img


على ماذا يراهن الرئيس الروسي “بوتين ” عندما يعلن على أن روسيا مستمرة في دعم نظام الأسد بكل أنواع السلاح وإرسال مقاتلين روس لدعم جيش الأسد بشكل مباشر , رغم أن روسيا تعرف أكثر من غيرها أن الأسد ونظامه لا يسيطر على أكثر من “20%” من المساحة السورية هذا بحسب أكثر التقارير تفاؤلاً , ناهيك عن المساحات التي خسرها في الأسبوع الأخير “مطار أبو ضهور” والسويداء متأرجحة على كف عفريت .
عندما تعلن روسيا تدخلها بهذا الشكل الواضح في الحرب على سوريا نحن بذلك أمام أمور لا يمكن أن تخطئها عين مراقب.
*التدخل الروسي المباشر هو إعلان نعي نظام الأسد، وأن روسيا أدركت أخيراً بأن جيش نظام الأسد لايمكنه بحال من الأحوال أن يسترجع أي من النقاط التي خسرها لصالح الثوار السوريين , فضلاً عن حماية النظام والمصالح الروسية .
*النقطة الثانية بفرض أن نظام الأسد هو الذي طلب هذا التدخل الروسي , أيضاً يشير هذا الكلام إلى نفس النتيجة والتي مفادها فقدان الأسد السيطرة والتحكم وخاصة بعد فقدانه مناطق واسعه من البلاد وتقطع طرق امداداته .
كذلك لا يجب أن نغفل عن الأخبار المتواتره عن الخلافات المتصاعدة بين جيش الأسد وشبيحته من جهة , وبين المليشيات ذات الولاء الإيراني من جهة آخر, وهي المتحكمة بمجريات الأمور في مناطق النظام , والكل يذكر أن إيران عملت على إستتبات مليشيات طائفيى مرتبطة بها وجعلت ولائها لإيران وزودتها بكل أنواع السلاح , مما تسبب بمشاكل، وخلافات كثيرة بين الشبيحة “العلويين” والمليشيات “الشبعية” .
*روسيا تتخوف من التغول الإيران في سوريا، وتحكمها بمفاصل الأمور هناك , وتتخوف من سقوط الأسد بشكل سريع مما يفقدها نصيبها من الكعكة السورية لصالح إيران , كذلك تتخوف من التقارب الإيراني الغربي الذي سيكون على حساب مصالحها , فلم يكن هنالك بديل من التدخل المباشر للحفاظ على مصالحها ومكتسباتها في سوريا .
* ربما يمكننا في هذا المقام أن نعتقد بأن التدخل الروسي المتسارع كان على خلفية انهيار حلفاء ايران في اليمن وهي حليف لروسيا بالتالي جاء التدخل بطلب من ايران للضغط على التحالف العربي في اليمن خاصة “السعودية ” التي تتخذ موقف حاسم من بقاء نظام الأسد وهو عكس الرغبة الروسية الداعمة لبقاء الأسد مهما كلف الأمر .
بينما كانت الأوساط السياسية العربية، والدولية تترقب القمة بين الزعيمين “الملك سلمان بن عبد العزيز” والرئيس الامريكي “باراك أوباما” كانت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الصهيونية تنشر خبر مفاده عن طائرات قتالية روسية ترابط في سوريا وتشارك في القتال”يديعوت أحرونوت” عن طائرات قتالية روسية ترابط في سوريا، وتشارك في القتال وأن روسيا في صدد إنشاء قاعدة جودية لها في الساحل السوري .
للتوالى الأخبار بعدها عن تعزيزات عسكرية روسيا تصل إلى سواحل سوريا , توالت الصحف الغربية على نقلها وبعضها فصل الخبر والبعض أكتفى بالإيجاز , منها على سبيل المثال صحيفة “هآرتس العبرية , تقرير “النيويورك تايمز”و موقع الإنترنت الأمريكي “ديلي بست”.
ليخرج الرئيس بوتين معلقً على التقارير التي أفادت بانتشار القوات الروسية في سوريا ,,قائلًا إن مناقشة التدخل العسكري المباشر سابق لأوانه الآن، ولكنه لا يستبعد اتخاذ مثل هذه الخطوة في المستقبل,, .
كما نقلت وكالة “نوفوستي” الروسية عن “بوتين” قوله: “كي نقول إننا مستعدون لاتخاذ تلك الخطوة اليوم، هذا حديث سابق لأوانه. ولكننا بالفعل نمد سوريا بالمعدات وندرب الجنود بأسلحتنا” .
ومن ثم يخرج للواجهة الوزير “كيري ” يتصل هاتفيا بنظيره لافروف ليعرب عن قلق واشنطن من احتمال تدخل عسكري روسي في سوريا , بالإضافة الى احتمال وقوع مواجهات مع قوات التحالف الدولي المناهض لتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا .
