ينتشر بالمناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة بـسوريا ملثمون ينفذون عمليات اغتيال للقادة واقتحام مقرات الفصائل ونهبها، “لبث الفتنة بين عناصرها الذين يقاتلون جنبا إلى جنب في معارك ضد النظام”.
وحسب ناشطين، ينقسم هؤلاء الملثمون إلى عناصر دسها النظام في مناطق المعارضة، ومرتزقة يعملون لصالح أجندات الدول، وخلايا نائمة تتبع تنظيم الدولة الإسلامية.
ويؤكد الناشط عبد الله الحموي أن مجموعة من الملثمين هاجمت أحد مقرات المعارضة المسلحة، وقال للجزيرة نت “اقتحم ملثمون أحد مقرات لواء سور العاصي العامل في ريف حماة بعد مهاجمته بأسلحة ضخمة”.
ووفق روايته، فقد “تمكن الملثمون من اعتقال بعض عناصر اللواء بعد تجريدهم من سلاحهم ومقتنياتهم الشخصية، كما ضربوهم وشتموهم بعبارات على أنهم من فصيل إسلامي يعادي نهج لواء سور العاصي”.
وبحسب الحموي، فإن هذه الأعمال طريقة لنشر الفتنة بين الألوية المقاتلة التي كانت في ما سبق تقاتل جنبا إلى جنب.
وانتشرت بسبب ذلك حالة من الذعر في المناطق التي تخضع لسيطرة المعارضة المسلحة، الأمر الذي دفع ناشطي تنسيقيات الثورة في هذه المناطق لطباعة منشورات وعبارات في الشوارع تطلب من الناس الإبلاغ عن أي شخص ملثم يشاهدونه، أو محاولة اعتقاله وأخذه إلى أقرب محكمة شرعية. وحسب رأي ناشطين، فإن النظام دفع عناصر من لجانه الأمنية لتدخل عبر مناطق سيطرته في مدينة حماة إلى المناطق الخاضعة للثوار على أنهم نازحون إليها ليقوموا بعمليات اغتيال وهم ملثمون، وبعد ذلك يعودون ليعيشوا بشكل طبيعي بين المدنيين.
والغرض من ذلك -حسب الناشطين- هو إثبات فشل المعارضة في إدارة المناطق المحررة، ونشر الانفلات الأمني فيها، خاصة بعد التقدم الذي أحرزته في ريف حماة الغربي، وتحديدا سهل الغاب منذ عدة شهور، وسيطرتها على مدينة إدلب في الشمال.
أما القسم الآخر من الملثمين، فينتمي لخلايا نائمة تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية تعمل خفية في مناطق سيطرة الثوار، وتم إثبات ذلك بعد اعتقال بعضهم من قبل المحاكم الشرعية، وفق إفادات ناشطين.
ويستغرب الناشط محمد خطابي من نشاط هؤلاء الملثمين، ويضيف “لا أعلم من أين جاؤوا بهذا الفقه، خصوم وقضاة في الوقت نفسه”.
ويؤكد القائد في لواء المجد سامر الراشد أن “ظاهرة اللثام” أصبحت وسيلة لتصفية الحسابات والتخلص من قادة في المعارضة المسلحة لصالح أجندات دول في المنطقة، حسب قوله.
وذكّر باغتيال عدد من قادة المعارضة، بينهم مازن قسوم وحسين القاسم، كما تم اغتيال قادة في حركة أحرار الشام وجبهة النصرة.
وشمل الأمر الإعلاميين والنشطاء الذين يعملون بطريقة تعارض مصالح بعض التنظيمات، فتم اغتيال الناشط والصحفي محمد السعيد في ريف حلب، والصحفي محمد القاسم مراسل الجزيرة نت على يد مجهولين ملثمين في ريف إدلب. ويتحدث الراشد عن التدابير التي يتخذها قادة المعارضة لحماية أنفسهم من عمليات التصفية، حيث أصبحت الأجهزة اللاسلكية ملازمة لهم أثناء تجولهم لمعرفة الأخبار والحذر على الطرقات.
كما أشار إلى أنه بات على كل شخص تفتيش سيارته للتأكد من خلوها من العبوات المتفجرة قبل أن يستقلها.
المصدر : الجزيرة |
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 التعليقات Blogger 0 Facebook
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.