سيلفا مصطفى- عارف سليمان
حلب- أراد ابن مصر أن تكون له بصمته في مقاومة حي الشيخ مقصود، ولهذا التحق بصفوف الثورة، فدافع عن الحي والشعب، وكان حلمه أن ينشر فكر فلسفة قائد الشعب الكردي عبد الله أوجلان بين أهله وأقربائه في مصر، والتحق بقافلة مناضلي الحرية أثناء مشاركته في حماية حي الشيخ مقصود، ليتحول من مقاتل إلى مناضل أممي.
المناضل الأممي سيد عبد العزيز محمد حامد ولد في منطقة الصعيد في الجمهورية المصرية في عام 1955م، ترعرع في كنف عائلة محافظة من الناحية الدين، والعادات والتقاليد المصرية القديمة.
المناضل الأممي سيد عبد العزيز الشاب الوحيد لوالديه عبد العزيز حامد المصريةوسارا حامد، ولديه 3 شقيقات، ولكنه الأصغر بينهم.
انقتلت عائلة حامد التي كانت تعيش في محافظة جنة بالصعيد إلى العاصمة المصرية القاهرة بسبب سوء وضع العائلة المادي، ورغبة من الأب العمل في العاصمة لتحسين وضعهم المعيشي.
المناضل سيد، كان الابن المدلل لدى العائلة بأكملها، ومنذ صغره كان محباً للعلم والمعرفة، ولكن بسبب الظروف المادية الصعبة للعائلة، اضطر المناضل لترك المدرسة بعد أن أنهى المرحلة الابتدائية، ليعمل مع أبيه في الأعمال الحرة، ليساعد عائلته.
تحمل المناضل سيد مسؤولية العائلة منذ الصغر، وبعد أن كبر قرر العمل لوحده، ولهذا اختار مهنة الدهان، لتكون مصدر رزقه، فاتخذها حرفة له.
تزوج سيد من ابنة عمه دلعانة حامد وبعد مرور سنة من زواجه رزق بطفل وأسماه عبدو، ولكن بسبب عدم تمكنه من تلبية متطلبات عائلته، قرر السفر إلى العراق للعمل هناك، وترك عائلته في مصر.
بقي المناضل سيد فترة بالعراق وبعدها لم تتيسر له الحال وقرر السفر مرة أخرى في عام 1999م عن طريق أحد أصحابه والذي يدعى عبد اللطيف عكش والذي ساعده بمصروف السفر واختار من مدينة حلب السورية بلداً كي يعمل فيها، قطن سيد في بداية وصوله لمدينة حلب في شارع الزهراء بحي الخالدية وعمل كحارس في إحدى المعامل في منطقة الطعانة بطريق الباب.
تزوج سيد مرة أخرى في عام 2000م من إحدى النساء السوريات وتدعى زوجته الثانية حياة محمد من قرية الزربة والتي تقطن في حي الشيخ مقصود من مدينة حلب اذ تعرف عليها عن طريق بعض رفاقه في العمل وسكن سيد مع زوجته الثانية في مكان عمله.
بقي سيد يعمل كحارس في المعمل لمدة 12عاماً،وخلال هذه الفترة لم يشعر سيد بالغربة، أو انه بعيد عن أهله، فقد كان محباً لجيرانه وأصحابه ويساعد الجميع قدر الإمكان.
مع اندلاع الثورة السورية ووصولها إلى مدينة حلب في عام 2012 وتوتر الأوضاع من قصف يومي واشتباكات ودخول المسلحين للمدينة ترك سيد المعمل حرصاً على سلامة عائلته.
وبدأ بالنزوح من حي لآخر وقطن في كل من الميسر والشعار لكنه لم يجد الأمان الذي يبحث عنه، وبعد ذلك وفي عام 2013م انتقل للعيش في حي الشيخ مقصود القسم الغربي لأنه وجد أن الأمان موجود في الحي.
مع بدء الهجمات على حي الشيخ مقصود من قبل المرتزقة لم يستطع المناضل سيد أن يبقى صامتاً،لأنه شعر بأن من واجبه المشاركة في حماية الحي، والدفاع عن الأهالي الذين لم يشعر بأنه غريب عنهم، وأراد أن يكون لابن مصر بصمة خاصة في مقاومة الشيخ مقصود، ولهذا التحقبصفوف قوات حماية المجتمع في عام 2015.
“هنا وجدت نفسي، والحرية التي بحثت عنها”
وعن صفات المناضل الأممي سيد عبد العزيز قالت زوجته حياة محمد “لم يشعرني سيد في يوم من الأيام أنه غريب، وينتمي لدولة غير سوريا، وكان طيب القلب وصادق في حياته ويحب الخير لكل من حوله دون أن يقول أنا مصري وأنتم سوريين بل كان يساعد كل من حوله لزرع الابتسامة في نفوس الجميع”.
