الميليشيات الشيعية تساند نظام الأسد في قتال المعارضة السورية
الثلاثاء 18 أغسطس / آب 2015
تتعدد أسباب التطوع في المليشيات الشيعية للقتال في سورية إلى جانب نظام بشار الأسد، ويبقى السبب الديني هو الأبرز والدافع الأساسي لتوجه المقاتلين الأجانب إلى سورية، حيث شهدت مواقع التواصل الاجتماعي منذ بداية عام 2012 حملة تجيش طائفي.
وانتشرت على موقع "يوتيوب" تسجيلات مصورة وقفت وراءها إيران تدعو الميليشيات الشيعية على وجه الخصوص إلى القتال في سورية بذرائع دينية مختلفة، بالإضافة إلى نشر أناشيد بصبغة طائفية كأنشودة "الحلم الأموي تكسر" وتدعو إلى المشاركة في الحرب ضد ما أسموهم "التكفيريين".
وبقيت حجة القتال من أجل الدفاع عن المراقد الشيعية المقدسة في سورية هي الأبرز لتحقيق الحشد الطائفي، وترافق هذا الأمر مع رفع شعارات طائفية كتب عليها "لن تُسبى زينب مرتين" و "لبيك ياعلي" و "لبيك ياحسين"، لتشكل ذريعة للمقاتلين القادمين إلى سورية إلى أن ترافق جثامينهم العائدة إلى مثواهم في البلدان التي أتوا منها.
وتضمن كلام زعيم ميليشيا "حزب الله" "حسن نصر الله" بعد اعترافه في أبريل/ نيسان من عام 2013 في مشاركته بالحرب في سورية، الكثير من الرسائل الدينية للقتال في سورية، ولعل اللافت في ذلك اعتبار الميلشيا أن ما تقوم به إلى جانب الميليشيات الأخرى في سورية بمثابة "الجهاد"، كما أطلقت على مقاتليها وصف "المجاهدين".
لكن الكلام الأبرز لـ"نصرالله" الذي دل على عمق البعد الديني في تجنيد المليشيات الشيعة للقتال في سورية. كان في العيد 29 لانطلاق كشافة المهدي، حيث كرر "نصر الله" شعار "لن تسبى زينب مرتين"، مؤكداً أن "الزمن الذي يسمح فيه لأي أحد في العالم أن يهدم ويدنس مقدساتنا الدينية انتهى، نحن الآن في عصر ظهور الإمام المهدي وعلينا أن نكون مستعدين لذلك".
كلام "نصرالله" أكده قائد فيلق "القدس" محمد علي الجعفري الذي قال في مطلع هذا العام "لقد تدخلنا في سورية لتوسيع خارطة الهلال الشيعي". وقد جسد كلام المسؤولين الإيرانيين فيلم إيراني وثائقي بثته قناة "أفق" الإيرانية يوضح حياة مقاتلين إيرانيين وأفغان أتوا من بلادهم لحماية المراقد الشيعية المقدسة.
المصلحة المادية
ويعد الدافع المادي أو المصلحة المادية من أهم دوافع المليشيات الشيعية للقدوم إلى سورية أيضاً، حيث تتراوح رواتب مليشيا "حزب الله" بين 1000 دولار و 2500 دولار شهرياً بحسب ما ذكرت جريدة المستقبل اللبنانية.
وتقول الصحيفة: "يتم منح من ينضم الى لواء أبو الفضل العباس و حزب الله اللبناني مبلغاً مالياً يصل إلى 2500 دولار أميركي شهرياً بعدما كان خلال الأشهر الماضية لا يتجاوز 1000 دولار، كما أن عناصر الميليشيات المنضوين في صفوف كتائب حزب الله العراقي والنجباء وعصائب أهل الحق، يتقاضون مبالغ قريبة إلى هذا المبلغ".
أما بالنسبة للسوريين فيزيد راتب السوري المنضم إلى هذه في هذه المليشيات عن راتب المتطوع في الجيش النظامي والذي لا يتجاوز 23 ألفاً، حيث يصل راتب المتطوع في تلك المليشيات إلى أكثر من 35 ألف ليرة، إضافة إلى حصوله على معونة غذائية شهرية بشكل دوري، بحسب المعارضة السورية.
ويقول ناشطون إن "الكثير من عناصر الجيش النظامي تقوم بترك قطعها في الجيش والانضمام إلى مليشيا حزب الله أو لواء أبو الفضل العباس فقط للحصول على راتب أعلى والحصول على دعم من حيث الطعام والرعاية الصحية والإجازات أثناء الخدمة".
الإفلات من المحاسبة
وتشير تقارير صحفية إلى أن أحد دوافع العناصر الشيعية للذهاب إلى سورية من أجل القتال هو الإعفاء من الأحكام الجنائية الصادرة بحقهم، كما هو الحال مع المقاتلين الأفغان الذين ترسلهم إيران إلى سورية مقابل العفو عن جرائهم.
وبحسب جريدة "ديرشبيغل" الألمانية فإن الأفغان الذين يأتون للقتال في سورية ضمن المليشيات الإيرانية، هم من عرق "الهزارة" الأفغاني المقيم بإيران بشكل غير شرعي، ويأتون للقتال في سوريا بعد تقديم طهران ضمانات لهم بالحصول على إقامات دائمة إذا ما قدموا للقتال في سورية.
فيما يشير ناشطون من مدينة حلب أنه خلال إلقاء القبض على بعض المقاتلين الشيعة الأجانب، فإن هؤلاء مدانون بأحكام جنائية في إيران تصل إلى 15 عاماً وأتوا إلى سورية للتخلص من هذه الأحكام، حيث نص العقد بين المتطوع المحكوم جنائياً و"الحرس الثوري الإيراني"، على القتال في سورية لمدة عامين مقابل الحصول على العفو.
أما بالنسبة للسوريين يصبح المتطوع خارج عن سلطة الدولة مباشرة، حتى ولو كان مطلوباً لقضايا جنائية أو للخدمة العسكرية، فلا يمكن اعتقاله بل يصبح المسؤول عنه قائد المجموعة التي يقاتل فيها وفي أغلب الأحيان يحمل صفة دينية تعرف بالمذهب الشيعي بإسم "السيد".
ويلفت مركز الجمهورية للدراسات إلى أن الميليشيات الشيعية تتكفل بحماية المنتسب لها وأسرته، من لجان الدفاع الوطني "الشبيحة"، وهو الذي دفع عدد كبير من العناصر إلى ترك قطعهم العسكرية في الجيش النظامي والانتساب إلى المليشيات الشيعية. وبحسب المركز فإن الكثير من الذين انتسبوا إلى هذه المليشيات في مناطق مصياف والسلمية لحماية عائلاتهم من عناصر "الشبيحة" الذين مارسوا عمليات الخطف والاعتقال على أهالي "الشبيحة" الأكثر ضعفاً.
ويشار إلى أن الميليشيات الشيعية المدعومة إيرانياً ارتكبت الكثير من المجازر في سورية، وتقول المعارضة إن هذه الميليشيات أصبحت أداة فعالة لتنفيذ المخططات الإيرانية في المنطقة، وهو ما أكده نائب قائد "الحرس الثوري الإيراني" حسين سلامي بالقول: "لا حاجة اليوم للجيوش للسيطرة على موقع جغرافي واعتماد القوة لتحقيق ذلك، إن أفضل الطرق هو الهيمنة على العقول والأذهان."
المصدر:
خاص - السورية نت
0 التعليقات Blogger 0 Facebook
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.