جودي روج
مركز الأخبار – قال عضو الهيئة القيادية في منظومة المجتمع الكردستاني صبري أوك “إن الأخلاق لا تسمح أن تستخدم أنجرليك ضد ثورة روج آفا ولا نتوقع أن يحدث مثل هذا الأمر، إلا أن مساعي العدالة والتنمية هي دائماً ضد روج آفا”. وطالبت الأحزاب الكردية في روج آفا الالتزام بقوانين الإدارة الذاتية وترسيخ وحدتها. كما أكد أوك إن الشعب الكردي يتحمل مسؤولية التغيير الديمقراطي في الشرق الأوسط وهي مسؤولية مشرفة.
جاء ذلك خلال حوار أجرته وكالة أنباء هاوار مع عضو الهيئة القيادية في منظومة المجتمع الكردستاني صبري أوك للحديث عن الاتفاق التركي الأمريكي حول استخدام قاعدة أنجرليك العسكرية، وأطماع تركيا بتشكيل منطقة عازلة، ومستقبل الأزمة السورية.
وفيما يلي نص الحوار
بالعودة إلى التطورات الأخيرة في روج آفا، ما هو تأثير الاتفاق الأخير بين تركيا وقوات التحالف الدولية حول استخدام قاعدة أنجرليك العسكرية، على روج آفا والكرد بشكل عام؟
موضوع أنجرليك كان مثار للنقاش منذ سنوات، أمريكا والتحالف الدولي كانوا يرغبون دائماً استخدام قاعدة أنجرليك، إلا أن العدالة والتنمية أصر على الدوام على عدم استخدام السماح باستخدام أنجرليك ضد مرتزقة داعش. وكانت محقة في ذلك، لماذا؟ لأنها تدعم داعش، وتعتبر مرتزقة داعش جزءاً منها، لذلك لم تكن تسمح باستخدام أنجرليك. إلا أن هذه السياسية تراجعت بعد مقاومة كوباني وتطورات ثورة روج آفا وكذلك ردود الفعل الدولية واضطرت إلى فتح أبواب أنجرليك لأمريكا. لكنها في هذا الموضوع أيضاً مارست الكثير من الازدواجية. فظاهرياً يبدو إن تركيا أصبحت جزءاً من التحالف الدولي ضد داعش، ولكن الحقيقة ليست كذلك، الحقيقة إنها وتحت هذا المسمى تسعى إلى إبادة الكرد وإبادة PKK، مع ضمان صمت التحالف، وهذا ما يجري حالياً. أنجرليك سوف تستخدم من الآن فصاعداً ضد داعش، ولكن لا يوجد أي سبب لاستخدام هذه القاعدة ضد ثورة روج آفا، وإذا حدث ذلك فهو إجحاف كبير، والإنسانية جمعاء لن تقبل ذلك. فوحدات حماية الشعب والمرأة وكريلا قوات الدفاع الشعبي هي التي دحرت داعش في الشرق الأوسط وبشكل خاص في روج آفا وباشور. والإنسانية تدرك هذا الأمر وتكن له الاحترام، ففي الوقت الذي عجرت فيه الدول عن وقف تقدم داعش تمكنت الوحدات الكردية والمقاتلات الكرد ومقاتلي الكريلا من دحرها. وهذه الحرب لا زالت مستمرة. في ظل هذه الحقيقة فإن الأخلاق لا تسمح أن تستخدم أنجرليك ضد ثورة روج آفا ولا نتوقع أن يحدث مثل هذا الأمر، إلا أن مساعي العدالة والتنمية هي دائماً ضد روج آفا. فهي ستسعى من أجل استخدام قاعدة أنجرليك ضد وحدات حماية الشعب والمرأة والاستفادة منها لإيجاد موطئ قدم لها بين مقاطعتي كوباني وعفرين، فهي ضمنياً لا زالت تدعم داعش، تسعى إلى فصل المقاطعات عن بعضها البعض.
