الفرقة 17 وجرحها المفتوح.. حكاية مساعد أول وجنديين فتك بهم السرطان، وحاصرهم النكران

قبل نحو عام سقطت "الفرقة 17" في الرقة، وختم ملف حاول النظام "أسطرته" إعلاميا بخيبة أمل كبيرة، لمسها الموالون من أهالي وأقارب عناصر الفرقة الذين توزعوا بين قتيل وأسير وشريد هائم بين القرى لايعرف مصيره.

وقتها اشتعلت نار غضب عارم على النظام في أوساط مواليه، جاءت أخبار فرار الضباط ذوي الرتب الرفيعة بالطائرات و"خيانات الكبار" لتكون بمثابة زيت يزيد اشتعال تلك النار، ويعمق الجرح الذي ما زال ينزف وينزف رغم مرور عام على السقوط.

ولعل آخر ما سال من هذا الجرح، الذي حاول النظام كأي جراح فاشل إغلاقه على كل ما فيه من قيح، هي تلك الأنباء عن مجموعة من عناصر الفرقة بينهم مساعد أول، قضوا في ظروف مأساوية من الإهمال والنكران، بعدما قاتلوا طويلا في سبيل النظام وبقائه.

تقول ابنة المساعد الأول إن والدها التجأ كغيره من جنود النظام إلى الفرقة 17 بعدما سقطت الرقة في آذار/مارس 2013، وعاش معظم هؤلاء ظروف حصار قاسية في مقر الفرقة لمدة تقارب عامين، في مقابل تنعم ضابط الفرقة الكبار، الذي كانوا يتاجرون بما يصلهم من إمدادت عبر الطيران.

أصيب المساعد الأول 3 مرات، ما جعل حالته تتردى، وعندما حاول النظام إخلاءه أصابه بشلل تام، نتيجة الإهمال في اتباع الخطوات اللازمة لنقل مصاب بمثل حالته، لكن المصاب المشلول وصل في النهاية إلى مشفى تشرين العسكري في دمشق.

في مشفى تشرين، اتضحت الصورة الحقيقية لتعامل النظام مع عناصره الذين يضحون لأجله، فلم تشفع للمساعد المصاب كل جروحه (شق وكسور بالأضلاع، كسر في اليد والكتف الأيسر، كسر باليد اليمنى، كسر في الرجل اليسرى، كسر في الحوض).

لكن الطامة الكبرى جاءت مع اكتشاف إصابته بسرطان ناجم عن تناول مياه مزرنخة (فيها نسبة عالية من الزرنيخ)؛ ما جعل الأطباء مندهشين من بقائه على قيد الحياة مع وجود نسبة مرتفعة من الزرنيخ، فتحت للسرطان الباب ليستوطن في خلاياه، ويدمرها، ويجهز عليه لاحقا.

ومع كل هذه الأمراض والإصابات التي تلقاها أثناء وجراء خدمته في جيش النظام، إلى أن أطباء النظام المشرفين على حالته قرروا أن السبب المباشر لوفاته هو "صدمة إنتانية" من جرح سابق، وهو ما حرمه من لقب "شهيد" و"امتيازاته" التي ينالها ذووه من تعويضات ورواتب.

لكن المساعد الأول لم يكن الوحيد في ساحة الإهمال والنكران، فمثله آخرون ممن شربوا مياها زرنيخية وهم يدافعون عن النظام في الفرقة 17.

فقد فرح ذوو وأقارب أحد جنود الفرقة برجوعه إليهم "سالما"، لكنه ولكنهم ما لبثوا أن اكتشفوا أن هذه "السلامة" ظاهرية، عندما بدأ السرطان يغزو جسد الجندي، ليضعه على طريق المساعد الأول.. طريق الموت إهمالا، والنكران الذي يحرمه لقب "شهيد" فيجرد أهله من كل "تعويض".

ومثل هذا الجندي، جندي آخر ممن "عادوا بسلامة" من الفرقة 17، فقد فتك السرطان الذي لايعرف المحاباة و لادعايات الانتصار الوهمي بجسده.

تقول ابنة المساعد الأول إن أباها ورفاقه من العناصر شربوا مياه مزرنخة بينما كان ضابط الفرقة الكبار يشربون مياها معبأة بالقوارير، معلقة: "... هدول المسؤولين الميدانيين يلي كانو يبيعوا أكلون يلي ترميه الطيارات، هدول المسؤولين الميدانيين يلي كانوا يشربوا مي بقين من يلي ترميه الطيارات، ويعملو مازا وويسكي إلهون ولحاشيتون وباقي عناصر الفرقة مقضايينها اليومين والتلاتة ععلبة معلبات وبالأوقات الأصعب أكلو العشب وشربوا من مياه المنطقة الزرنيخية.. الزرنيخية وغيرون بقين".

المصدر . زمان الوصل

0 التعليقات Blogger 0 Facebook

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

 
Syrian Revolution in Switzerland © 2018. جميع الحقوق محفوظة. اتصل بنا
Top