نعى مثقفون ومعارضون سوريون السياسي والكاتب السوري حديثة مراد، الذي توفي يوم الخميس، 23 من آب.
وكتبت ابنة الراحل منال مراد، عبر صفحتها في “فيس بوك”، “ببالغ الأسى
وبتسليم بقضاء الله وقدره، أنعي لكم والدي أبو علي حديثة مراد، سائلة
المولى ألا يفجعكم بعزيز”.
وحديثة مراد هو من مواليد جبل العرب، اعتقله الرئيس السوري السابق، حافظ
الأسد، بعد انقلاب تشرين الثاني عام 1970، بعد أن كان من قياديي حزب
“البعث”.
وبقي معتقلًا في سجن المزة مدة 23 عامًا من دون محاكمة، إلى أن أطلق سراحه بعد أن تجاوز الـ60 من عمره.
ومراد هو بعثي قديم، عاصر قدامى حزب “البعث” وأساتذته الكبار، مارس
السلطة بعد انقلاب 23 شباط عام 1966، الذي أطاح برئيس الدولة أمين الحافظ
وبالقيادة القومية لحزب البعث.
صار قائدًا للحرس القومي، وعضوًا في القيادة القطرية بين عامي 1966 و1970.
واعتقل بعد الانقلاب الذي قاده الأسد في 16 من تشرين الثاني عام 1970، بحسب توثيق الكاتب الطاهر إبراهيم، في موقع مركز الشرق العربي.
كتب عدة مؤلفات عن تجربته في الاعتقال هي “كي ينتصر وعي التحرر”،
“تجربتان سلطة واعتقال”، و”الواقع العربي”، وأسس مع مجموعة من رفاقه
“التيار الديمقراطي العربي”.
ومراد ليس البعثي الوحيد الذي ناله أذى النظام، فكل من أضحى خارج السلطة عام 1970 ناله شيء من الاعتقال أو الاغتيال.
وكان المؤسسان الأولان لحزب “البعث” في طليعة ملاحقة الأسد، وهما ميشيل
عفلق، الذي هرب إلى العراق ومات فيه، وصلاح البيطار الذي هرب إلى باريس
فتعقبه النظام السوري إلى هناك واغتاله عام 1980، لأنه كتب مقالًا انتقد
فيه ما كان يجري من إرهاب السلطة في سوريا بفعل تغول الأجهزة الأمنية.
كما هرب اللواء محمد عمران، وزير الدفاع في بداية حكم حزب “البعث”، إلى بيروت فاغتيل فيها.
واعتقل نور الدين الأتاسي، رئيس الدولة الأسبق، بعد “الحركة التصحيحية”،
وبقي حتى عام 1992، وخرج بعدما أنهكه المرض ليطلق سراحه ويموت بعد شهر
واحد.
|
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 التعليقات Blogger 0 Facebook
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.