جدد تصريح رئيس "التيار الوطني الحر" وزير الخارجية والمغتربين في الحكومة اللبنانية جبران باسيل بشأن عودة الحياة السياسية بين لبنان وسوريا، الجدل اللبناني حول المحاذير من التواصل مع نظام بشار الأسد، وهو نقاش لا يحظى بإجماع اللبنانيين.
 وينظر تكتل "لبنان القوي" الذي يرأسه باسيل، بإعادة العلاقة مع نظام الأسد، بوصفه "مصلحة لبنانية" على ضوء المساعي لإعادة النازحين السوريين وتفعيل خط التصدير البري للمنتجات اللبنانية عبر الأراضي السورية إلى العالم العربي، فيما ينظر إليه معارضو العلاقة مع النظام على أنه "مطلب شخصي" ويؤكدون أن القرار للحكومة.
وقال باسيل إن "كل الطرقات بين لبنان وسوريا، سوريا والعراق، سوريا والأردن، ستفتح وسيعود لبنان إلى التنفس من خلال هذه الشرايين البرية، كما ستعود الحياة السياسية بين سوريا ولبنان".
ويعارض فرقاء لبنانيون، في مقدمتهم "تيار المستقبل" وحزب "القوات اللبنانية" و"الحزب التقدمي الاشتراكي" ترميم العلاقة مع نظام الأسد، ويعتبرونها تطبيعاً للعلاقات مع النظام.
"القرار في يد الحكومة"
وانقسمت الحكومة اللبنانية التي تحولت إلى حكومة تصريف أعمال، في أغسطس/ آب الماضي، حول العلاقة مع النظام، وزيارة الوزراء اللبنانيين إلى دمشق تلبية لدعوة النظام للمشاركة في افتتاح "معرض دمشق الدولي"، لكنها تجنبت النقاش حين اعتبرت أن "زيارة الوزراء شخصية"، من غير أن تتبنى زيارتهم.
وقال وزير الدولة لشؤون النازحين معين المرعبي لصحيفة"الشرق الأوسط"، إن العلاقات مع النظام موضوع منوط بمجلس الوزراء مجتمعاً، مشدداً على أن "الحكومة الجديدة هي التي تتخذ القرار بذلك، وليس الوزير باسيل"، لافتاً إلى أنه "من المعروف أن الحريري كان يقف في وجه كل الضغوط التي تحاول فتح علاقات طبيعية مع النظام  بالنسبة للنازحين وغير النازحين، ورأيه بات معروفاً من زيارة بعض الوزراء الذين لم تكلفهم الحكومة اللبنانية بزيارة دمشق وذهبوا إليها بصفة شخصية".
وإذ ذكّر المرعبي بأن الحكومة الحالية في تصريف الأعمال هي حكومة ائتلافية، شدد على أن الحريري "يرفض رفضاً قاطعاً فتح أي قناة للتواصل مع النظام تتخطى الحدّ الأدنى اللازم المرتبط بتنسيق أمني أو تواصل بشأن ضبط الحدود وأمور مشتركة أخرى يتولاها مستوى معين من الموظفين ولا يتم على مستوى الوزراء أو الحكومتين".
وقال المرعبي: "أصلاً النظام السوري لا يعترف بالنظام اللبناني وبالحدود وبالبلدين"، لافتاً إلى أن "رفضه ترسيم الحدود هو ما سهل دخول حزب الله وخروجه بسهولة مطلقة إلى سوريا بآلياته وميليشياته، كما أدى إلى زيارة أعضاء في الحشد الشعبي المجرم إلى الحدود اللبنانية الجنوبية مع فلسطين".
وأضاف: "لا أعتقد أن المجتمع الدولي بصدد فتح علاقات مع دمشق، ولن يرحب بإراحة النظام من الضغوط، ما يعني أن مطلب باسيل هو تماهٍ مع الحلف بين إيران والنظام السوري والفريق الذي يمثلهم في لبنان".
وأكد المرعبي أن موقفه الشخصي يؤكد أنه "من المعيب أن تقام علاقات دبلوماسية طبيعية بين الدولة اللبنانية ومجرم دمر بلده وشعبه واستخدم الأسلحة المحرمة تجاه المدنيين العزل"، ولا يشرف اللبنانيين والدولة علاقات على هذا المستوى.
"رغبات شخصية"
من جهته، رأى عضو كتلة "اللقاء الديمقراطي" النائب أكرم شهيب، أن تصريحات باسيل تعبر عن "رغبات شخصية ولا تلزم أحداً في لبنان"، معتبراً أن هذا الموقف غير مستغرب من قبل باسيل، لكنه موقف يمس شريحة واسعة من اللبنانيين الذين لم ينسوا ما فعله هذا النظام الذي أمعن في قتل أبناء شعبه، كما لم يرحم لبنان ماضياً، ولن يرحمه مستقبلاً إذا أتيحت له الفرصة مجدداً.
وأكد شهيب في تصريح لـ"الشرق الأوسط"، أن لبنان جزء من المنظومة العربية، وموقفه من العلاقات مع نظام الأسد يمر أولاً عبر توافق داخلي على طاولة مجلس الوزراء الذي ينبع منه القرار اللبناني، لا من الأحلام والمصالح الشخصية، ومن جهة أخرى لا بد لأي موقف أن ينسجم مع قرارات الجامعة العربية التي اتخذت موقفاً بمقاطعة هذا النظام.
وأردف شهيب: "أما إذا كان معاليه (باسيل) مستعجلاً على إعادة العلاقات، فعليه ربما أن يحاور وزارة الخارجية الروسية، إن لم نقل وزارات دول أخرى". 

0 التعليقات Blogger 0 Facebook

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

 
Syrian Revolution in Switzerland © 2018. جميع الحقوق محفوظة. اتصل بنا
Top