وكما قلت سابقاً؛ أولاً هذه سياسة احتلالية، ثانياً إذا دخلت تركيا إلى سوريا وروج آفا فإنها لن تتمكن من الخروج منها، كما أن مثل هذه الخطوة سوف تؤدي إلى ظهور مواقف مختلفة، وهذا موضوع آخر. لا نتوقع أن يعادي التحالف الدولي الكرد أو أن يدعموا تركيا في هذه النقطة.
كيف تقيّمون هذه الحملة ضد داعش؟ تركيا ترغب من خلال هذه الحملة تشكيل منطقة عازلة، ما هو تقييمكم لذلك؟
العالم بأسره يعلم إن العدالة والتنمية وبتعليمات مباشرة من أردوغان ومن الدولة التركية دعمت وساندت مرتزقة داعش. وكانت داعش بمثابة قوات خاصة للعدالة والتنمية ضد الكرد. تركيا سلحت داعش، دربتهم، داوت جرحاهم، والآلاف من المرتزقة دخلوا سوريا عبر تركيا ليدخلوا كوباني، حسكة، سري كانيه وسائر روج آفا لمحاربة الشعب الكردي. وهذا واضح وجلي وموثق أيضاً. الإعلام العالمي كشف حقيقة صفقات البترول بين داعش وتركيا في الرقة. واليوم تدعي إنها ضد داعش وإنها سوف تحارب داعش، هذا كذب وازدواجية. ورغم ضغوطات أمريكا والتحالف الدولي على تركيا إلا أن تركيا لم تشارك التحالف الحرب ضد داعش، ما يحدث فقط هو أن التحالف سوف يستخدم قاعدة أنجرليك. أردوغان يحلم بالسيطرة على المنطقة الواقعة بين كوباني وعفرين، وبحسب المعلومات التي وردتنا فإنها تفاوض داعش حول هذا الموضوع، حيث يحاول أردوغان إقناع داعش بالانسحاب من المنطقة ووضعها تحت سيطرة الجيش التركماني، أحرار الشام وجبهة النصرة. ويقال أيضاً أنها تريد نقل مخيمات اللاجئين السوريين في تركيا إلى هذه المنطقة وفرضها كمنطقة آمنة كأمر واقع على الرأي العالمي، كما يسعى أردوغان من خلال ذلك كسب المزيد من القوة في المجتمع الدولي. ولكن هناك حقيقة أخرى، وهي إن الدولة التركية وداعش حاولوا وبكل ما أوتوا من وحشية الدخول إلى كوباني والجزيرة ولكنها فشلت وخسرت، وصاروا مضرب مثل للوحشية في العالم. ومع ذلك لا زلت تركيا تراوغ، فهي تدعي محاربة داعش ولكنها تستهدف الشعب الكردي، وقبل أيام قصفت مواقع وحدات حماية الشعب وبركان الفرات. تقول في وسائل الإعلام إنها اعتقلت أكثر من ألف شخص ولكن 26 منهم فقط من عناصر داعش أما البقية فهم من الثوار، الاشتراكيين، اليسار التركي والوطنيين الكرد. تستخدم داعش كمظلّة لاستمرار عدائها للكرد. أما بشأن تشكيل المنطقة العازلة، أولاً لا يحق لتركيا احتلال أراضي دولة أخرى، ثانياً إذا دخل الجيش التركي إلى سوريا وروج آفا فسيكون من الصعب عليها الخروج، وقد تغرق فيها. الشعب الكردي، الشعوب التركية مثل العلويين وجميع الوطنيين الذين يدركون جيداً إن سياسة أردوغان لا تنطوي سوى على إراقة الدماء وعداء الشعوب المتآخية، سوف يرفضون بشدة هذه المحاولات. أما إذا تدخلت وفرضت نفسها كقوة احتلال فإنها ستواجه بمقاومة شديدة.
سوف تتحد روج آفا وباكور وسيخوض شعبنا نضالاً دؤوباً فيما لو ارتكبت تركيا مثل هذه الحماقة وستكون نتائجها وخيمة على العدالة والتنمية وأردوغان. الشعب الكردي لن يستكين أبداً، وإذا تعرضت حقوق الشعب الكردي وكيانه الذاتي والديمقراطي للتهديد والخطر فإنه سوف يقاوم حتى النهاية وسيحقق النصر.
