المركز الصحفي السوري
محمد عنان 12/8/2015 لطاما نادى السوريون في بداية ثورتهم بإجراء إصلاحات على الأجهزة الأمنية والدوائر الحكومية في البلاد، وكان من أبسط ما طالب به أهالي درعا القصاص من ابن خالة الرئيس بشار الأسد “عاطف نجيب”، الذي اعتقل مجموعة من أطفال درعا قام بتعذيبهم وإهانة وجهاء المدينة، لكن لم يجد هذا المطلب آذان صاغية عند النظام بل قام بنقله من محافظة درعا إلى محافظة إدلب، مما أسهم بتأجيج الناس ضد النظام وأجهزته الأمنية وبدأت الثورة.
وما أشبه اليوم بالأمس، فقد عمت المظاهرات مدينة اللاذقية خلال الأيام الماضية، وذلك للمطالبة باعتقال سليمان هلال الأسد، الذي قام بقتل الضابط حسان الشيخ إثر خلاف مروري، وينتمي كلا الطرفين إلى الطائفة العلوية، ولكن هذه المرة أصدر رأس النظام قراراً باعتقال القاتل، والسؤال هنا هل استفاد الأسد من خطأه الذي أشعل ثورة ضده؟ أم أنه ضحكٌ على اللحى؟
قال إبراهيم خضر السالم محافظ اللاذقية: “إنه تم القبض على المتهم(سليمان هلال الأسد)، في إحدى مزارع ريف اللاذقية، وتم تسليمه إلى الجهة المختصة بالتحقيق.” وذلك يوم الاثنين الماضي.
يقول السيد “زاهر قدح” وهو من أبناء الطائفة العلوية:” إننا اليوم ندفع ثمن أخطاء بشار الأسد ورفضه إجراء إصلاحات على الأجهزة الأمنية، وحمايته للكثير من أقربائه الذين أساؤوا للسوريين وتركهم من دون حساب، والذين لم تقف تجاوزاتهم عند أبناء الطوائف الأخرى بل طالت العلويين أنفسهم.”
إشارة هنا، أنه طيلة حكم أسرة آل الأسد لسوريا، لم يسبق أن أعتقل أحد من أبنائها، رغم كثرة الشكايات والمظالم التي ارتكبها هؤلاء بحق السوريين.
يتابع السيد زاهر فيقول :”إن الاحتجاجات التي شهدتها محافظة اللاذقية خلال الأيام الماضية كان لها الدور الأكبر وراء القرار باعتقال سليمان الأسد، وذلك لتخفيف حدة التوتر التي شهدته المحافظة وامتصاص غضب الشارع العلوي، إضافة إلى إظهار بشار الأسد أنه يعامل كل أبناء طائفته بعدل ومساواة، بغية الحفاظ على الخزان البشري الذي يرفد القوات النظامية بألاف المقاتلين”. ويشكك السيد زاهر أن تتم محاكمة سليمان الأسد محاكمة عادلة.
لقد تم القبض على “المتهم” الذي نشر في صفحته على الفيسبوك تكذيباً للحادثة، التي شاهدها العديد من المارة حتى أولاد القتيل وأمهم، وتعهد بإثبات براءته.
أخيراً من أجل قتل شخص خرجت اللاذقية عن بكرة أبيها مطالبة بالقصاص من القاتل ويقدم النظام الغالي والرخيص لإرضاء المتظاهرين على عكس ما فعله مع بدايات الثورة السورية حين استخف في العقول وصم آذانه عن مطالب الإصلاح.
فهل ستأخذ العدالة مجراها؟ |
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 التعليقات Blogger 0 Facebook
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.