في برقية للملك.. "بشار الجعفري" يستجدي السعوديين للتواصل مع نظامه بالشكل والمستوى والمكان الذي يريدون

فيما كان يهاجمها بأقسى الألفاظ علنا، كان مندوب النظام الدائم "بشار الجعفري" يتزلف -في السر- إلى السعودية محاولا خطب ودها، وإعادة مياه العلاقات معها إلى مجاريها السابقة، وفق ما أكدت وثيقة رسمية، مرفوعة إلى الملك "عبدالله بن عبدالعزيز".

الوثيقة الموقعة باسم رأس الدبلوماسية السعودية "سعود الفيصل"، أبلغت الملك أن مندوب المملكة الدائم لدى الأمم المتحدة "عبدالله المعلمي" التقى على هامش إحدى المناسبات الاجتماعية مندوب النظام "بشار الجعفري".

وقالت الوثيقة إن مندوب النظام اقترح إعادة التواصل بين نظامه والسعودية، بأي شكل من الأشكال "سريا أو علنيا، حسب رغبة المملكة"، وأن يكون هناك لقاء "رفيع" بين مسوؤلين من الطرفين، في "أي مكان تقترحه المملكة، وعلى أي مستوى تحدده".

ويبدو من ترك أمر شكل اللقاء ومكانه ومستواه لرغبة المملكة وإرادتها، أن "الجعفري" كان بالفعل مستميتا لإعادة التواصل مع السعودية بأي ثمن، وهو ما يناقض خطاباته وخطابات نظامه المليئة بألفاظ التعالي على السعوديين خصوصا.

وفي محاولة لخلط الأوراق، قال "الجعفري" إنه "يدرك أن هناك اختلافا كبيرا في وجهات النظر، وربما قصورا لدى كل الأطراف في معرفة الحقائق من جوانبها المختلفة، وأنه يؤمن أن المملكة وسوريا لا يمكن أن تكونا مختلفتين في المبادئ والأهداف، وأن البلدين في حاجة إلى التواصل".

واللافت أن "الجعفري" افتتح حديثه مع المندوب السعودي، بنفس المفردات التي اعتاد النظام ترويجها طوال عقود، من حرصه على المصالح القومية للعرب، "مشيرا إلى مواقف سوريا تجاه المملكة ودول مجلس التعاون، حيث شاركت في حرب تحرير الكويت، وأيدت المملكة في قتالها ضد الحوثيين كما ساندت الإمارات العربية المتحدة في مطالبتها بالجزر الثلاث التي تحتلها ايران، وأن سوريا لا تسمح لعلاقاتها الدولية بأن تكون على حساب انتمائها القومي والتزاماتها تجاه أشقائها العرب".

ويبدو أن المندوب السعودي كان واعيا تماما لتناقض كلام "الجعفري" مع أفعال نظامه، الذي لم يترك خلال السنوات الأخيرة فرصة لتشويه سمعة السعودية أو ضرب استقرارها إلا استغلها، فضلا عن رهنه مقدرات سوريا لإيران، لتتحول شعارات "القومية" على يدي بشار الأسد إلى بضاعة كاسدة، بعد أن كان والده حافظ ماهرا في تسويقها.

وكان رفض المندوب السعودي لعرض "الجعفري" مهذبا ومختصرا وقويا في نفس الوقت، حيث بين ثبات سياسة المملكة تجاه الشأن السوري، قائلا إن هذه السياسة "تنبع من حبها العميق للشعب السوري، وحرصها على سلامته وأمنه".


المصدر . زمان الوصل

0 التعليقات Blogger 0 Facebook

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

 
Syrian Revolution in Switzerland © 2018. جميع الحقوق محفوظة. اتصل بنا
Top