فيما لو أنشأت تركيا منطقة عازلة في سوريا، فما هي القوى التي ستتصدى لها في المنطقة إلى جانب الشعب الكردي؟
يمكن القول إنها لن تجد أحداً إلى جانبها. ربما تلقى بعض الدعم من دول مثل قطر أو السعودية، إلا أن جميع الشعوب العربية والدول العربية سوف تعارض هذه السياسة، لماذا؟ لأن الشعب العربي لا يزال يعاني من عقدة الإمبراطورية العثمانية، حيث عانى العرب من الإهانة والاستصغار، كما اعتبرت الدولة العربية ولايات تابعة للعثمانيين، بالإضافة إلى سنوات الاحتلال كل هذه أسباب لرفض هذه السياسة. لا النظام السوري ولا إيران ولا العراق ولا حتى روسيا سوف تقبل هذا الأمر، بمعنى إن تركيا ستكسب المزيد من الأعداء. ولا أعتقد إن التحالف الدولي سوف يساعد تركيا لإدخال جيشها إلى سوريا وإنشاء منطقة عازلة. والأهم من كل ذلك إن الشعب الكردي، التركي والعربي سوف يتصدى لسياسة الاحتلال التركية.
بعد تحرير مدينة كري سبي قال رئيس الجمهورية التركية بشكل واضح “الخطر الأكبر ليس داعش بل هو حزب PYD، برأيكم ما هي أسباب هذا الموقف؟
بداية أقول إن رئيس الجمهورية التركية قال الحقيقة، بمعنى إنه عبر عما يجول في خاطره وما يعيشه، لأنه لم يعتبروا داعش خطراً أبداً، بل اعتبروه صديقاً، وساندوه بكل إمكانياتهم، وكما قلت سابقاً، عقدوا معهم صفقات شراء البترول، وأدخلوا شاحنات من الذخائر والأسلحة، وكانوا راضين عن ذلك، لماذا؟ لأن داعش من الناحية الذهنية سلفية، ثانياً هي عدوة لثورة روج آفا، لذلك فإن داعش لا تعتبر خطراً بالنسبة لهم. على العكس اعتبروه قوة خاصة بهم، وبالمقابل أعلنوا العداء لوحدات حماية الشعب والمرأة. على السياسيين الترك وشعب تركيا وبشكل خاص التركمان أن يعلموا جيداً إن وحدات حماية الشعب والمرأة لم يشكلوا حتى الآن أي خطراً عليهم، لم تقتل جندياً تركيا، لم تعتدي، لم تقتل رجل شرطة ولم تختطف منهم أحداً وليست لديها مطامع في أراضي تركيا؟ بل يعملون على حماية أرضهم وشعبهم، حماية وجودهم وحريتهم، وهذا أمر مشروع في العالم أجمع. إذاً لماذا تعتبرها تركيا عدوة، لماذا هي سعيدة بجيرة داعش. وعندما حررت وحدات حماية الشعب والمرأة وبركان الفرات والجيش الحر مدينة كري سبي أبدت تركيا امتعاضها وانزعاجها وعدائها أيضاً. لأنهم فقدوا موطأ قدم هناك. ليس للدولة التركية ولا للشعب التركي أية مصالح في هذه السياسة، ولو تصرفوا بعقلانية لاعترفوا بثورة روج آفا، وفتحوا المعابر. كان عليهم أن يدركوا الدور الطليعي للشعب الكردي وإرادته في الشرق الأوسط وتحديد سياستهم على هذا الأساس. أما إذا لم يدركوا هذه الحقيقة وتصرفوا وفق السياسيات السابقة فسوف يخسرون، وهم يخسرون أصلاً، وسوف يدفع أردوغان وحزبه ثمناً باهظاً لهذه السياسة. سوف يفقدون السلطة. وبحسب علمنا فإن ثورة روج آفا وإرادة روج آفا ووحدات حماية الشعب والمرأة لا ترغب بتطور مثل هذه المشاكل