المركز الصحفي السوري
محمد عنان 13/9/2015 يوما بعد يوم تنكشف حقيقة الوضع السوري، وتطفو إلى السطح حقيقة الدعم الروسي والإيراني لنظام الأسد, النظام الذي باع بلاده وأستقدم جنوداً من كافة أنحاء العالم لمحاربة شعبه باسم محاربة الإرهاب والجماعات المتطرفة.
وتقوم روسيا هذه الأيام باستعجال دعمها وحشد قواتها في سوريا، الأمر الذي يحمل في طياته الكثير من الدلائل والإشارات، وقد نسبت شبكة “فوكس نيوز” الأميركية الى مسؤولين أميركيين قولهم :”أن الصور الملتقطة عبر الاقمار الاصطناعية تكشف مزيداً من الرحلات لطائرات الشحن الروسية العسكرية “أن-24″ من طراز كوندور الى سوريا، وهي محملة بجنود بيهم 50 من رجال البحرية الروسية مع آليات مدرعة.”
وتتحدث الأخبار عن جسر جوي روسي عبر إيران واليونان، كما وتتحدث عن خطط جارية لبناء قاعدة بحرية جديدة, وعن تجهيز موسكو لمطار حميميم العسكري قرب اللاذقية بمبان جاهزة تتسع للمئات, وعن طائرات شحن تحمل عتادا عسكريا وسفن إنزال دبابات وحشود بشرية من قوات مشاة البحرية، وهذا ما يدلّ على آفاق واسعة للتدخل، دفع بأحد المسؤولين الأمريكيين إلى حد وصفه “بالغزو الروسي للقرن”, الأمر الذي يعود بنا إلى عهود الاستعمار القديم.
وحول هذا الموضوع يقول الباحث السياسي محمد معروف:” تحمل التحركات الروسية الجديدة في طياتها رسائل دولية مهمة، وبنفس الوقت تدق اسفيناً قاتلاً في الجسد السوري، في ظل تواطء دولي مريب لا يتعدى التعبير عن مخاوف وإبداء “القلق الشديد” ، أو الطلب من اليونان أو بلغاريا بإغلاق أجوائها أمام الطائرات الروسية، وهذا ما يعد بمثابة إعطاء الدب الروسي الضوء الأخضر لتنفيذ مشاريعه بعيداً عن مصالح الشعب السوري عرض الحائط.”
ولروسيا الفضل الأكبر في بقاء بشار الأسد في السلطة، رغم الثورة الشعبية العارمة التي اندلعت منذ خمس سنوات وغطت معظم الأرض السورية، وقامت بإنفاق مليارات الدولارات من أجل الحفاظ عليه ودعمه مادياً ومعنوياً.
يعود السيد محمد ليقول:” تهدف روسيا من خلال هذا التدخل إلى الحفاظ على النفوذ الروسي في المتوسط، ومن جهة أخرى الخروج بمظهر الطرف الأقوى عالمياً فيما إذا نجحت في بسط نفوذها على سوريا ذات الوقع الاستراتيجي الهام.”
تختلف وتتنوع الأهداف الروسية التي تصب كلها في المصلحة الإسرائيلية، وهو ما أكدته إسرائيل بالقول إن لديها قنوات حوار مع روسيا، وبكونها غير قلقة من نشاط موسكو العسكري كونه غير موجه ضدها.
أخيراً لابد من القول أن التدخل الروسي عسكريا في سوريا أصبح واقعاً مفروضاً، ومن المؤكد أنه لن يحمل الخير لسوريا وطوائفها، ويحتاج إلى الصحوة والتيقظ داخلياً وخارجياً.
|
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 التعليقات Blogger 0 Facebook
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.