاحتفاظ بالأرض التي ينتزعوها من الدولة الإسلامية وجبهة النصرة، إلا أن تلك المعارضة لم يكن لها وجود على ما يبدو». وأضاف كاتيوليس أنه لا ينبغي الافتراض بأن إقامة منطقة آمنة يمكن أن ينتج قوة مؤثرة على الأرض، ما لم يكن هناك خطة عمل واضحة تجيب على التساؤلات بشأن القوة التي تسيطر على الأرض. ويرى كاتيوليس أن الوقت لم يفت لكي يتم الإسراع من برنامج التدريب، لكن الأمر يحتاج لجهود جادة. وتشير الصحيفة إلى أن مشاكل البرنامج لم تغب عن ذهن كبار مسؤولي الإدارة الأميركية، فقد أشار الجنرال جون ألن مبعوث الإدارة الأميركية للحرب ضد تنظيم الدولة إلى تضاؤل حجم المقاتلين السوريين الذين شملهم البرنامج الأميركي. وصرح ألن أن القادة العسكريين الأميركيين يبحثون عن وسائل لتحسين عملية فحص المقاتلين وتخريج مزيد منهم. أما الباحث في شؤون الشرق الأوسط مايكل روبن زميل معهد «أميركان إنتربرايز إنستيتيوت» فقد رأى أنه لا وجود لما يسمى بالمعارضة المعتدلة في سوريا، وأن استراتيجية الاعتماد على هؤلاء المقاتلين ما هي إلا محض خيال وأمر خطير.
العرب
|
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 التعليقات Blogger 0 Facebook
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.