يزج نظام بشار الأسد جنود جيشه عنوة في المعارك الدائرة بعدد من المحافظات السورية، وينتهي المطاف بالكثيرين منهم موتاً فيما ينجو بعضهم، لكن الأمر يزداد سوءاً مع الأعداد الكبيرة للجنود المصابين الذي تلازم بعضهم إعاقات دائمة تزيد من مصاعب حياتهم.
ومع تزايد أعداد الجنود الجرحى يجد النظام نفسه عاجزاً عن تقديم الرعاية الصحية المطلوبة لهم، خصوصاً في ظل التدهور الاقتصادي الكبير الذي يعاني منه النظام من جهة، وارتفاع التكاليف التي تترتب على العمليات العسكرية التي تخوضها قواته ضد قوات المعارضة السورية.
ويشكو الجنود في جيش النظام مما يسمونه إهمال الحكومة لهم، فاهتمام النظام بالمقاتل ينتهي مع اللحظة الأولى لإصابته في المعارك، ويقتصر ما يقدمه النظام للمصابين في نقلهم إلى المشافي فحسب، وهو ما ولّد حالة من السخط بين صفوف المقاتلين الذين يضطرون إلى علاج أنفسهم على نفقاتهم الخاصة، حسبما يؤكد جنود في النظام تحدثوا عن إهمال النظام لهم على مواقع التواصل الاجتماعي.
وسلطت صفحة "بدنا نتسرح" على موقع "فيسبوك" الموالية للنظام والتي يديرها جنود من الدورة 102 المحتفظ بها، الضوء على معاناة جنود النظام في المشافي بعد إصابتهم بالمعارك وتركهم يواجهون جراحهم لوحدهم وعلى نفقتهم الخاصة رغم تدهور الأحوال المالية لعائلاتهم.
وكتبت الصفحة التي يتابعها نسبة كبيرة من جنود النظام: "بتعرفو شو قمة القهر  ...عسكري تصاوب بأحد الاشتباكات ... بس عم يتعالج عحسابو ... وصارو أهلو حاطين عليه اللي فوقن واللي تحتن ( مصروف علاج وحق أدوية وأجرة دكاترة ) ...لا أتحدث هنا عن حالة واحدة بل عن آلاف الحالات والقصص التي سمعنا بها وشاهدناها".
وعلق أحدهم بالقول: "اي عادي في صديقي صرلو سنتين متصاوب وتسرح بسبب اصابتو وبدو عملية لان في شظايا بتمو ولسا لهلأ ما عملولو عملية وما معو يعمل العملية عحسابو وطبعا غير المعاملة الزفت يلي عم يتعرضلا كل فترة". فيما أشار آخر إلى سوء المعاملة التي يتلقاها الجندي المصاب في المشافي العسكرية، وكتب: "مو بس هيك ياصاحبي كمان وقت بفوت ع المشفى العسكري مافي اسوأ من معاملتن بخلوك تحس انو عم تمرض حالك من عدا النتورة بالحكي كأنو عم تحكي مع الوية خليا لربك بعد 3 شهور اصابة ولسا لبعد 15 يوم ليبلش العلاج (بعد موافقة قائده) يعني اذا ما وافق طبعا بعد السفر من محافظة لمحافظة ما في علاج بتضل طول عمرك عاهااااا بحجة انو خلصت النقاها".                                
ولجأ النظام مؤخراً إلى سد النقص البشري في قواته إلى سحب آلاف المقاتلين من الاحتياط بعد اعتقالهم على الحواجز العسكرية، وتشهد العاصمة دمشق حالات اعتقال شبه يومية للشباب بهدف زجهم في جيش النظام، وذكر مكتب دمشق الإعلامي في تقرير له أن "قوات نظام الأسد عاودت خلال الأسابيع الماضية، شن حملات الاعتقال والتفتيش التي تستهدف فئة المطلوبين لصفوف احتياط الجيش"، وأضاف أنه خلال الأسبوع الماضي تم رصد العديد من الحافلات، في كل من المجتهد وباب مصلى وباب سريجة، وأحياء الصالحية والشعلان، والمزة وكفرسوسة، محملة بالشباب، لسحبهم إلى الجيش الاحتياطي.

0 التعليقات Blogger 0 Facebook

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

 
Syrian Revolution in Switzerland © 2018. جميع الحقوق محفوظة. اتصل بنا
Top