هدوء نسبي في جبهات المنطقة الجنوبية بسورية
سبت 29 أغسطس / آب 2015
شكلت المناطق الثائرة ضد نظام بشار الأسد في جنوب سورية (محافظتي درعا والقنيطرة) معادلة صعبة لدى النظام، وباتت مساحات واسعة من المحافظتين خارجة عن سيطرة قوات النظام، وعلى الرغم من الحشد الذي خصص لمعارك الجنوب واستعانة الأسد بالميليشيات الأجنبية، إلا أن النظام لم يستطع أن يعيد الواقع العسكري في المحافظتين إلى نقطة الصفر.
وتعد معركة اللواء 52 – ثاني أكبر لواء في سورية - بريف درعا الذي تمكنت فصائل المعارضة من السيطرة عليه في يونيو/ حزيران الماضي أخر المعارك الكبيرة التي شهدها الجنوب السوري وشكلت للنظام ضربة موجعة، وأصبحت المواجهات منذ نحو 3 أشهر تقتصر على اشتباكات متقطعة في هذه المنطقة أو تلك، بالإضافة إلى المواجهات بين فصائل المعارضة ومقاتلين مبايعين لتنظيم "الدولة الإسلامية".
ويعزو منيف الزعيم عضو مجلس قيادة الثورة السورية والمنسق لعملية السيطرة على اللواء 52 برود الجبهات في جنوب سورية إلى غياب التنسيق بين غرف العمليات، مشيراً في تصريحات خاصة لـ"السورية نت" إلى أن أغلب الفصائل التي شاركت في تحرير اللواء لم تشارك بمعارك "عاصفة الجنوب" في مدينة درعا.
وأضاف الزعيم أن غياب الإرادة والإخلاص في أي عمل أدى إلى غياب التنسيق بين الفصائل، وقال: "من الضروري أن يتنازل القادة في غرف العمليات، لا نريد إظهار أسماء أو فصائل"، ويلفت الزعيم إلى وجود ما وصفه بـ"اتكال الفصائل على بعضها البعض".
غرفة الموك
وعند الحديث عن فصائل المعارضة في جنوب سورية لا بد من الإشارة إلى غرفة "الموك" (وهي غرفة عمليات دولية تترأسها الولايات المتحدة ودول أصدقاء الشعب السوري ودول عربية أخرى) وتأثيرها على سير المعارك، وليس خافياً وجود تضارب مصالح في بعض الأحيان بين فصائل المعارضة و"الموك".
وفي هذا السياق يشير الزعيم لـ"السورية نت" أن غرفة "الموك" تقدم الدعم لكافة فصائل الجيش السوري الحر في المنطقة الجنوبية، مقللاً من قدرة الغرفة على التأثير، وقال إن "معركة تحرير اللواء 52 جاءت بقرار سوري بحت، ولم يكن لغرفة الموك دوراً فيها، فالجيش الحر والكتائب الإسلامية وهم من أبناء المنقطة قدموا السلاح والذخيرة للمعركة دون انتظار قرارات الموك".
ويؤكد الزعيم  وجود تعارض بين ما تريده غرفة "الموك" وبين فصائل المعارضة في المنطقة الجنوبية، فعلى سبيل المثال ترفض الغرفة تقدم المعارضة نحو الطريق الدولي، خصوصاً مع الاقتراب من الحدود مع إسرائيل، أو السيطرة على قطع عسكرية لا ترغب الغرفة في وقوعها بيد المعارضة كتلك القريبة من أماكن تواجد قوات تابعة للأمم المتحدة.
وعلى الرغم من نفوذ الغرفة، إلا أن الزعيم  أكد أن فصائل الجيش الحر تنسق مع الغرفة إلى حد معين، لكن إذا وجدت ضرورة في الخروج عن إرادة "الموك" فإنها تمضي في ذلك. وفي إجابته على سؤالنا حول تبعات تضارب المصالح بين الغرفة وفصائل المعارضة، قال الزعيم : "من الممكن قطع المال والسلاح والدورات عن الفصائل، وهو ما قد يؤدي إلى تململ في صفوف المقاتلين".
وتتخذ غرفة "الموك" من "أحرار الشام، وحركة المثنى، وجبهة النصرة" موقفاً سلبياً، إذ يغيب التعاون والتنسيق بين الجانبين، ويعزا السبب في ذلك إلى رفض الغرفة التعامل مع فصائل إسلامية وتفضيل الفصائل التي تسميها "بالمعتدلة" عليها.
