استغل عدد كبير من قوات نظام بشار الأسد، موجة اللجوء الكبيرة التي شهدتها الدول الأوروبية مؤخراً، واستطاعوا الحصول على "لجوء إنساني" في أكثر من دولة أوروبية، مستفيدين من التعاطف الذي أبدته بعض الحكومات الأوروبية وشعوبها. إلا أن هؤلاء المقاتلين "اللاجئين" متورطين بجرائم حرب، وفقاً لوقائع موثقة تسردها عنهم صفحة على موقع "فيس بوك".
"قتلة لا لاجئين(link is external)" أطلق ناشط سوري اسمى نفسه "سوري حر" هذا العنوان على صفحة يديرها على موقع التواصل الاجتماعي، وينشر فيها باستمرار صوراً لجنود قاتلوا في صفوف قوات النظام، من سورية وجنسيات أخرى كالعراق، ولبنان، ويذكر مع ملف كل واحد منهم أعمال الانتهاكات التي ارتكبوها في سورية، بالاعتماد على شهادات أشخاص قريبين منهم، بالإضافة إلى صور توثق انتهاكاتهم بحق السوريين.
وتهتم هذه الصفحة وغيرها من الصفحات المشابهة، بتسليط الضوء على ظاهرة استغلال معاناة اللاجئين، وتطالب من سلطات الدول الأوروبية إعادة النظر في ملفات هؤلاء الجنود ومحاسبتهم وحرمانهم من الحصول على حقوق اللاجئ.

انتهاكات

صور لمئات الأشخاص منشورة على صفحة "قتلة لا لاجئين"، وتتراوح انتهاكات قوات النظام الواصلين إلى أوروبا، بين التورط في عمليات قتل جماعي، واعتقال للمدنيين، وسرقة المنازل، والمشاركة في المعارك.
مظهر عدنان الجمعة، واحد من قوات النظام ارتكب انتهاكات بحق المعتقلين السوريين، وبحسب ما وثقته الصفحة المذكورة عنه، فهو من مواليد مخيم فلسطين بدمشق عام 1969، وشارك في خدمة النظام عبر عمله في "فرع فلسطين" – أحد أسوأ الفروع الأمنية في سورية -، وتشير الصفحة أنه كان يلقب بـ"الرب"، وقالت وفقاً لما وثقته إن "لديه ملف أمني مليء بالجرائم".
وتمكن الجمعة من الوصول إلى أوروبا، حيث يعيش الآن في العاصمة الألمانية برلين.

إعدامات وتهجير

وليس بعيداً عن الجمعة، تمكن المقاتل في "صفوف الشبيحة"، أنس الجزعة، من الحصول على لجوء في ألمانيا، وهو "متورط في تنفيذ إعدامات ميدانية بحق أناس أبرياء، كما شارك في عمليات قتل ونهب وإجرام على مستوى عالي ضد المدنيين العزل"، وفقاً لصفحة "قتلة لا لاجئين"، وتضيف أن الجزعة قدم نفسه للسطات الألمانية على أنه مدني برئ خارب من جحيم الحرب.
أما زياد الوعري فهو مقاتل من محافظة حمص، وانضم إلى ميليشيا تطلق على نفسها اسم "أسود الوادي"، التابعة لميليشيا "الدفاع الوطني"، واستطاع هو الآخر إيهام السلطات الألمانية للحصول على اللجوء.
ووفقاً للمعلومات المتعلقة به، فإن الوعري شارك قوات النظام في سرقة منازل السكان بعد تهجيرهم من أحيائهم (محافظة حمص على وجه الخصوص شهدت عمليات تهجير ممنهجة)، واختار طريق اللجوء بعد إصابته في طلق ناري، ونشرت الصفحة صورةً له وهو في إحدى دورات اللغة بألمانيا.

أعمال مخابراتية

بعض المقاتلين الواصلين إلى أوروبا ما يزالون يؤدون خدماتهم لنظام بشار الأسد، ومن بين هؤلاء، يزن أبو عسلي، مقاتل في القوات الخاصة، ولديه صورة على أحد الحواجز العسكرية بدمشق، وانضم قبل لجوئه إلى أوروبا لميليشيا "الدفاع الوطني" بمساندة والده، وسيم أبو عسلي.
وتشير المعلومات الموثقة عنه أن يزن كان مسؤولاً عن عدة فصائل مشكلة من المدنيين، لتنفيذ أعمال خطف وتصفية لكل من يعارض النظام . وتقول صفحة "قتلة لا لاجئين" إنه موجود الآن في فرنسا، وهو "مدسوس بين جموع من اللاجئين"، مشيرةً أن على على استعداد لتنفيذ أوامر، وقالت: "يعتقد البعض أنه نفذ بعضها وذلك قبل الأحداث الدامية التي تعرضت لها فرنسا والذي يعتقد أن أنه من الخلايا التي يقوم النظام السوري بزرعها في عدد من البلدان بقصد استخدامها للضغط على أوربا"، وفقاً للصفحة.
كما نشرت الصفحة معلومات عن مقاتل عراقي يدعى سيف الكلداني الجبوري، وتقول إنه "شارك بجرائم القتل والسرقة في المناطق العراقية والسورية مع المليشيات الشيعية، و مهمته حالياً ملاحقة النشطاء العراقيين و السوريين في أوروبا"، لافتةً أنه حصل على إقامة في ألمانيا لمدة ثلاث سنوات.
وتنشر الصفحة أسماء عشرات آخرين لا يقلون خطورة عن هؤلاء، كما تنشر معلومات عنهم باللغة الإنكليزية، للفت انتباه الدول الغربية لظاهرة "مجرمي الحرب" في قوات النظام، الحاصلين على لجوء بأوروبا.
وفي تصريحات سابقة لـ"السورية نت" قال الناشط "سوري حر" وهو صاحب صفحة "قتلة لا لاجئين"، إنه "لم يستبعد أن يكون جنود النظام الذين وصلوا إلى أوروبا بمثابة خلايا نائمة قد يستخدمها النظام كورقة ضغط على الدول الأوروبية من جهة، وللإساءة لبقية اللاجئين السوريين الذين أنهكتهم الحرب من ناحية أخرى"، لافتاً إلى خطورة وجود هؤلاء المقاتلين في أوروبا.
وكانت مجلة "تابلت(link is external)" الأمريكية، نشرت في 22 فبراير/ شباط 2016، تقريراً قال فيه الكاتب "بن دافيس": إن "داعش هي خطر لا شك فيه. ولكن الغالبية العظمى من التهديدات الحقيقة التي تواجه الغرب الآن يمكن أن تعزى إلى نظام الأسد بلا منازع، وليس إلى معارضيه. هل نشعر بالأمان حقاً، مع معرفتنا بأن الرجال الذين وظفوا للتعذيب والقتل والاغتصاب يمشون بحرية في شوارع أوروبا؟". في إشارة إلى جنود النظام الموجودين في أوروبا.

0 التعليقات Blogger 0 Facebook

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

 
Syrian Revolution in Switzerland © 2018. جميع الحقوق محفوظة. اتصل بنا
Top