تواجد قوات المعارضة بالقرب من محافظة اللاذقية - أرشيف
سبت 08 أغسطس / آب 2015
مراد القوتلي - خاص السورية نت
تتزايد مخاوف نظام بشار الأسد مما قد يلحق بمحافظة اللاذقية، مسقط رأسه والمنطقة التي تشهد التواجد الأكبر لحاضنته في سورية، فضلاً عن كونها منطقة آمنة لجميع ضباط النظام والمسؤولين لما تحتويه من ترسانة وتحصينات عسكرية كبيرة.
لكن التطورات الأخيرة سواء الناجمة عن تحركات قوات المعارضة أو تلك الحاصلة داخل اللاذقية، باتت تؤرق نظام الأسد أكثر من مناطق أخرى ذات أهمية استراتيجية للنظام. وهناك 4 أدلة توضح خطورة الوضع في المحافظة لا يمكن للنظام تجاهلها بأي شكل من الأشكال، كما بات السكان المؤيدين يلحظونها ويتحدثون عنها جهراً.

تقدم المعارضة

تشكل الانتصارات التي تحققها قوات المعارضة في ريفي إدلب وحماه، ضربة مؤلمة للنظام وهاجساً كبيراً من وصول هذه القوات إلى عمق اللاذقية، وقد تمكنت الفصائل المنضوية في غرفة عمليات "جيش الفتح" خلال اليومين الماضيين تحقيق انتصارات هامة في سهل الغاب بريف حماه، إذ سيطرت على تلة وقرية "قرقور" وصولاً إلى قرية "المشيك"، وبذلك استطاع "جيش الفتح" فتح الطريق بين سهل الغاب وجبال اللاذقية.
وتأتي الأهمية الاستراتيجية لقرية "قرقور" في كونها صلة وصل بين مناطق ريف إدلب الغربي وسهل الغاب، وبين جبل الأكراد في ريف اللاذقية وسهل الغاب، وأيضاً فتح طريق جبل الزاوية إلى جبل الأكراد ومصيف سلمى في ريف اللاذقية.
واقتراب المعارضة من المناطق المرتفعة في اللاذقية يعني أن الكثير من القرى العلوية التي تعهد الأسد بالدفاع عنها باتت تحت مرمى نيران المعارضة، ناهيك عن إمكانية وصول قوات المعارضة من ريف إدلب إلى ريف اللاذقية عبر طريقين، الأول من خلال الأوتستراد الدولي الواصل بين ريفي المحافظتين، والثاني عبر خربة الجوز – اليعقوبية.
ولا بد من الإشارة هنا إلى المقاومة العنيفة والمعارك الكبيرة التي تخوضها قوات المعارضة في ريف اللاذقية بغية السيطرة على تلال استراتيجية قد تغير موازين القوى هناك كقمة النبي يونس التي تستميت قوات النظام في الدفاع عنها.
وتتواجد قوات المعارضة في ريف اللاذقية على خطوط تماس مع العديد من القرى العلوية، فعلى سبيل المثال تتواجد هذه القوات في قرية غمام تقع بالقرب من قرية حكرو التي يقطنها المؤيدون على مسافة 700 متر فقط.

قصف القرداحة

لعل أكثر ما يزعج نظام الأسد ويثير خشيته هو قصف قوات المعارضة لمدينة القرداحة بريف اللاذقية مسقط رأس بشار الأسد والمكان الذي يحتضن قبر والده حافظ. ووصول صواريخ المعارضة لهذه المدينة له رمزية ودلالات كثيرة، فهي تعني أن أماكن الحواضن الشعبية للنظام باتت في خطر أينما كانت، وأن قوات النظام باتت عاجزة اليوم عن حمايتها رغم كل وعود الأسد بالحفاظ على سلامة مؤيديه.
وتمكنت فصائل المعارضة خلال الأيام القليلة الماضية من قصف القرداحة أكثر من مرة بالصواريخ، وتحول قصف المدينة إلى ورقة ضغط في يد المعارضة، لإجبار النظام على التراجع عن حملات شرسة يشنها ضد المدنيين، كما حصل قبل أيام، حيث تعرضت القرداحة للقصف مقابل تخفيف النظام لقصفه على مدينة الزبداني بريف دمشق.
وفي نفس السياق، فإن المؤيدين في منطقة معسكر جورين المتاخم لمحافظة اللاذقية، كانوا أيضاً تحت مرمى نيران "جيش الفتح"، وقد شهدت القرى المحيطة من أبناء الطائفة العلوية حالة من الرعب الحقيقي بعد أن عجز النظام عن صد هجوم المعارضة.

فقدان الثقة

ومع توالي هزائم قوات النظام في مناطق سورية عدة، بات يتشكل لدى مؤيدي النظام قناعة بأن النظام لم يعد قادراً على حمايتهم، ويتعاظم هذا الشعور في المناطق الساحلية، التي باتت الكثير من العائلات فيها ترفض إرسال أبنائها إلى جيش النظام للقتال في صفوفه لأسباب عدة، منها عودة معظم المقاتلين أمواتاً من المعارك، بالإضافة إلى تفضيل المقاتل الأجنبي على المقاتل السوري.
وانعكست مظاهر انعدام الثقة في النظام، مع ظهور تشكيلات عسكرية من أبناء الساحل بعيداً عن جيش النظام، مهمتها حماية القرى العلوية، كميليشيا لواء "درع الساحل" الذي يرفض المقاتلون فيه القتال في قوات النظام، بالإضافة إلى تشكيل لجان شعبية مهمتها حماية الأحياء المؤيدة بعد غياب الأمن عن أحيائهم.
ومع ظهور هذه التشكيلات يفقد نظام الأسد جزءاً كبيراً من السيطرة على المحافظة التي يخشى من انفجار المؤيدين فيها، الذين باتوا يشعرون بأنهم ورقة يستخدمها النظام في حربه ضد المعارضة، وسط إحساس بأنهم الخاسر الوحيد من هذه المعركة.

الاحتقان الداخلي

ومن الأدلة الأخرى على خوف النظام من تطورات الأوضاع في اللاذقية، حالة الاحتقان الداخلي في المحافظة، الناجم عن تجاوزات المتنفذين وزعماء الميليشيات التي تحكم المحافظة، إذ باتت انتهاكاتهم تطال المؤيدين قبل المعارضين.
وأول أمس ضجت اللاذقية على وقع حادثة قتل سليمان الأسد ابن هلال الأسد (قائد ميليشيا الدفاع الوطني سابقاً في اللاذقية) للعميد المهندس في قوات النظام، حسان الشيخ، وذلك بسبب خلاف بينهما على أحد الحواجز في اللاذقية.
وأثارت هذه الحادثة استياء المؤيدين الذين طالبوا بشار الأسد بإنزال حكم الإعدام بحق سليمان الأسد، وانتشرت على صفحات التواصل الاجتماعي أمس منشورات لكثير من المؤيدين يشتكون من حالة الفلتان الأمني الذي تشهده المحافظة وسط غياب سلطات الأسد.
ويشكل هذا الأمر خطورة كبيرة خصوصاً إذا خرجت الانتهاكات عن حدها بما ينذر في اقتتال داخلي بين العائلات العلوية المتنفذة صاحبة النفوذ في اللاذقية، وهو ما يخشى النظام حدوثه لما سينجم عنه من فوضى عارمة قد تضر بمصالحه هناك؟
المصدر: 
خاص - السورية نت

0 التعليقات Blogger 0 Facebook

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

 
Syrian Revolution in Switzerland © 2018. جميع الحقوق محفوظة. اتصل بنا
Top