img

تشير التقارير إلى أن الغالبية العظمى من ال 71 شخصا الذين لقوا مصرعهم اختناقا داخل شاحنة عثر عليهم هذا الأسبوع في النمسا هم من اللاجئين القادمين من سوريا. إذا صح ذلك, فإن هذا الحادث المروع سوف يشكل فصلا داميا آخر من فصول الحرب الأهلية السورية القاسية.
أجبر الصراع, الذي دخل عامه الخامس, أكثر من 4 ملايين سوري إلى الهرب من البلاد, وفقا لإحصائيات الأمم المتحدة . هناك 7.6 مليون سوري آخر يعتبرون من النازحين داخل ديارهم, مما يعني أنه ومنذ عام 2011, فإن ما يقرب من نصف السوريين أجبروا على ترك بلادهم.
هذا التطور الفظيع يشكل عاملا كبيرا في الهجرة نحو أوروبا, التي  وصلت  إلى حدود يقول البعض إن القارة لم تشهد لها مثيلا منذ الحرب العالمية الثانية.
تقلبات نظام اللجوء في أوروبا, أدى إلى استغلال اللاجئين من قبل المهربين ويأس اللاجئين أنفسهم الذي أدى في حالات كثيرة إلى نفس النتيجة المأساوية: القتل الجماعي.
مع وصول التحقيقات في حادثة الشاحنة المأساوية إلى عدد من الاعتقالات, كان المئات من المهاجرين من الشرق الأوسط وإفريقيا يخشون من الغرق في البحر المتوسط بعد أن غرق قاربهم المزدحم قبالة ليبيا. سكان مدينة زوارة الشاطئية غرب ليبيا  خرجوا إلى الشوارع احتجاجا على مهربي البشر الذين يعيشون بينهم.
بعض الحكومات الغربية ردت بخوف وسخط  حيال احتمالات استيعاب هذا التدفق البشري الجديد. قليل منهم, خاصة ألمانيا, تقبلت وبكل أريحية تحمل مسئولية التعامل مع محنة اللاجئين السوريين.
يدعي المرصد السوري لحقوق الإنسان, الذي يوثق الضحايا منذ بداية الصراع بأن أكثر من 310000 سوري قتلوا نتيجة للحرب المشتعلة منذ عام 2011. المدنيون الذين قتلوا سقطوا بجميع أشكال القتل المرعبة – من الإعدام الجماعي والتفجيرات الانتحارية التي تشنها الجماعات الجهادية إلى البراميل المتفجرة اليومية التي يلقيها نظام الأسد على المناطق المأهولة بالسكان, إلى حتى الضربات التي تشنها الولايات المتحدة والتحالف الذي تقوده.
صرح المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين لقناة سكاي نيوز بأن ” اللاجئين لا يجب أن يروعوا”. كما أصدرت المنظمة مذكرة هذا الأسبوع تدعوا فيها الحكومات ووسائل الإعلام إلى تبني استخدام كلمة “لاجئ” بدلا من “مهاجر”, وهو تمييز ربما يعني القدرة على إنقاذ المزيد من الأوراح. وإليكم مقتطفات من المذكرة:
“بالعودة إلى أوروبا والعدد الكبير من الأشخاص الذين يصلون هذا العام والعام الماضي على متن قوارب في اليونان وإيطاليا وأماكن أخرى, ما هي الصفة التي يجب أن تطلق عليهم؟ لاجئون أم مهاجرون؟
في الواقع, يمكن أن يكونوا من الجهتين. غالبية الأشخاص الذين يصلون هذا العام إلى إيطاليا واليونان على وجه الخصوص جاءوا من دول غارقة في الحرب أو التي ممن تعتبر منتجة لللاجئين والتي تحتاج إلى حماية دولية. ولكن هناك عددا قليلا يأتي من أماكن أخرى, وبالنسبة للكثير من هؤلاء الأفراد, فإن مصطلح “مهاجر” يمكن أن يكون صحيحا”.
ولكن في السياق الحالي, جميعهم أجبروا على الإقدام على مغامرة مرعبة.
صرحت وزيرة الداخلية الأسترالية جوانا ميكل لينتر للصحفيين :” نشعر بحزن شديد حيال هذه الجريمة المروعة والبشعة. إننا حزينون لمقتل 71 شخصا.. إننا بحاجة إلى حل لتدفق الهجرات, وبحاجة إلى حل لحماية اللاجئين… والطريقة الأمثل هي إيجاد طرق قانونية لأوروبا”.
واشنطن بوست

0 التعليقات Blogger 0 Facebook

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

 
Syrian Revolution in Switzerland © 2018. جميع الحقوق محفوظة. اتصل بنا
Top