ويقول الزعيم  لـ"السورية نت" إن "غرفة الموك شكلت مؤخراً فرقة العشائر في المنطقة الجنوبية، بهدف حماية المنطقة الحدودية من التهريب وعناصر تنظيم الدولة".
ويرى الزعيم  أن معارك "عاصفة الجنوب" لم تحقق أهدافها حتى الآن، معتبراً أن على الفصائل المشاركة في "عاصفة الجنوب" أن تغير من خططها الاستراتيجية، بحيث تمضي إلى قطع الأوتوستراد الدولي، ومهاجمة خربة غزالة، وحاصر مدينة درعا، حسب رأيه.
ويتواجد في درعا إلى جانب فصائل "الجبهة الجنوبية" غرفة عمليات "جيش الفتح" الذي شكل مؤخراً وضم: "أحرار الشام، وجبهة النصرة، وتحالف فتح الشام، ولواء إحياء الجهاد، وتجمع مجاهدي نوى، ولواء أسود التوحيد، ولواء أنصار الحق، ولواء العمرين الإسلامي".
ويؤكد الزعيم  في تصريحاته لـ"السورية نت" أن غياب التوحد والتنسيق بين "جيش الفتح والجبهة الجنوبية سببه قرارات من غرفة الموك".
تنظيم الدولة
وشكل تواجد مقاتلين لـ"تنظيم الدولة" في المنطقة الجنوبية من سورية عاملاً آخراً في تعقيد المشهد العسكري جنوب البلاد، ويشير الزعيم  إلى أن مقاتلي التنظيم يتواجدون حالياً في المنطقة الجنوبية الغربية من جهة الأردن – أراضي الاحتلال الإسرائيلي، فيما تخوض "أحرار الشام" و"جبهة النصرة" معارك ضد مقاتلي التنظيم.
واللافت هو اقتراب مقاتلي "تنظيم الدولة" من الحدود قرب أراضي الاحتلال، ويوضح الزعيم  أن تواجد المقاتلين في هذه المنطقة يعود إلى أن هؤلاء كانوا سابقاً ضمن صفوف الجيش السوري الحر ويتلقون دعماً من غرفة "الموك"، لكن تأثير بعض الشرعيين أثر على توجههم وانتهى بهم المطاف في صفوف التنظيم.
ويتراوح عدد مقاتلي التنظيم حالياً بين 700 وألف مقاتل غالبيتهم من درعا، ولا تتدخل غرفة "الموك" في المواجهات بين فصائل المعارضة ومقاتلي التنظيم كما أن الأردن لا تستهدفهم من جانبها، بحسبالزعيم.
وضع النظام
وخسر النظام خلال المعارك الأخيرة في درعا مساحات واسعة، ويؤكد الزعيم  لـ"السورية نت" أن قوات النظام تسيطر فقط على 30 بالمئة من الأراضي، مشيراً أن منطقة الصنمين تمثل جبهة الدفاع الأولى عن دمشق بالنسبة للنظام، مضيفاً أن الأخير يعتمد على المرتزقة الأفغان وميليشيا "حزب الله" ويقدر أعداد مقاتلي الميليشيات بنحو ألفي مقاتل.
وفي إجابته على سؤال حول ما إذا كانت المعارك ستستأنف في درعا، قال الزعيم : "نعم ويوجد بشريات بالأيام القادمة حيث يوجد عمليات عسكرية مزلزلة وذلك رداً على وجود أي حل سياسي لا يتناسب مع مطالب الشعب والثوار".
ويضيف الزعيم أن فصائل المعارضة في "الجبهة الجنوبية وجيش الفتح" ترفض تماماً التدخل الإيراني، مشدداً على رفض حصول التقسيم في البلاد أو إقامة دويلة علوية.
الإدارة المدنية
من ناحية ثانية، أشار الزعيم  إلى وجود علاقات وصفها بـ"المميزة" بين فصائل المعارضة والمجالس المحلية في المنطقة الجنوبية، لافتاً في الوقت عينه إلى نقص الدعم المقدم للمجالس لا سيما مجلس محافظة درعا، الذي قال إنه يضم خبرات كثيرة في صفوفه.
أما فيما يتعلق بالمعابر الحدودية مع الأردن، قال الزعيم  لـ"السورية نت": "على الرغم من تسليمها لإدارة مدنية إلا أن الجانب الأردني ما يزال مصراً على إغلاق المعابر".
المصدر: 
خاص - السورية نت

0 التعليقات Blogger 0 Facebook

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

 
Syrian Revolution in Switzerland © 2018. جميع الحقوق محفوظة. اتصل بنا
Top