للمرة الأولى منذ سنوات واجهت ميلشيا (حزب الله) اللبناني خطر وصف بالمصيري قبل أيام ، وذلك عقب انتفاض الحاضنة الشعبية للميلشيا في أهم معاقلها بضاحية بيروت الجنوبية، وقد اتهم المنتفضين قادة الميلشيا (حسن نصرالله) بخداعهم خلال السنوات الماضية، وبأنه هو من يرسل أبنائهم للموت في سوريا، موجة الاحتجاجات أتت عقب أزالت السلطات اللبنانية لمخالفات في ضاحية بيروت.
لمعرفت حقيقة ما جرى في ضاحية بيروت الجنوبية كان لـ (الهيئة السورية للإعلام) الحوار الآتي مع الصحفي اللبناني جيري ماهر .
ما هو السبب الحقيقي لانتفاضة حاضنة ميلشيا حزب الله؟ جيري ماهر : الحاضنة الشعبية للحزب تعتمد على مجموعة الخدمات المقدمة من قبل الحزب لهم وهي الخدمات الطبية و المعيشية، بالإضافة لسماح الحزب للحاضنة الموالية له بممارسة بعض الأعمال و النشاطات التي تعتبر مخالفة للقوانين اللبنانية تحت غطائه، وهذه المبررات كانت هي الدافع الحقيقي لسكوت الحاضنة.
وأَضاف إن الحزب كان مع كل أرتفاع لصوت الحاضنة يقوم بمنحهم محال غير مرخصة، كما شاهدنا بحي (السلم) بضاحية بيروت الجنوبية، وهذه الأراضي لها أصحاب، ومقابل هذه الامتيازات كان الخضوع من قبل الحاضنة للحزب، وسكوت على تجاوزات الحزب أتجاه حاضنته وفي المنطقة.
هل من الممكن أن تتكرر الحادثة على نطاق أوسع؟
بالتأكيد كون معظم حاضنة الحزب تعتمد على الدعم المالي مقابل الولاء له، والحزب اليوم يمر بوضع مالي سيء وميزانتيه انخفضت، وأي تحركات لمواجهة الحزب ستكون من داخل البيئة الحاضنة له، وأشعال هذه الحاضنة ليس بالأمر الصعب، كل ما نحتاجه هو دعم هؤلاء الناس لكي تحلو عن الحزب ، والحاضنة تعترف بأنه لو كان الوضع المالي لها أفضل لما أرسلت شبابها إلى جبهات القتال في سوريا، فالحزب يخرج الأطفال من أعمار 13 و 14 عام من المدارس و يرسلهم للقتال في سوريا، كون الميلشيا ترغب بجعل هذه الحاضنة غير متعملة ولا تملك أي مهنة كي يتم تأسيس الأطفال على يدها، ويتم دفع الرواتب لهم، وهذا المال بالنسبة للشبان الذين لا يملكون أي شهادة أو مهنة تعتبر كنز.
وماهو راتب المقاتل في سوريا؟
أحد أبناء قيادات الحزب أكد لي قبل فترة أن راتب المقاتل في سوريا لا يتجاوز 800 دولار أمريكي، وهذا قبل أن يتم التخفيض الأخير لميزانية الحزب ، بالإضافة أن كل حزب لبناني موالي لـ (حزب الله) يحصل على ميزانية شهرية، فمثلا (وئام وهاب) كان يحصل على مبلغ 300 ألف دولار مقابل شراء بيئة موالية للحزب في جبل لبنان، اما اليوم فكل ثلاثة أشهر أصبح يحصل على هذه الميزانية نتيجة مازق الحزب المالي ، كما أن تخفيض الميزانية وصل إلى الطبابة، فلم تعد تعطى للأفراد وأصبحت للأسر، وحتى مقاتلين الحزب تم تخفيض التأمين الصحي لهم من 100 في المئة إلى 40 في المئة، وهذا أيضا نتيجة تخفيض إيران لميزانية الحزب، بالإضافة للعقوبات الدولية و الحصار الاقتصادي للحزب من قبل الخليج العربي.
هل هنالك اختلاسات داخل الميلشيا؟
بالتأكيد وهذا مادفع أحد قادة (الحرس الثوري) الإيراني للقدوم لبيروت، وتسلم غرفة العمليات المسؤولة عن الأموال والصرف ليكتشف وجود اختلاسات ضخمة، وطالب من قادة الحزب بيع سيارتهم و قصورهم في لبنان للصرف على الحزب، وهم محاصرين في غرفة العمليات التابعة لهم من قبل الإيرانيين عقب الاختلاسات الأخيرة.
هل هذه الأزمة ستؤدي لانسحاب الحزب من سوريا؟
بالطبع هذا السبب بالإضافة لأسباب أخرى، ومنها استهداف الحزب أصبح موجود على جدول أعمال الإدراة الأمريكية و السعودية، وصولاً إلى البقاع اللبناني، إمكانية أشعال الحرب من الجنوب مع إسرائيل كل هذه الأسباب مجتمعة تعجل بخروج الحزب من سوريا، وكل عنتريات الحزب هي آخر نفس له، والقادم بالنسبة للحزب مخيف.
يشار إلى أن حزب الله اللبناني الإرخابي هي مليشيات طائفية تتبع لإيران وتعتبر الذراع العسكري لها من أجل استكمال المخطط الفارسي للسيطرة على المنطقة العربية ، وزعزعة أمنها واستقرارها .
|
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 التعليقات Blogger 0 Facebook
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.