يتعرض أهالي العاصمة دمشق للتضييق المستمر وبأشكال عدة من قبل قوات النظام والميليشيات الموالية له، وبشكل خاص على أبناء الريف الدمشقي والذين يقطنون العاصمة دمشق.
ومن صور التضييق التي يمارسها عناصر النظام وميليشياته بحق الأهالي في دمشق، بعض عناصر الدفاع الوطني في حي الميدان ينتحلون صفة شخصية أمنية لإيقاف الشباب وتفتيشهم وابتزازهم وتهديدهم بالاعتقال في حال لم يدفعوا كل الأموال التي بحوزتهم، إضافة إلى الهاتف النقال، ولا يملك الشاب في مثل هذه الحالة إلا أن يدفع كل ما يملك ليعود إلى أهله، ويقي نفسه وأهله شر هؤلاء، بالإضافة إلى عمليات الخطف بحق الأطفال والفتيات والشباب، وابتزاز أهالي المختطفين وقبض مبالغ مالية كبيرة مقابل عودتهم إلى منازلهم.
وفي حديث مع الناشط “يوسف العبد لله” المقيم في العاصمة دمشق، روى إحدى قصص التضييق التي يعيشها أبناء العاصمة فقال: “أريد نقل هذه القصة للتوعية وأخذ الحيطة من شبيحة النظام، فقد حدثت هذه القصة مع أخي الصغير منذ حوالي عشرة أيام، حينها قرر أخي وأصدقائه الذهاب للتنزه في منطقة الشيخ سعد في المزة، وبينما هم هناك جالسون في الفسحة الخضراء مقابل مطعم جناني في ساحة المواساة، فإذا بمجموعة شباب أتوا إليهم وبدأوا بمضايقتهم، وبعد قليل أتت سيارة من نوع (جيب) تابعة للأمن، ونزل منها عناصر يضعون شعار حزب الله اللبناني على أيديهم، فقاموا بضرب أخي ورفاقه، ثم وضعوهم في السيارة وذهبوا بهم إلى أوتوستراد المزة، وقالوا لهم أنتم من سكان (قدسيا) ويوجد لدينا مئة حجة وسبب لاتهامكم بالإرهاب، وأنتم الآن مخيرون، إما أن تُعتقلوا وتذهبوا إلى السجن بلا عودة ونحرق قلوب أهاليكم عليكم، وإما أن تعطونا هواتفكم النقالة، وبالفعل تمت مصادرة الهواتف ومن ثم تركوهم على أوتوستراد المزة، بعد أن ضربوهم ضرباً مبرحاً، ليتبين فيما بعد أن الشباب الذين تعرضوا لهم في البداية في ساحة (المواساة) يتعاملون مع هؤلاء الشبيحة”.
في حين قال “أبو سعيد الشامي” أحد أبناء حي “المهاجرين” في دمشق، أن ميليشيات النظام وعناصره يقومون بالاستيلاء على كل بيت يهجره أصحابه، ويجعلون منه مقراً لهم، أو يأتون بعوائل المقاتلين الإيرانيين أو الشيعة ليسكنو فيها.
وأضاف “أبو سعيد” بأن التضييق الذي تمارسه قوات النظام وميليشياته دفعت العديد من أبناء المدينة للهجرة خارج البلاد، هرباً من تسلطهم وخوفاُ من اعتقالهم بسبب قولهم كلمة “لا” في وجوههم، وروى قصة أحد أصدقائه الذي يملك منزلاً في الطابق الثالث في حي “المهاجرين”، حين جاء أحد عناصر ميليشيات النظام وسكن في الطابق الأول في نفس البناء، وأراد تركيب طاقة شمسية على سطح منزل صديقه، لكن مجرد رفض صديقه ذلك أنهى حياته في دمشق، وتسبب في هجرته وعائلته خارج البلاد.
وأردف “أبو سعيد” قائلاً: “فبعد ساعات من منع صديقي عنصر الدفاع الوطني من تركيب الطاقة الشمسية على سطح منزله، أتى جاره الشبيح مع عدد من عناصر النظام، وقاموا بقطع طريق الحي، وعند مرور صديقي أوقفوه وهددوه إما أن يقبل بتركيب الطاقة الشمسية على سطح منزله غداً أو سيتم اعتقاله، ما دفع صديقي للسفر خارج البلاد مع عائلته، وبعد ذلك احتلت الشبيحة منزله، وسألت عنه جيرانه، فبحسب زعمهم هو مطلوب لجهة أمنية”.
ولم تقتصر عناصر ميليشيات النظام على احتلال منازل المسافرين والمنازل المهجورة، بل تعداها إلى بيعها وفق عقود مزورة دون علم أصحابها، وكذلك الأمر بالنسبة إلى الأراضي، وسجلت مثل هذه الحالات في كل من “المالكي” وشارع “برنية” و”ركن الدين” و”باب توما” و”الميدان” وغيرها.

0 التعليقات Blogger 0 Facebook

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

 
Syrian Revolution in Switzerland © 2018. جميع الحقوق محفوظة. اتصل بنا
Top