يعاني المرضى في جنوب دمشق من صعوبة الحصول على الدواء ، ولكن ليس بسبب عدم توفره فهو متوفر نسبياً ، وخاصة الأدوية البديلة فبشكل عام لا تدخل لصيدلية في سوريا وتحصل على مبتغاك من الدواء فدائما ما يبلغك العامل في الصيدلية إن هذا الدواء غير متوفر ولكن هناك بديل له بجودة اقل ، وفي جنوب العاصمة يشكل ارتفاع أسعار الدواء وانعدام التمويل للقطاع الطبي وقلة عدد الصيدليات المجانية معاناة جديدة تضاف إلى معاناة المرضى وذويهم .
حيث حذرت مؤخراً الهيئة الطبية العامة لجنوب العاصمة دمشق ، والتي تشرف على مستشفى “شهيد المحراب” وعدة مراكز صحية أخرى من أن مخزونها من الدواء والمستهلكات الطبية شارف على النفاذ بعد توقف الدعم لمشاريعها الطبية منذ بداية العام الجاري ، وأن الآلاف من الأهالي في جنوب العاصمة سيكونون أمام أوضاع مأساوية ، وهم غير قادرين على تلقي العلاج في عيادات خاصة وشراء الدواء نتيجة فقرهم .
أم سالم مهجرة من بلدة سبينه تشكو للهيئة السورية للإعلام الوضع التي تمر به قائلة “أنا مصابة بداء السكري وكما هو معروف مريض السكر بحاجة لدواء بشكل منتظم و مستمر طوال حياته ، وأنا غير قادرة على شراء الدواء من الصيدليات فسعره مرتفع ، فقد كنت احصل على منظم السكر وخافض السكر والفيتامينات من صيدليات مجانية ، إلا إن تلك الصيدلية أغلقت أبوابها منذ فترة ، ونحن نعيش ظروف صعبة فلا عمل لزوجي وأولادي ، ولا استطيع الخروج إلى دمشق للحصول على الدواء من مركز صحي في منطقة الحلبوني”.
وأضافت “أم سالم” أنها لجأت للحمية لتنظيم مستوى السكر لديها فهي لاتريد أن يشكل ثمن الدواء عبئ إضافي على زوجها وأولادها.
بدورها قامت الهيئة السورية للإعلام بزيارة إحدى الصيدليات في بلدة يلدا وتحدثت للسيد أحمد مالك الصيدلية والذي أوضح المعاناة التي يمر بها أهالي المنطقة جراء ارتفاع اسعار الدواء جنوب دمشق قائلاً “طبعا ارتفاع أسعار الدواء هو أمر منطقي فقد دمرت قوات النظام معظم المعامل الدوائية في سوريا ، والتي كانت تتركز في حلب وريف دمشق ، وما يتوفر في الصيدليات الآن هو أدوية بديلة مهربة أو مستوردة من إيران أو إنتاج بعض المعامل التي لازالت مستمرة بالعمل ، أسعار الدواء في جنوب دمشق لا تختلف كثيرا عن أسعارها في دمشق رغم فرض قوات النظام إتاوة على مرور البضائع عبر حاجزها إلى داخل جنوب دمشق تبلغ 6% من قيمة الفاتورة”.
وتابع أحمد حديثه “لكن ما يرهق كاهل الأهالي هنا هو واقع الحصار المالي الذي يعيشونه وعدم وجود فرص عمل ، وبالتالي بقاء معظم الأسر بدون مدخول مادي وما زاد الطين بلة هو توقف معظم المؤسسات الاغاثية وتراجع نشاطها ومنها الجهات المختصة بالقطاع الطبي ، والتي كانت توزع الوصفات الطبية مجانا ، المصابين بأمراض مزمنة اليوم بموقف حرج فهم بحاجة للدواء بشكل مستمر والحصول عليه مجانا غدا صعب جدا وهو مكلف كثيرا بالنسبة لهم”.
وقال الصيدلاني أحمد “يتجه الواقع الطبي في جنوب العاصمة نحو الاسوء وهذه الأمر ليس فقط عن البلدات الثلاث “يلدا ببيلا بيت سحم” ، فهناك أيضا الأهالي المدنيين القاطنين في الإحياء التي يسيطر عليها تنظيم داعش “مخيم اليرموك والحجر الأسود والتضامن والعسالي” ، وهذه المناطق تشهد غياباً تاما لأي مركز طبي يخدم المدنيين فيها ، لذلك يتوجهون للمراكز الطبية في بلدتي يلدا وببيلا ، مما يجعل المنطقة إمام كارثة طبية بكل ما تحمله الكلمة من معنى توفير تكاليف العلاج والدواء أمر صعب لمعظم القاطنين هنا واستمرار تجاهل تقديم الدعم للجهات الطبية سيؤدي لشلل القطاع الطبي عدد كبير من المرضى والعجزة بحاجة للدواء الذي كانت توفره لهم مجانا عدة مراكز طبية توقف معظمها ألان اتسائل في ظل تجاهل المنظمات الدولية عن دور وزارة الصحة في الحكومة السورية المؤقتة أين هي من معاناة السوريين في المناطق المحررة”.
إهمال ممنهج يتعرض له جنوب العاصمة المحرر لم يقتصر على القطاع الطبي ، بل وأثر بشكل كبير في العمل الاغاثي للمؤسسات الخيرية والتي يعتمد على ما تقدمه الآلاف من العائلات في منطقة يتجاوز عدد سكانها المائة ألف نسمة دون إن يكون لدى الجهات الدولية التي تدعي حماية الإنسان أي مساهمة لإنقاذهم.

0 التعليقات Blogger 0 Facebook

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

 
Syrian Revolution in Switzerland © 2018. جميع الحقوق محفوظة. اتصل بنا
Top