ويطالبون على الدوام بالسلام والأخوة مع الشعب التركي. ويرغبون بالتواصل مع الدولة التركية وتطوير الصداقة معها، إلا أن الدولة التركية وحزب العدالة والتنمية ليس مستعدة لذلك وتصر على معادة الكرد. يدعون إن YPG و YPJ تقمع التركمان، وهذا كذب. فليذهبوا إلى كري سبي ويروا بأنفسهم، لقد تابعنا الأخبار وتصلنا المعلومات ونعلم ماذا يحدث. قسم من التركمان إلى جانب الدولة التركية، إلا أن قسماً كبيراً منهم إلى جانب الحقيقة، وإلى جانب الشعب الكردي، العربي، الأرمني والسرياني. وقبل أسابيع عقد اجتماع لوجهاء كري سبي ضم الكرد، العرب، التركمان والأرمن وأعلنوا أخوتهم. ويسعون يومياً من أجل تنظيم إدارة كري سبي، والمشاركة في المجلس. فهل كانت داعش التي تذبح الناس، وتفرض الوحشية على الناس هي الأفضل لذلك كان العدالة والتنمية سعيداً بوجوده في كري سبي، على العدالة والتنمية الكف عن هذه المواقف.
إلى أين ستؤول الأوضاع في سوريا من الآن فصاعداً؟
توجد العديد من الصراعات والتناقضات في سوريا، وهي كثيرة ومعقدة، سوريا هي الشرق الأوسط والشرق الأوسط هو سوريا ولا يمكن فصلهم عن بعض، العديد من الأمور مرتبطة مع بعضها، ومن المؤسف القول إن نضال الشرق الأوسط، والحرب الدائرة والأزمات المعاشة سوف تستمر إلى أمد طويل. أولاً لا يمكن أن يتكرر نظام حزب البعث في سوريا والادعاء وكأن شيئاً لم يحدث، في ظل يقظة وتنظيم ووعي الشعوب. فلقد ولى زمن ذهنية الهيمنة والتسلط والتفرد. أمامهم فرصة واحدة وهو تحقيق تغيير جذري وأساسي، وعدا ذلك لن تستطيع إطالة عمرها. ثانياً الائتلاف الموجود في سوريا ليس ائتلافاً. أما داعش فهي مرتزقة وحشية ورغم إنها تفقد قوتها لكنها ستحاول أن تعيش اعتماداً على الأزمة السورية، وكذلك الأمر بالنسبة لجبهة النصرة. أما الجيش الحر فيمكنه أن يلعب دوراً من أجل تحقيق التغيير في سوريا. المهم هو أن تنظيم بعض القوى مثل الجيش الحر، جميع المكونات والأديان صفوفها بطليعة ثورة روج آفا وبناء قوات عسكرية للدفاع عن دمقرطة سوريا. وتشكيل هيئة ديمقراطية سوريا. إذا لم يتم وضع هاتين القاعدتين، أي الحماية العسكرية والحماية السياسية فإن الأزمة سوف تتصاعد أحياناً وتتراجع أحياناً لكنها ستستمر. النموذج الواضح والمقبول حالياً هو ثورة روج آفا، والكيان الذي شكله الشعب الكردي والشعوب الأخرى المتعايشة في روج آفا. هذا النهج هو نهج أساسي وطليعي وتشكل فرصة يجب القبول بها واحترامها وعلى هذا الأساس تأسيس وتنظيم معارضة ديمقراطية وحرة. ولكن القوى المحتلة مثل تركيا لا تزال تقول إنها ستدخل سوريا وروج آفا وتعميق المشاكل والأزمات الموجودة. هناك الكثير من الأطراف التي لن تقبل ذلك مثل أيران وروسيا والعديد من الأطراف الأخرى. لذلك يمكن القول إن سوريا لا زالت تعيش مرحلة حساسة وإن القوى الديمقراطية والأحرار سوف يمسكون زمام المبادرة مستقبلاً.
