نقص كبير في المواد الطبية في الغوطة ـ أرشيف
الأحد 30 أغسطس / آب 2015
شكل القصف اليومي والعنيف الذي يقوم به النظام في سورية على مناطق غوطة دمشق الشرقية، ضغطاً كبيراً على القطاع الطبي فيها، فيما تستقبل مستشفيات الغوطة أعداداً كبيرة من القتلى والجرحى، في ظل استمرار نقص المواد الطبية والكوادر البشرية.
وتتمثل الصعوبات التي تواجهها مشافي الغوطة الشرقية، في نقص الأدوية جراء الحصار الذي تفرضه قوات النظام على الغوطة، ذات الكثافة السكانية العالية، منذ أكثر من عامين، إلى جانب النقص في الكوادر والاختصاصات  الطبية، والبنية التحتية الطبية، وتعرض المشافي ونقاط الإسعاف للقصف.
وقال الطبيب "محمد الشامي"، أن المجازر التي ارتكبت في الغوطة الشرقية خلال الأيام الماضية، شكلت عبئاً لا يطاق على المكتب الطبي الموحد في مدينة دوما (أكبر مدن محافظة ريف دمشق)، لافتاً إلى أن المكتب استقبل مئات القتلى والجرحى في غضون أيام قليلة.
وأشار الشامي إلى أن المكتب الطبي استقبل في 16 أغسطس/آب الجاري، 550 إصابة دفعة واحدة، ما اضطر القائمين عليه  لتوزيع المصابين على المشافي الميدانية في منطقة الغوطة، لعدم قدرة المكتب على استيعاب هذا الكم من المصابين.
وأوضح الشامي، أن أطباء المكتب أجروا في ذلك اليوم 150 عملية جراحية، وتم استهلاك 850 لتر سيروم ملحي، كما نفدت يومها جميع أكياس الدم الموجودة في حافظات المكتب، لافتاً إلى أنهم اضطروا لإجراء بعض العمليات على الأرض، بسبب عدم كفاية الأسرة.
وأضاف الشامي "ما يزال القصف مستمراً ويراجعنا يومياً عشرات الجرحى (...) نطالب الأمم المتحدة والمنظمات العالمية بتحمل مسؤوليتها والضغط على النظام ليوقف قصفه على المدنيين ويسمح بإدخال طواقم طبية مجهزة بالمعدات اللازمة لمساعدتنا في معالجة الجرحى".
وتشهد منطقة الغوطة الشرقية منذ 20  يوماً، حملة قصف عنيفة من قبل قوات النظام، حيث استهدف القصف أسواقها وأحياءها السكنية، وأسفر عن مقتل ما لا يقل عن 225 شخصاً، وجرح مئات آخرين.
تجدر الإشارة إلى أن غوطة دمشق، عبارة عن مساحة واسعة من البساتين والأراضي الزراعية، تحيط بالعاصمة السورية عبر التاريخ، وشكّلت ضواحيها في العصر الحديث. ويتبع قسم من الغوطة لمحافظة دمشق، فيما يتبع القسم الأكبر لمحافظة ريف دمشق، كما تنقسم الغوطة إلى قسمين متصلين، هما الغوطة الغربية والغوطة الشرقية.
وتضم الغوطة الغربية عدة مناطق في العاصمة وريفها أبرزها "الربوة"، و"المزة"، و"كفرسوسة"، و"داريا"، و"ببيلا"، و"صحنايا" و"الأشرفية". فيما تضم الغوطة الشرقية، مناطق أبرزها مدينة "دوما"، و"جرمانا"، و"المليحة"، و"عقربا" و"كفربطنا"، و"عربين".
ويعيش سكان الغوطة أوضاعاً معيشية صعبة، بسبب الحصار المفروض عليهم من قبل النظام، منذ أكثر من عامين، حيث فقد عدد منهم حياته بسبب الجوع، فيما توفي آخرون بسبب موجات البرد، لانعدام وسائل التدفئة والمحروقات.
المصدر: 
الأناضول - السورية نت

0 التعليقات Blogger 0 Facebook

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

 
Syrian Revolution in Switzerland © 2018. جميع الحقوق محفوظة. اتصل بنا
Top