![]() |
السؤال الذي يراود متابعي الشأن السوري، هل ينام بشار الأسد ليله بعد الرد الأمريكي على الجريمة الشنيعة بحق أطفال خان شيخون والذين تغلغلت صورهم إلى عقله الباطن ولازمته في كل ثانية أغمضت فيها عيناه، إن لم يكن من المجزرة بحد ذاتها، فخوفا من لحظات الحساب الحقيقي التي اقتربت وسيسأل فيها عن ما اقترفت يداه بحق أطفال تسلل الموت إلى غرفهم، وسرقهم من أحلامهم دون أن يكملوها، فاستيقظوا على سكرات الموت تصارع أنفاسهم المنهكة والمتشبثة بالحياة وبين تلك النزعات المريرة روح انسلت ببطء شديد لتتركهم أموات على هيئة نيام، عيونهم مفتوحة باصرة كالحديد، تلاحق أكاذيب العالم صاحب الخطوط الحمر وحقوق الطفولة والإنسان، لكنها في ذات الوقت متسائلة، هل نحن من أصحاب الموت الصامت أم من أصحاب الدماء والأشلاء المتفحمة كأطفال حلب ودوما وحماة والرقة؟
أثناء موت أطفال خان شيخون بقيت عيونهم مفتوحة لتقول؛ هل ستمارسون على صورنا التي ستملأ الشاشات ومواقع التواصل الاجتماعي طقوس الكذب والنفاق؟ فلقد أبقيناها مفتوحة لترى حميتكم وثاراتكم لحقوق الطفولة والإنسان. هل سنصبح طي النسيان كأطفال الغوطة وحمزة وثامر وإيلان؟ أم ستقولون للقاتل هذه المرة كف مخالبك عن الأبرياء؟
كان لا بد من الرد الأمريكي، فمن العار أن تتزامن جرائم السلاح الكيماوي بجلسات شكلية لمجلس الأمن يكون فيها الصوت العالي لروسيا، فما قيمة الدعوات من هنا وهناك لاجتماعات طارئة تكون فيها الكلمة العليا لعناد الدب الروسي، الذي أعلن قبل انعقاد أي جلسة أن السبب يعود لمستودع للمواد الكيماوية تملكه المعارضة وأن طائرات الأسد قصفته، حتى أن الوزير سيرغي لافروف قال إن أسباب الدعوة لهذا الاجتماع تكمن في فرض عقوبات على نظام الأسد لعرقلة الحل السياسي، ناسيا دماء الأبرياء ومعلنا في الوقت نفسه دعم بلاده لهذا النظام المدلل والذي يرعى الجميع مصالحه منذ ست سنوات، فما شجعه على رفع وتيرة دمويته تصريحات أكدت أن مسألة إزاحته عن السلطة ليس أولوية، وكأن السوريين عندما ثاروا خرجوا للتنزه في الساحات والشوارع لا من أجل تسلطه وعنجهية نظامه.
هاني السليمان . الثورة السورية في سويسرا
|
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 التعليقات Blogger 0 Facebook
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.