انقطاع الكهرباء في دمشق - أرشيف
السبت 25 يوليو / تموز 2015
كرم منصور - خاص السورية 
عانت العاصمة دمشق أمس إضافة إلى محافظتي درعا والسويداء، انقطاعاً مفاجئأً  للتيار الكهربائي عند الساعة الثانية من منتصف الليل ليغرق جنوب سورية من دمشق حتى الحدود الأردنية بظلام دامس.
وامتد الانقطاع حتى الساعة 12 صباحاً، حيث بدأت العودة التدريجية للكهرباء إلى بعض أحياء العاصمة، بينما لا يزال التيار الكهربائي غائب عن الريف الدمشقي وسائر المنطقة الجنوبية، حتى لحظة كتابة هذا التقرير.
انقطاع التيار الكهربائي أتى خارج إطار التقنين المعتمد في معظم مناطق النظام الذي يقوم على 4 ساعات بلا كهرباء مقابل ساعتين من النور، بينما يغيب التيار بشكل كامل عن المناطق التي تسيطر عليها المعارضة.
ويأتي هذا الانقطاع في ظل موجة حرّ قاسية تشهدها العاصمة، حيث تصل درجات الحرارة فيها إلى 43 درجة، وشح بالمياه، إضافة إلى الكثافة السكانية العالية، نتيجة نزوح السكان من المناطق التي تشهد اشتباكات عسكرية باتجاه العاصمة دمشق.
وأدى انقطاع الكهرباء إلى شلل جزئي للحياة في دمشق، حيث يقول "أبو راتب" (43 عاماً) والذي يقطن في حي الزاهرة لـ"السورة نت": "عند انقطاع الكهرباء تنعدم جميع أسباب الحياة، تتوقف المياه عن الوصول إلى منازلنا بسبب عدم وجود الكهرباء اللازم لتشغيل المضخات، وخصوصاً في الأبنية الطابقية المنتشرة هنا، ولا يمكن احتمال هذا الحر الشديد من دون تشغيل المراوح أو دون وجود ماء بأسوء الأحوال."
بينما رأى عماد (33 عاماً) وهو نازح من الريف الدمشقي أن انقطاع التيار الكهرباء يأتي في سياسة إذلال النظام للمواطنين، ويقول: "أعتقد أن النظام يستخدم انقطاع التيار الكهربائي كسلاح لتطويع الناس، وإلهائهم عن المطالبة بحقوقهم السياسية، ليصبح جميع الأفراد منشغلين بتأمين حاجاتهم الأساسية من ماء وغذاء وكهرباء، دون الالتفات إلى حقوقهم الباقية، ليكون توفر الماء والكهرباء والغذاء هو حلم للمواطن السوري".
ويختم عماد تصريحه لـ"السورية نت" بالإشارة إلى أنه "منذ أيام المظاهرات الأولى في 2011 نعلم أن النظام يقوم بقطع الكهرباء عن المناطق الثائرة في أول خطوة له لقمع الاحتجاجات".
معاناة انقطاع الكهرباء انعكست أيضاً على الحياة الاقتصادية للمواطنين، إضافة إلى توقف عدد كبير من المهن عن العمل كتلك التي تنجر في المعامل، أو الحرف اليدوية (النجارة والحدادة)، فقد لوحظ في دمشق انتشار تسعيرات جديدة لكثير من السلع في حال كان موجود الكهرباء، واذا كانت غير موجودة.
"أبو سامر" حلاق في منطقة ركن الدين يقول: "وضعت لوحة أسعار للحلاقة في حال غياب الكهرباء، وفي حال وجودها. إذا أتى الزبون خلال وجود الكهرباء يكون سعر الحلاقة 350 ليرة، بينما إذا أتى خلال غياب الكهرباء ترتفع التسعيرة إلى 500 ليرة سورية، لأنني أقوم بتشغيل المولدة، كي تعمل مكانات الحلاقة".
كما أدى زيادة التقنين الكهربائي إلى نشاط تجارة المولدات والبطاريات والمصابيح التي باتت معروفة بإسم "الليدات".
ومن جهة ثانية عانى أهالي العاصمة دمشق في بعض المناطق (باب توما، باب شرقي، الزبلطاني) من انتشار روائح كريهة، إضافة إلى انتشار عدد من الحشرات الطائرة بسبب احتراق وتفسخ النفايات المتراكمة في باب شرقي، نتيجة الشمس الحارقة وارتفاع درجات الحرارة.
المصدر: 
خاص - السورية نت

0 التعليقات Blogger 0 Facebook

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

 
Syrian Revolution in Switzerland © 2018. جميع الحقوق محفوظة. اتصل بنا
Top