تزايد أعداد قتلى ميليشيا حزب الله في سورية - أ ف ب
سبت 29 أغسطس / آب 2015
تؤثر الاضطرابات التي تشهدها سورية ولبنان ومنطقة الشرق والأوسط بشكل عام على ميليشيا "حزب الله" اللبناني الذي يساند نظام بشار الأسد منذ أربعة أعوام في حربه ضد الثائرين عليه، وتشير تحليلات إلى أن الميليشيا تمر في مرحلة تحول، لا سيما مع تغير طبيعة عملها والمهام الموكلة لها، بالإضافة إلى تغير تعريف الميليشيا على المستويين المحلي والعربي.
وسابقاً (أي قبل اندلاع الثورة السورية) كانت النظرة السائدة لميليشيا "حزب الله" على أنها سد منيع في وجه الاحتلال الإسرائيلي، لكن بعد تاريخ 15 مارس/ آذار بدأت الصورة تتغير وباتت الميليشيا تتوغل في الدم السوري إلى أن وجهت بندقيتها نحو الثائرين في سورية.
وتعاني ميليشيا "حزب الله" من مشاركتها في الحرب بسورية من جوانب عدة لا يمكن إغفالها، سواءً أكانت سياسية أم عسكرية، وأصبحت تواجه اليوم 6 تحديات تزيد من مهمتها في سورية – بدعم من إيران – تعقيداً وصعوبة، بحسب ما يشير موقع "ميدل ايست بريفينغ" (MEB) الأمريكي المختص بالأبحاث وتقييم المخاطر.
ويكمن التحدي الأول في قدرة ميليشيا "حزب الله" على الحفاظ على القاعدة الشعبية لها، إذ باتت الأصوات الشيعية المؤيدة للميليشيا تستاء من كثرة الصناديق الوافدة إلى الضاحية الجنوبية والمحملة بجثث القتلى الذين يسقطون بشكل يومي في سورية.
ولم يعد بإمكان الميليشيا إخفاء حالة الاحتقان الذي تعيشه الضاحية الجنوبية – المعقل الأهم لحزب الله في لبنان -، وسبق أن تحدثت أمهات لقتلى في الميليشيا عن أبنائهم الذين لقوا مصرعهم في سورية، موجهين الانتقادات إلى زعيم الميليشيا "حسن نصر الله".
والتحدي الثاني يتمحور حول عدم معرفة مقاتلي الميليشيا لطبيعة الأرض التي يقاتلون فيها في سورية، فهؤلاء يجهلون تضاريس المناطق التي تدور فيها المعارك من جهة، ومن جهة أخرى يفتقرون إلى قاعدة شعبية جراء عدم وجود علاقة مباشرة مع السكان، ناهيك عن ارتكاب الميليشيا مجازر عدة في سورية جعلت الأهالي ينظرون إليها بعين الريبة والخوف.
أما التحديث الثالث يدور بحسب موقع "بريفينغ" حول تناقض الأهداف بين الرعاة الإقليميين للميليشيا – إيران ونظام بشار الأسد، ويقول الموقع ذاته إن "لدى جهاز مخابرات الأسد الكثير من النفوذ داخل الجهاز الأمني لحزب الله، بينما يتلقى بقية الأعضاء التعليمات من الحرس الثوري الإيراني". ووصل تأثير نفوذ النظام وإيران إلى وجود العاملين في الميليشيا بدعم من الأسد في مدينة سفير، بينما يتركز المقاتلون المدعومون من "الحرس الثوري الإيراني" في منطقة حارة حريك.
ويشعر "الحرس الثوري الإيراني" بالقلق على نفوذه في منطقة الشرق الأوسط والاحتمالات المستقبلية للاختلاف بين أهدافه الخاصة وأهداف الأسد، ويشير موقع "بريفينغ" أن "الحرس الثوري أرسل مجموعة مكّونة من 200 منسق ومفتش لجنوب لبنان في شهر فبراير الماضي. وأجرى التحقيقات مع أتباعه في حارة حرك، وبعد فترة وجيزة، بدأ أنصار الأسد يشعرون بخطورة الموقف، وبدأت تقارير العديد من التحقيقات التي أجراها فريق الحرس الثوري تطفو على السطح".
ويشير موقع "بريفينغ" إلى أن داخل ميليشيا "حزب الله" يوجد ثلاثة فصائل: "الفصيل الإيراني، وفصيل نظام الأسد، والفصيل المعتدل"، وتزداد الفجوة بين الفصائل الثلاثة جراء التطورات الحاصلة.
ويعتقد الفصيل الفصيل المعتدل أنّ الشيعة في لبنان كان يجب أن يحددوا دورهم الصارم في جنوب لبنان، وتجنب أي تورط في المعركة ضد أهل السُنة في سورية؛ لأنّ هذا يهدد التعايش مع السُنة في لبنان، والتركيز فقط على حماية مناطقهم داخل البلاد.
وهذا الرأي "المعتدل يتصادم مع "الحرس الثوري" لأنه يعكس طريقة مختلفة للنظر في هدف ميليشيا "حزب الله". في حين أن الشيعة من اللبنانيين يرون الحزب كدرع ضد كل من إسرائيل وأي ظلم طائفي، تنظر طهران إلى الميليشيا باعتباره أداتها الاستراتيجية الخاصة في لعبة إقليمية كبيرة.
وهذا الاختلاف في النظر إلى ميلشيا "حزب الله، كان ولا يزال قائمًا في جنوب لبنان. وهو يمثل تحديًا كبيرًا لــ حسن نصر الله" في الوقت الحاضر، إذ يحاول الأخير تحقيق التوازن بين موقفه ويضع نفسه في مكان لا يسيء فيه لأي فصيل من الثلاثة فصائل داخل الميليشيا.
والتحدي الرابع الذي يواجه ميليشيا "حزب الله" هو بناء علاقات عملية خالية من الاحتكاك مع ضباط جيش الأسد والقادة في الميدان، في حين أن كل طرف لديه وجهة نظر وعلاقات مختلفة لبيئة العمليات، وتحدثت تقارير صحفية مراراً عن انعدام الثقة بين جنود النظام وضباطه بالمقاتلين من الميليشيا، والعكس صحيح.
وبالنسبة للتحديث الخامس فهو الحفاظ على جاهزية الميليشيا والانضباط التنظيمي الصارم، على الرغم من مشاركتها في سورية، من أجل قدرتها على الرد على أي هجوم إسرائيلي مفاجئ في حالة ما إذا قرر الجيش الإسرائيلي تسوية حساباته في جنوب لبنان.
أما التحدي الأخير هو إيجاد الغطاء السياسي المناسب لتورط الميليشيا في الحرب بسورية، في حين أنّ الجميع يحاول الحفاظ على أكبر قدر ممكن من الخط التقليدي للدعاية المعادية لإسرائيل والقومية والنهج غير الطائفي.
وتواجه الميليشيا ضغوطاً من داخل لبنان رافضة لتدخلها في سورية، وتعتبر كتل لبنانية سياسية أن الميليشيا جرت الويلات على لبنان جراء مساندتها للأسد في حربه ضد شعبه، فضلاً عن ترهل رواية الميليشيا في كونها جداراً يحمي لبنان من إسرائيل.
المصدر: 
السورية نت

0 التعليقات Blogger 0 Facebook

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

 
Syrian Revolution in Switzerland © 2018. جميع الحقوق محفوظة. اتصل بنا
Top