صورة مهاجر سوري يبكي عند وصوله إلى اليونان مع ولديه ـ أرشيف
الأربعاء 19 أغسطس / آب 2015
يختصر سعيد الناشط في الحراك السوري تجربة الهجرة إلى أوروبا بالقول "نحن السوريون نلتقط الصور لكل تظاهرة وكل مجزرة، ولن نتوقف عن مشاركة قصصنا. والهجرة هي واحدة من قصصنا اليوم".
وهو يعتقد أن توثيق الرحلة إلى أوروبا لا يختلف بأهميته عن نقل أخبار العنف الدائر في البلاد.
ففي رحلة خطيرة بين تركيا وجزيرة كوس اليونانية، يحتاج المهاجر لمن يرشده، ويشرح سعيد، طالب هندسة كومبيوتر من داريا جنوب غرب دمشق، "نقوم بذلك لنساعد بعضنا بعضاً". ويتابع "نريد أن نساعد مواطنينا السوريين لكي لا يحتال عليهم المهربون. لذلك حين يجد أحدهم مهرباً يطلب مبلغاً أقل، نتناقل رقم هاتفه".
من جهته تخلى وائل وأفراد عائلته من اللاجئين السوريين عن أمتعتهم وأبقوا فقط على هواتفهم الذكية، الوسيلة التي تربطهم بالخارج ليوثقوا طريقهم إلى حياة جديدة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
ويقول وائل (32 عاماً)، من مدينة حمص والذي وصل إلى كوس صباح الخميس، "هواتفنا وبطارياتها الإضافية أهم من أي شيء آخر في رحلتنا، حتى أهم من الغذاء".
وفر وائل من سورية مع زوجته و12 من أقربائه بينهم ثلاثة أطفال، ويروي "لم نستطع أن نأخذ أي شيء معنا إلى القارب المكتظ، ولكن تلك الهواتف أثمن أمتعتنا".
وعائلة وائل بين أكثر من 135 ألف مهاجر ولاجئ وصلوا إلى اليونان الشهر الماضي في ظل أسوأ ازمة هجرة تشهدها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
وللحفاظ على هاتفه، يقول وائل ببشرته السمراء وعينيه الخضراوين، "لففت هاتفي في كيس بلاستيكي لحمايته من المياه".
ويستخدم اللاجئون مجموعات على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" تضم عشرات آلاف الأعضاء لمشاركة صورهم وتجاربهم، وللبحث أيضاً عن أرقام المهربين، والخرائط للطريق بين تركيا واليونان ومنها إلى شمال أوروبا، وحتى لدراسة التكاليف.
وفور وصول قواربهم إلى المياه الإقليمية اليونانية، يستخدمون خدمة "واتس آب" لتحديد موقعهم لقوات خفر السواحل أما خدمة "فايبر" فهي وسيلة الاتصال بالعائلات لطمأنتها.
وفي كوس، تجد السوريين يلتقطون الصور لبعضهم على البحر بهواتفهم الذكية، ويشربون القهوة في المقاهي حيث يستطيعون استخدام الأنترنت.
ووسائل التواصل الاجتماعي تبقى حاجة "حيوية" بالنسبة للاجئين الذي لا يملكون أي أوراق قانونية للوصول إلى أوروبا، كما يقول رائد (30 عاماً) أحد أقرباء وائل. ويضيف "التقطنا صوراً لكل خطوة قمنا بها في هذه الرحلة وأرسلناها إلى عائلاتنا".
ويأمل رائد أن يصل إلى ألمانيا حيث سيقدم أوراقه لتنضم إليه عائلته.
ويقول رائد "هناك محادثات كاملة على فيس بوك نتباحث فيها عن الدولة الأفضل لكل شخص. وعلى سبيل المثال تعتبر ألمانيا جيدة فيما يتعلق بلم شمل العائلة. أما السويد فهي جيدة على صعيد الحصول على أوراق (اللجوء) بسرعة".
وبالتالي فإن تلك الأحاديث الافتراضية على فيس بوك "تتيح لهم مساعدة بعضهم لاختيار هدفهم"، بحسب رائد الذي يشير إلى أنه بحث على الأنترنت عن صور ومقالات حول برلين، "فهي مدينة جميلة حيث للشعب حقوق فيها".
وعلى فيس بوك تتنوع المجموعات التي يستخدمها السوريون للبحث عن رحلات الهجرة، فهناك مثلاً صفحة تحمل عنوان "اللجوء والهجرة إلى أوروبا" و"اللجوء في السويد، هولندا، النروج، ألمانيا، بريطانيا، النمسا وسويسرا".
ومن بين الأكثر شهرة مجموعة تضم أكثر من 42 ألف عضو. وقال العديد من السوريين في كوس إنهم استخدموا هذه الصفحة لتحديد خريطة طريقهم.
وتتفاوت الأسئلة على هذه الصفحة بين المنطقة الأفضل في ألمانيا للبقاء وهل يجب أن يسلم اللاجئ منهم نفسه إلى الشرطة هناك، وأي منطقة هي الأفضل للحصول على إقامة بسرعة.
كما يطمئن أعضاء الصفحة بعضهم، فيكتب احدهم أنه وصل إلى اليونان ويضع صورة له مع شابين آخرين رافعين علامات النصر.
ويسأل ثالث إن كانت الإقامة في ألمانيا تسمح بالسفر إلى لبنان، ويكتب رابع سائلاً بعجلة عن فندق في بلغراد، وآخر عن مبلغ 2500 دولار إن كان يعتبر كافياً للرحلة.
وتأتيهم الإجابات على تلك الأسئلة، فبعد أن تخلى العالم عنهم لم يبق لهم إلا تجاربهم التي يروونها لبعضهم بعضاً.
المصدر: 
أ ف ب ـ السورية نت

0 التعليقات Blogger 0 Facebook

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

 
Syrian Revolution in Switzerland © 2018. جميع الحقوق محفوظة. اتصل بنا
Top