img


شهدت الساحة السورية في الفترة الأخيرة تغيرات جذرية، أدت لقلب الموازين، فقد شهدت صراعات قوية بين القوى المتناحرة على الأرض السورية، أدت لتراجع كبير لنظام الأسد وحلفاءه وخساراته لمواقع مهمة كانت تحت سيطرته.
وقد بدأ ذلك في خسارته لمدينة إدلب، وإمتد ذلك ليخسر مناطق ريف إدلب الغربي بالكامل، كما خسر مناطق واسعة في سهل الغاب الإسترتيجي، في ريف حماه الشمالي الغربي والذي يعد الخط الأول للساحل السوري، أهم المناطق لدى لنظام الأسد.

وبعد سيطرة جبهة النصرة أحد أكبر فصائل جيش الفتح في الشمال والوسط السوري، على مطار أبو ضهور العسكري، المطار الأخير في إدلب، بعد حصاره لفترة طولية، فقد تكبد النظام خسائر فادحة في المطار من حيث العناصر والطيارين والأسلحة، ويذكر أن كتائب الثوار سيطروا على مطار تفتناز العسكري، في وقت سابق، بذلك تكون إدلب خارج سيطرة النظام بشكل كامل ما عدا منطقة الفوعة وكفريا في ريف المحافظة الشمالي، التي شهدت هي الأخرى معارك عنيفة في اليومين الماضيين، والأن تشهد تلك المنطقة هدنة هي الثالثة خلال أقل من شهرين، بين جيش الفتح وإيران أحد أهم حلفاء النظام، التي توكلت بالنيابة عنه المفاوضات.

وبعد هذا التقدم المهم الذي أحرزته كتائب الثوار في الشمال السوري، والإستنزاف الكبير الذي لحق بعناصر الجيش السوري، وعناصر الميليشيات الموالية له، في إدلب وريف دمشق وحلب، استقدم النظام عناصر ومعدات عسكرية من داعمه الأهم روسيا، فقد وصلت البوارج الروسية إلى موانئ الساحل السوري، المحملة بالأسلحة الثقيلة والحديثة للنظام، فيما وصلت طائرات اليوشن وطائرات الشحن الضخمة إلى مطار حميميم في اللاذقية، المحملة بالعناصر الروس، فيما قامت ببناء قاعدة جوية جديدة في المطار، فقد قامت بتوسيع المطار وبناء مدرجات جديدة داخل المطار، وبإختصار أصبح الساحل السوري منطقة روسية بإمتياز، وأصبحت بعض المناطق العسكرية محرمة حتى على الجيش السوري.

هذا الأمر الذي دفع ثوار ريف دمشق إلى التحرك بقوة، وتحقيق إنتصارات مهمة والسيطرة على مواقع استراتيجية أهمها السيطرة على أوتستراد دمشق_حمص الدولي، وتعود أهمية هذا الطريق أنه يربط دمشق بالساحل السوري، الذي جعلته روسيا أكبر تجمع عسكري في سوريا، فقد أجبر الثوار النظام والروس على نقل العناصر والإمدادات العسكرية إلى دمشق عبر طائرات النقل المدنية، بسبب سيطرة الثوار على الطريق الدولي.
وفي سياق أخر، كانت معركة الغوطة، في ريف دمشق معركة مهمة جداً وأحدثت تغير جذري في سير الأحداث، ما جعل النظام يستقدم العديد من حواجزه العسكرية من مختلف مناطق دمشق وريفها، إلى مناطق الاشتباك في الغوطة الشرقية، ما أسفر عن حدوث معارك عنيفة بين قوات النظام والميليشيات الموالية لها ومنها عناصر من حزب الله اللبناني، من جهة وكتائب الثوار من جهة أخرى، أسفرت عن خسائر كبيرة في صفوف الأول.
والأن أصبحت سوريا تجمع ضخم ضم مختلف الجنسيات، من عناصر إيرانية وروسية وأفغانية ولبنانية وغيرها، لدعم نظام الأسد في أصعب ظروف مر بها في الفترة الأخيرة، وقد بدأت تلك القوات تدريبات على الأراضي السورية، وتشهد الأن عدة مناطق سورية عمليات عسكرية لتلك القوات، وتحليق لطائرات روسية أصبحت تقوم بمهمات الطائرات السورية في قصف القرى المدنية وارتكاب مجازر في حق المدنيين، في مختلف المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، وما مجزرة الرقة منذ عدة أيام ومجزرة تدمر ومجزرة حي الشعار في حلب، ومجازر أخرى موثقة، إلا مثال واضح على ذلك.
وفي المحصلة النهائية، إن الصراع الدولي على سوريا، يشهد بعد الوجود الروسي وتدخله مباشرة في الحرب في سوريا، مزيداً من التفاقم ومزيد من المعاناة، دونما أدنى التفات أو تفكير لأدنى حاجات السوريين، وبغير بذل جهد يذكر لحل سياسي يضع حد للأزمة السورية الطاحنة المستمرة.
ولكن ترتفع في الأثناء سيناريوهات تتحدث عن استخدام أسلحة متطورة روسية في استهداف مدن أهلة، وأخرى تتحدث عن إختفاء سوريا، وأخرى تتحدث عن دمار هائل وأعداد كبيرة من الشهداء والكثير من المعاناة بسبب غياب الإنسانية من تلك القوى، في حين لا يكترث المتصارعين والمتناحرين لأي شيء سوى لمصالحهم “الإستراتيجية” القومية المباشرة والبعيدة ولو كان ذلك على حساب كل شيء في سوريا.
المركز_الصحفي_السوري 

0 التعليقات Blogger 0 Facebook

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

 
Syrian Revolution in Switzerland © 2018. جميع الحقوق محفوظة. اتصل بنا
Top