قد يبدو من المفيد جدا أن نذكر بدقه أن الاعلان عن التدخل الروسي الفاضح ,كان يواكبه استعدادات وحشود برية للتحالف العربي في اليمن , ونذكر أيضً الهزيمة الحتمية للتحالف الايران الروسي وجماعة الحوثي وصالح في اليمن
لو عطفنا الماضي على الحاضر لن نرى جديداً في الموقف الروسي , التدخل الروسي موجود منذ زمن بعيد، ومازال الثوار السوريين يتحدثون عنه ويجدون له ما يثبته سواء بعد السيطرة على مراكز دفاع جوي في درعا , أو عن صور لمقاتلين روس يبثونها بأنفسهم عبروسائل التواصل الاجتماعي .
أما الموقف الأمريكي المعلن “القلق” من الدعم الروسي , وعن الطلب من اليونان وهنغاريا , برفض السماح للطائرات الروسية استخدام أجوائها , لايتعدى أن يكون موقف إعلامي , ليس له ما يدعمه على وجه الحقيقة , فلم تعلن أمريكا عن تقديم مضادات طيران للمعارضة السورية “المعتدلة ” ولم تعلن عن اجراءات سياسية، وعسكرية حازمه لتصدي لهذا التغول الروسي والتطرف بدعم نظام الأسد , الذي أسقط الرئيس “أوباما ” شرعيته عشرات المرات، وهو موقف هزيل سئم العالم سماعة من أوباما وحاشيته .
لكن في المقابل على وجه الحقيقة والدقة , نلاحظ أن أوبام المتردد المتهرب دوماً من استحقاق دعم المعارضة السورية , والمحرج من الضغوط التي تمارسها عليه المللكة العربية السعودية , قد وجد له ظهير في التدخل الروسي ومتنفساً ينقذه من هذا الحرج , فمن غير المعقول أن يتحرك عسكرياً في سوريا , ويفتح المجال واسعاً لحرب مدمرة مع روسيا .
ومن جهة آخرى الرئيس بوتن أعلن أن الدعم العسكري الروسي لجيش الأسد إنما هو لمواجهة الإرهاب “داعش” ومن أجل الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية , وهذا ما تردده الإدارة الأمريكية منذ سنتين على الأقل وهي التي حشدت تحالف دولي من أجل القضاء على تنظيم الدولة “داعش ” فمن غير المعقول أن ترفض المساعده الروسية في الحرب عليها , وهي كذلك تنقذ السيد “أوباما” من مأزقه بعد فشل ما سمي استراتيجية محاربة ” تنظيم الدولة داعش” التي لم يفهم أحد حتى الأن “ماهي” ولا أحد يستطيع أن يرسم ملامح هذه الاستراتيجية الغامضة الفاشلة المستمرة بالفشل .
* أما عن الإعلان الروسي الواضح في الدخول بهذه القوة، وعلناً إلى جانب نظام “بشار الأسد” فهو يشير بكل وضوح إلى أن نظام الأسد وجيشه لم يعد موجود الأمر الذي تطلب تدارك المسألة بسرعة التحرك .
لكن ثمّة سؤال يطرح نفس:هل التدخل الروسي إلى جانب الأسد , هو بمثابة سحب الملف السوري من يد ايران التي تتحكم بكل تفاصيله , وهو كذلك إعلان صريح بفشل إيران واستنفاذ كل الفرص التي منحت لإيران وحليفها حزب الله , لإنقاذ الأسد . ؟
لكن نستطيع القول إلى حد بعيد عن الدب الروسي: بالصيغة التساؤلية:
على ماذا يراهن الروس في دعم نظام الاسد الذي لايسيطر الا على اقل من 20% من الأراضي السورية على أكبر تقدير , وقواته تتراجع بل تنهار يوم بعد يوم في كل الجبهات .
على ماذا تراهن روسيا في نظام يسير ببطئ إلى الهاوية , قد تكون الإجابة أن الروس أدركوا أن الأسد في حكم الساقط إن لم يكن سقط رسمياً , لذلك قرروا التدخل بجنودهم في سوريا حفاظاً على أخر معاقلهم في المياه الدافئة , ودخول المزاد السياسي على سوريا , يجب أن نلاحظ أن التدخل الروسي جاء في المناطق الساحلية ,أي المناطق التي يطمح بشارالأسد في أقامة دويلته عليها , وهي المطلة على ساحل البحر حيث القاعدة البحرية الروسية , وهي منفذ لأي خط نفط أوغاز يمكن أن يصل إلى العالم عبر سوريا .

اورينت نت

0 التعليقات Blogger 0 Facebook

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

 
Syrian Revolution in Switzerland © 2018. جميع الحقوق محفوظة. اتصل بنا
Top