على مدار الأيام الثلاثة الماضية، كان خبر مقتل العميد عصام زهر الدين حديث السوريين، لما حمله هذا المجرم من توعدات للسوريين إن فكروا بالعودة إلى سورية، وللجرائم التي ارتكبها بحق المدنيين في مختلف المحافظات السورية.
لكن خبر مقتله كان مفاجئاً، يلفه الغموض خاصة أن شخصية كتلك مضى لها أكثر من أربع سنوات في مدينة دير الزور، ومن ثم أن الروايات المختلفة لنظام الأسد التي قالت إنه قتل بانفجار لغم أرضي، ومرة أخرى قتل بانفجار كمين بين الأشجار عبر قنابل يدوية.
أما روايات الموالين التي كانت في إطارات مختلف تكشف أن هناك خلافًا بين زهر الدين وبين مسؤولين أخرين في حي حويجة صكر التي قتل بها، وأشارت الروايات أن خلافاً جرى بين عصام زهر الدين والعميد جمال رزوق، رفض زهر الدين بعدها حضور اجتماع للجنة الأمنية بدير الزور، ما اعتبره اللواء رفيق شحادة عصيانا للأوامر فأمر بإحضاره موجودًا ومن ثم جرى اشتبك بين الدورية التي كانت متجهة لإحضاره وبين عناصر زهر الدين ما أسفر عن مقتله، بيد أن الرواية الأخرى تقول أن زهر الدين قتل بأوامر من وفيق ناصر لأن الأول يعد أحد المتورطين بقضية اختطاف الفتاة كاترين مزهر، خاصة بعد اعتراف وسام حمدان بذلك وهو أحد المقربين منه.
لكن مقتل زهر الدين لم ينهي القصة، فبعد يومين على استلام العقيد وائل زيزفون، خلفًا للمقتول جاء خبر مقتله هو الأخر، في حي حويجة صكر، ما يشكك برواية النظام، ويعزز أن مقتل زهر الدين كان بفعل فاعلٍ يرى في زهر الدين منافسًا على تقاسم السرقات أو تقاسم الظهور الإعلامي والنفوذ العسكري والجغرافي، أي بمعنى أخر “ديكين على مزبلة وحدة ما بيجتمعوا”.
عصام زهر الدين ليس الأول ولا الأخير من الشخصيات البارزة في نظام الأسد التي قتلت بظروف غامضة، فتلك العصابة التي تحتل سورية، لا تعي لغة أخرى سوى لغة القتل حتى ولو كان المقتول هو أكبر حلفائها.

0 التعليقات Blogger 0 Facebook

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

 
Syrian Revolution in Switzerland © 2018. جميع الحقوق محفوظة. اتصل بنا
Top