في خضم هذه الأزمة والصراعات يحتاج الشعب الكردي إلى توحيد صفوفه، إلا أن بعض أطراف المعارضة لا تريد للشعب الكردي أن يحقق وحدته، ما رأيكم حول الموضوع؟
كيف يمكن رفض الوحدة وبشكل خاص بالنسبة لشعب مثل الشعب الكردي الذي عانى على مر تاريخه من التفرقة، بل إن الكرد بحاجة إلى وحدة مشرفة، إلا أن بعض الأطراف تحاول إعاقة ذلك، الذهنية السلطوية لا تريد للشعب الكردي أن يحقق وحدته على أساس الديمقراطية والحقيقة وبما يضمن مصلحة الكرد. ولكن كيف يمكن تحقيق الوحدة، وعلى أية مبادئ وأخلاق؟ هناك بعض الأطراف التي لم تجرح إصبعها في مقاومة روج آفا، ولم تبذل أية تضحية ولم يبذل نضالاً وسعياً من أجل الثورة ولكنهم يطمعون بالأموال والسلطة في روج آفا، هذا موقف لا أخلاقي، ومثل هذه المواقف لا تحقق الوحدة. ولكن على أرض الواقع تحققت الوحدة، حيث تتشارك في روج آفا عشرات الأحزاب، الشخصيات، العشائر، الهويات والأديان في ظل الإدارة الذاتية الديمقراطية. إلا أن بعض الأطراف التي تتلقى الدعم من الحزب الديمقراطي الكردستاني ومن هولير لا يهمها تحقيق الوحدة بقدر ما تهمها السلطة، فإذا كان الموضوع يتعلق بكرامة الشعب الكردي ووجوده، ويتعلق بالدفاع عن حرية الشعب الكردي فيجب وضع الحسابات الأخرى جانباً، وضع الحسابات والمصالح الشخصية والعشائرية جانباً، يومياً يسقط الشهداء وتبذل التضحيات في خضم النضال، فإذا كانوا يتحلون بالمسؤولية تجاه روج آفا، تجاه الشعب وتجاه التاريخ فليذهبوا ويشاركوا في جبهات القتال. ولكنهن يريدون تشكيل قوة عسكرية، لماذا؟ وما السبب؟ في كل دول العالم هناك دائماً قوة مشتركة وهي تدافع عن وجود وحرية الشعب، وهذه القوة هي حالياً وحدات حماية الشعب والمرأة. فإذا كانوا يتحلون بالأخلاق، وبالشجاعة وبروح المسؤولية فليذهبوا ويشاركوا في جبهات القتال، ليحاربوا ويقاوموا. أما التشبث بالحسابات الجانبية فهي مثار الشك. فشعبنا في روج آفا حقق حريته حديثاً وشكل كيانه الذاتي، ولكن الخطر لا زال قائماً، فلماذا كل هذه الحسابات المادية والسلطوية، فليذهبوا ويدافعوا عن الأمهات، عن الشعب عن القرى الكردية، فلو دخلت داعش إلى المناطق الكردية من الذي سيمنعه من ارتكاب المجازر، فليذهبوا إذا ويدافعوا عن أنفسهم ضد داعش، الإمكانات متوفرة ولكنهم لا يرغبون بذلك ولأن ذلك لا يلائم حساباتهم. هذا الموقف ينطوي على حسابات قذرة، وتستمد قوتها من ذهنية الحزب الديمقراطي الكردستاني وعلى شعبنا أن يدرك هذه الحقيقة. يخوض شعبنا من الكرد، العرب، السريان مقاومة يومية ويضحون بعشرات الشهداء، يسطرون التاريخ، هؤلاء أصحاب الضمير وروح المسؤولية، فإذا أرادوا حمل سلاحهم ومحاربة داعش من الذي سيمنعهم، بهذا الشكل تتحقق الوحدة. لقد تم الإعلان عن الإدارة الذاتية الديمقراطية، وضعت القوانين والنظم، والوحدة تكمن في احترام هذا الواقع. ولكنهم لا يعترفون بذلك ولا يحترمونه ويمارسون السياسة وكان شيئاً لم يحصل، فهذا غير مقبول ولم يحدث في أي