أعادت مأساة حمص المحاصرة تجسيد نفسها في مشهد خروج عشرات العائلات من حي الوعر، وأجبر ظلم نظام الأسد وعدوانه الأهالي المدنيين على هجرة أغلى ما يملكون والذهاب في دهاليز المجهول كما حصل في حمص القديمة قبل أكثر من عام ونصف.

وفي هذا السياق عرضت "مؤسسة مدى سوريا" فيديو مؤثرا للعشرات من عائلات الوعر وهم يغادرون بيوتهم، وبدا الكثير من أبنائها وهم يقفون إلى جانب حقائبهم بانتظار الحافلات التي ستقلهم إلى خارج الحي.

وتحدث أحد أبناء الحي مشيراً إلى أنه مصاب وبحاجة لعلاج وتابع: "الطريق ما بنعرفو طالعين على مجهول"، وأوضح الشاب المصاب أن أبناء الحي الخارجين طالعين ضمن بنود الهدنة اللي بتنص على خروج معطلي الهدنة".

واستدرك الشاب: "نحنا مالنا معطلين الاتفاق نحنا محتاجين للطلعة كعلاج" وتابع: إن المصابين الخارجين بحاجة لعمليات جراحية ملحة لأن الإصابات تسبب لهم بالكثير من المشاكل الصحية". وصمت الشاب برهة ليتابع بحرقة: "في شي"، ثم قال للمصور "حاجي" -كفى- وأشاح بوجهه عن الكاميرا وهو يداري دموعه، وبدا آخرون وهم يودعون أقاربهم وأصدقاءهم، فيما رفع شاب علامة النصر وهو يركب عربة نقل مع عدد من الشبان الآخرين. 

وكانت "رابطة إعلاميي الثورة في حمص" أكدت أن "جميع من خرج من حي "الوعر" هم من عائلات حمص القديمة، بينهمن كثير من الجرحى بحاجة إلى عمليات، كما يوجد مقاتلون لاينتمون لكتائب خرجوا لأنهم رافضون للاتفاق".

وفصّلت الرابطة عدد الخارجين من الوعر على النحو التالي: العائلا ت 160 عائلة وهي تتألف من 200 امرأة و 100 طفل تحت الثلاث سنوات و110 من 3 سنوات إلى 12 و77 من 17 وما فوق وهم مرافقون لعائلاتهم ومن ضمن المعطلين للاتفاق".

وأشارت الرابطة على صفحتها الشخصية في "فيسبوك" إلى أن "هناك حالات حرجة من بين الخارجين من الوعر بحاجة إلى عمليات جراحية وهم على النحو التالي: 30 حالة شلل تام و7 حالات بتر ومن بين الحالات خمس نساء".

وكشفت رابطة إعلامي الثورة أن "من بين المقاتلين الـ300 هناك 80 شخصاً يدّعون انتماءهم لتنظيم "الدولة" ويلقبون أنفسهم بـ"أنصار الدولة الاسلامية" بينما لا ينتمي الباقون لأي تشكيل على الأرض.

وفنّدت الرابطة في منشورها المذكور الشائعات التي يطلقها النظام عن دخول الجيش بالأيام القادمة عار عن الصحة مضيفة أن "التشكيلات على الأرض باقية ولن تخرج أبداً لا ببداية المراحل الأولى من الاتفاق ولا بنهايتها.

0 التعليقات Blogger 0 Facebook

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

 
Syrian Revolution in Switzerland © 2018. جميع الحقوق محفوظة. اتصل بنا
Top