وتابعت حياة “عند مجيئنا لحي الشيخ مقصود واستقرارنا فيه شعر سيد بالأمان وقال لي في ذلك الوقت عبارة واحدة ولا زلت أذكرها إلى الآن (هنا وجدت نفسي)، ولم أكن أعرف ما هو مقصده من هذه العبارة، فسيد كان بالفعل سيد بكل المواقف ولم يعرف الخوف ولا الاستسلام، ويوماً بعد يوم كان حبه للحي والقاطنين فيه، والمدافعين عنه يزداد، كما أنه كان يقول دائماً بأنه وجد الحرية التي كان يبحث عنها رغم بعده عن وطنه الأم”.
وأشارت زوجة المناضل حياة محمد بأن سيد لم يستطع التواصل مع عائلته وأقاربه في مصر منذ اندلاع الثورة السورية، وأضافت “لم نجد أي طريقة للتواصل معهم، وأغلب أوقاتنا كانت تمر بالحديث عن ابنه الوحيد عبدو،إذ كان حلمه الوحيد أن يراه مرة أخرى قبل أن يفارق الحياة، لكنه لم يستطع تحقيق هذا الحلم”.
تأثر بفكر قائد الشعب الكردي عبدالله أوجلان، وتلاحم الشعوب كان من أهم أهدافه
تأثر المناضل المصري سيد عبد العزيز حامد ب فكر وفلسفة قائد الشعب الكردي عبد الله أوجلان بشكل كبير، وسعى لتطبيق فلسفته ونهجه في حياته اليومية، وكان من أهم أهدافه هو تلاحم الشعوب بعد معرفته للحرية الحقيقية وعيشه بين نسيج الشعوب السورية الذي تجمعهم مبادئ وأهداف واحدة ألا وهي الدفاع عن حقوق الشعب ومكتسباته، والعمل على حرية قائد الشعب الكردي عبد الله أوجلان، كما أنه كان يحلم بأن ينشر هذا فكر ونهج أوجلانبين أهله وأقاربه في مصر.
وفي هذا السياق قالت فوزية أحمد أيوب التي كانت بمثابة أم للمناضل سيد “تأثر سيد بفكر القائد عبد الله أوجلان وكان دائماً يسعى لمناقشة وفهم تحليلات القائد، وعشقه للحرية، وتطور معرفته بنهج وفكر القائد كان الدافع الذي جعله يلتحقبقوات حماية المجتمع، وان يكون له دور في ثورة الحرية”.
وقالت فوزية أيضاً ” الشهيد سيد كان بمثابة ابن لي وشهادته فخر بالنسبة لي ولكل الشعب السوري والمصري فكان يعشق السلاح من أجل الحرية ويعشق القائد العظيم عبد الله أوجلان ويقول دائماً إنه قائد جميع الشعوب وليس قائداً للشعب الكردي فحسب”.
ابن مصر كان أول من طلب الدفاع عن شيخ مقصود، وكانت له بصمته في الحماية والدفاع عن الحي والشعب
وعن حياة المناضل في جبهات القتال نوهت القيادية في قوات حماية المجتمع بمدينة حلب رانيا حسن بأن المناضل سيد ناضل وقاوم من أجل الدفاع عن حي الشيخ مقصود وحماية الشعب، وأردفت بالقول “المناضل الأممي سيد عبد العزيز حامد كان مقاتل بكل معنى الكلمة، وتابع عمله بأمانة وإخلاص، وكل شيء كان يطلب منه كان ينجزه مهما كان صعباً، وأذكر عند اشتداد المعارك في الهجمات على حي الشيخ مقصود بتاريخ الـ 16 شباط من عام 2016 كان أول من طلب أن يشارك في الدفاع عن الحي والحي، وكان مستعداً للشهادة من أجلها”.
وتابعت رانيا ” لم يستثني المناضل سيد في الدفاع عن الحي ولا لثانية واحدة وكان في مقدمة كل شيء فهو أراد أن يكون له بصمته الخاصة في مقاومة الشيخ مقصود وبالفعل تحقق هذا الشيء ولنا الفخر كقوات حماية المجتمع أن يكون شهيد أممي ونعتز به.
لم يتخلى عن واجبه حتى التحق بصفوف المناضلين
ولم يتخلى المناضل المصري سيد عبد العزيز محمد حامد عن واجبه في الدفاع عن حي الشيخ مقصود لحين التحاقه بصفوف مناضلي الحرية، حيث فقد حياته بنوبة قلبية في الـ 14 من شهر أيار الجاري،أثناء قيامه بمهامه في حماية حي الشيخ مقصود على احد نقاط التفتيش التابعة لقوات حماية المجتمع في حي الشيخ مقصود،ليتحول بذلك من مقاتل إلى مناضل أممي.
(ش)
ANHA
|
0 التعليقات Blogger 0 Facebook
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.