مكان في العالم. ففي هولير مثلاً تحتاج إلى سنة لتحصل على رخصة افتتاح مؤسسة، لأن هناك نظم وقوانين بيروقراطية. وفي روج آفا أيضاً هناك أمر مماثل إلا أن بعض التنظيمات التابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني لا تقبل بذلك، وهم أحرار في موقعهم. فأما أن يقبلوا بذلك ويتصرفوا وفق القوانين أو لا يمكنهم ممارسة السياسة. فإذا ذهب أحدهم إلى هولير مثلاً وطالب بممارسة السياسة ألا يفترض به أن يتصرف وفق القوانين المتبعة هناك. لروج آفا ايضاً قوانينها عليهم احترامها. القضية برأي أعمق من ذلك، إنها قضية إنسانية وتاريخية، فاحترام المجتمع والحقيقة مسؤولية تاريخية، وتتطلب الابتعاد عن المصالح المادية والسلطوية. بهذا الشكل يمكن أن تتحقق الوحدة، وهي تتحقق أيضاً، فالأحزاب الموجودة تحترم بعضها وتناضل معاً، والشعب الكردي راض عن ذلك، هذه هي الوحدة، ولكننا نتمنى أن تتعزز وتترسخ هذه الوحدة بشكل أفضل.
ذكرتم سابقاً إن سياسة العدالة والتنمية وحزب الديمقراطية الكردستاني متشابهة. وحين قصف الجيش التركي مناطق الدفاع المشروع قال داوود أوغلو إنه تواصل مع البارزاني وهو يدعم الحملة، ما تقييمكم لذلك؟
سأقول ذلك بشكل ملموس، أكثر من 50 طائرة قصفت مناطق الدفاع المشروع وأحرقت الغابات وقتلت الأطفال، والشخص الذي أصدر قرار الحرب وهو داود أوغلو يقول إنه تحدث مع البارزاني وإن البارزاني يؤيد هذه الحرب، نحن لم نقل ذلك. والحزب الديمقراطي لم يكذب الخبر، إذاً فهم يخدمون بعضهم في السياسة، وهناك سياسة مشتركة. جميع أحزاب روج آفا، باشور، وباكور وحتى نائب رئيس البرلماني العراقي ندد بهذا القصف، أما الديمقراطي الكردستاني فلم يفعل، بل طالبوا حزب العمال الكردستاني الخروج من باشور. قوات الجيش التركي موجودة في باشور منذ سنوات. هم محتلون، أما كريلا كردستان فهي التي حمت الشرف الكردي في شنكال، هولير وباشور، فلماذا تقبل المحتلين ولا تقبل حزب العمال الكردستاني، ثم إن كردستان ليست ملكاً لوالد أحد. كردستان للكردستانيين، هذه سياسة خاطئة، لقد حان الوقت لطرد الاحتلال أينما كان طالما يشكل خطراً على الحقوق وحرية الشعب الكردي، هذا ما يأمله الشعب الكردي، إلا أن KDP لم تفعل ذلك، ولم تلتزم بالأعراف والعادات الكردية، ففي روج آفا يسقط يومياً العشرات من الشهداء، لماذا يتم إغلاق المعابر أمام مرور جثامين الشهداء، بأي ثقافة يفعلون ذلك، حتى الثقافة الإسلامية لا تقبل ذلك. ولكن الشعب الكردي يعرف الحقيقة، لا أريد الخوض كثيراً في التفاصيل، ولكن هناك أمر مهم وهو إن المرحلة الحساسة والتاريخية تتطلب تعزيز وترسيخ إرادة الشعب الكردي، ووضع المصالح الشخصية، العائلية والحزبية جانباً، وأن تتصدى جميع التنظيمات والأشخاص بإرادة واحدة وروح مشتركة لأي اعتداء على أرض كردستان أينما كان. وحزب العمال الكردستاني مستعد ذلك. أما العمل تحت مظلة العدالة والتنمية ضد سياسة روج آفا وحزب العمال الكردستاني فهو أمر غير مقبول.
