تشهد مدينة #حلب حالة من الفلتان الأمني نتيجة إطلاق يد مجموعات ما تسمّى بـ “الشبّيحة” واللجان الشعبيّة المسلّحة، وذلك في مختلف أحياء مدينة #حلب والتي تمارس سلطتها على المدنيّين بدون أي رادع أو رقابة.
فالانتهاكات التي ترتكبها عناصر تلك الميليشيات في حلب بلغت خلال الأسابيع الأخيرة حداً غير مسبوق، وصلت إلى تنفيذ عمليات سطو وسرقة إضافة إلى فرض أتاوات على أهالي المدينة لا سيما في الأحياء الشرقية، التي بسطت قوّات النظام سيطرتها عليها مع نهاية عام ٢٠١٦.
انتهاكات “#شبيحة حلب” لم تكن أولها حوادث القتل والسلب، ولم تنته عند حوادث السطو على البيوت وفرض الأتاوات، فقد انتشرت خلال الشهر الماضي حوادث الاختطاف بحق الأطفال والفتيات في احياء المدينة الشرقيّة.
يقول أحمد أبو سعيد وهو أحد سكان المنطقة الشرقية في حي الكلاسة بحلب إن أهالي تلك المنطقة أصبحوا يتجنبون الخروج مساءً خوفاً من تلك المجموعات المنتشرة في مختلف الحارات، مشيراً إلى قيامهم بسرقة البيوت الفارغة إضافة إلى فرض أتاوات على المارّين عبر حواجزهم المنتشرة في كافة أرجاء الأحياء الشرقية من المدينة.
ويضيف أبو سعيد خلال حديثه “منذ أسبوعين سمعنا عن اختطاف طفلين من منطقة الفردوس، هنالك حوادث خطف للعديد من الفتيات حصلت خلال الشهر الماضي، لا يوجد أي رادع للشبيحة عن أفعالهم الشنيعة في المدينة، إنهم يتهمون أهالي الأحياء الشرقية باحتضانهم للإرهاب لكي يبررون لأنفسهم ما يفعلونه”.
ويؤكد المواطن الحلبي “أحمد” أنه شاهد بعينه كيف يتم فرض #أتاوات على جميع السيارات والشاحنات التجارية، خلال المرور عبر حاجز يتبع للشبيحة في منطقة الكلاسة، علاوةً على احتلال تلك المجموعات لعشرات المنازل والمحال التجاريّة دون أخذ الإذن من أصحابها، مشيراً إلى أن شيئاً لا يستطيع الأهالي فعله إزاء تلك التصرفات العلنيّة بسبب نفوذ تلك المجموعات المسلحة في المنطقة.
الانفلات الأمني الكبير التي شهدته مدينة حلب على مدى الأشهر الماضية، دفع الشرطة العسكريّة وفرع المخابرات الجويّة التابعين للنظام، إلى شن حملة أمنية استهدفت إحدى تلك المجموعات في حي الزبديّة وسط المدينة.
ووفقاً لمصادر محليّة فإن عناصر الشرطة العسكريّة داهمت حي الزبدية منذ نحو أسبوع، لتعتقل عدداً من المشتبه بهم ممن ينضوون في صفوف مجموعات اللجان الشعبيّة، ما أسفر عن وقوع اشتباكات بالأسلحة الفرديّة، تمكنت بعدها الشرطة العسكريّة من اعتقال المطلوبين.
ووفق المصادر فإن قوّات النظام عمدت إلى طرد إحدى مجموعات الشبيحة والتي تعرف باسم مجموعة “العناجرة” إلى خارج المدينة، وأجبرتها على التوجه إلى منطقة جبرين شمالي غربي حلب.
الإهمال الكبير والمتعمّد للأحياء الشرقيّة في مدينة حلب من قبل قوّات النظام، جعل من تلك المناطق فريسة سهلة لمجموعات الشبيحة واللجان الشعبيّة والتي تحوي في صفوفها غالباً اللصوص والمتسكعين، فجيش النظام وكافة الأفرع الأمنية أصبحت تنظر لتلك المناطق على أنها “بؤرة الإرهاب” رغم تمكنها من السيطرة عليها وإنهاء وجود المعارضة المسلحة فيها قبل نحو عام ونصف.
يقول الناشط الإعلامي عمّار خطيب إن قوّات النظام فقدت السيطرة على المجموعات التي جنّدتها سابقاً لخدمتها في قمع الحراك السلمي والمسلح ضد النظام في سوريا عموماً وفي حلب خصوصاً، ويضيف “حتى وإن تمكن النظام من السيطرة على المناطق، ستبقى تلك الميليشيات تعبث بأمن الأهالي لا سيما في المناطق التي تخرج المعارضة منها وتعود إلى سيطرة النظام”.
|
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 التعليقات Blogger 0 Facebook
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.