تتعرض روج آفا وكذلك الشعب الكردي للعديد من الهجمات، برأيكم هل هناك فرصة لنجاح هذه الهجمات؟
تحدثنا سابقاً عن عقلية العدالة والتنمية، وعن داعش وعن النظام. لا داعش ولا العدالة والتنمية ولا حتى النظام السوري يمكن أن يحصل على نتيجة ضد روج آفا والإدارة الذاتية الديمقراطية، لماذا؟ أولاً لأن نضال الشعب الكردي في روج آفا نضال مشروع، ثانياً رغم كون الشعب الكردي صاحب قضية مشروعة ولم تكن له أطماع في أرض أحد إلا أنه عانى دائماً من قلة التنظيم، ولكن الوضع اليوم مختلف، فالشعب الكردي اليوم صاحب قضية مشروعة وفي نفس الوقت يملك التنظيم والإدارة والسياسة الصائبة والإرادة الراسخة. ولا يوجد سبب يمنع الشعب الكردي في روج آفا من ترسيخ إدارته الذاتية. أما داعش فهي مرتزقة وحشية ضد الإنسانية وليست لديها فرصة للبقاء في روج آفا، ربما تتمكن من إطالة عمرها، وتتسبب في إراقة الدماء والمذابح ولكنها مطلقاً لا تملك فرصة للبقاء.
السياسة الأخرى التي تستهدف روج آفا هي سياسة الدولة التركية والعدالة والتنمية، لقد حاولوا في كوباني الحصول على نتيجة، وكان أردوغان يقول “كوباني سقطت، ستسقط”، ولكنهم هزموا في كوباني، وشلّت سياستهم، لا يمكنهم أبداً الفوز وتحقيق أي نتيجة ضد روج آفا وضد نضال شعبنا. ربما تتمكن العدالة والتنمية من كسب بعض الوقت، ربما تتسبب ببعض الضحايا من شعبنا ومن الشعوب الأخرى وتسبب ببعض المشاكل إلا أنها لن تتمكن من تحقيق أية نتيجة. وبشكل عام فإن الظروف المعاشة في الشرق الأوسط وسوريا وروج آفا تفتح الطريق أمام الحرية وأخوة الشعوب، أمام ترسيخ الإدارة الذاتية الديمقراطية وتفتح الطريق أمام الديمقراطية في سوريا. وهذا يتطلب المزيد من النضال والتنظيم والإرادة.
ما هي كلمتكم الأخيرة.
لقد عانى شعبنا على مدى التاريخ، وكذلك على مدى نضالنا الممتد إلى أربعين عاماً وحتى في التاريخ القريب، سواء في شنكال، روج آفا، باكو وروج هلات، عانى الكثير من الآلام وبذل الكثير من التضحيات، ولكنه جسد البطولة الحقيقية. سار على نهج القائد آبو.
ليعلم شعبنا إنه أثبت إرادة قوية وراسخة، ليعلم إن أية قوة لن تستطيع من الآن فصاعداً كسر إرادة الشعب الكردي. إن الإصرار في نهج القائد ينطوي على حرية الشعب الكردي، على الديمقراطية وأخوة الشعوب. وبقدر حجم التضحيات التي بذلناها فقد كسبنا شرفاً وكرامة كبيرة. نضال الشعب الكردي وحرية الشعب الكردي سيؤدي إلى تحقيق التغيير في الشرق الأوسط، والكرد يتحملون مثل هذه المسؤولية التاريخية وهي مسؤولية مشرفة ومثار فخر يجب أن نعيش هذا الفخر يومياً. علينا أن ندرك إن تحقيق الديمقراطية والحرية بالتشارك مع جميع الشعوب هو أمر مشرف، والفرص متاحة لتحقيق ذلك.
ولقد استحق شعبنا بجدارة أن يعيش حياة حرة ديمقراطية تشاركية مع جميع الشعوب وتحت قيادة القائد آبو.
(ك)
ANHA

0 التعليقات Blogger 0 Facebook

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

 
Syrian Revolution in Switzerland © 2018. جميع الحقوق محفوظة. اتصل بنا
Top