لا شيء يشبه “الفيتو” الروسي الذي تستخدمه روسيا في مجلس الأمن ضد القرارات الدولية، التي من شأنها أن تكبح جماح الأسد المجرم، إلا آلة استبدادية مغايرة لأصول الديمقراطية والحرية والعدلة التي تقرها الأمم المتحدة والدول المتقدمة، لما فيه من هيمنة وتقييد للحريات.
فمنذ بداية الثورة السورية حتى الآن استخدمت روسيا حق النقض “الفيتو” 8 مرات ضد الشعب السوري، لكن هذا الافراط في استخدام “الفيتو” إن دل فإنما يدل بلا شك على ضعف وكذب نظام الأسد الذي طالما حاول تزوير الحقائق، من خلال تقديم التنازلات لروسيا مقابل أن تساعده هي في المحافل الدولية، والضحية الوحيدة هو الشعب السوري.
ولو عدنا لسلسلة القرارات التي عطلتها روسيا باستخدام “الفيتو” لوجدنا أن كل القرارات طالبت بوقف القصف والقتل وإطلاق الحريات ومحاسبة المجرمين أيا كان انتمائهم، وإيقاف توريد السلاح لنظام الأسد، وهذا ما دفع نظام الأسد لارتكاب المزيد من الجرائم ضد السوريين.
كما أن تاريخ روسيا الإجرامي حافل باستخدام “الفيتو” لتمرير مصالحها، فمنذ تأسيس مجلس الآمن استخدمت روسيا “الفيتو” أكثر من 120 مرة، وبذلك تكون أكثر دولة ومن الدول الخمس الدائمة العضوية قد استخدمته لتعطيل قرارات دولية.
أما العملية التراكمية التي مرت بها القضية السورية في مجلس الأمن والمحافل الدولية، جعلت من روسيا تستخدم “الفيتو” 8 مرات منذ عام 2011 حتى 2017، وتلك العملية التراكمية ساعدت الأسد في قتل المزيد من السوريين، حتى تجاوز عددهم 200 ألف شهيد وملايين المهجرين والمعتقلين، وهذا ما يعني أن كل “فيتو” تستخدمه روسيا، يتسبب بالمزيد من القتل والقصف والتشريد والاعتقال.
وعلى الرغم من أن معظم القرارات الدولية التي طرحت في مجلس الأمن بشأن سورية، لاقت تأييد أغلبية الأعضاء، إلا أن روسيا عرقلتها، وهذا ما يؤكد أن استخدام عملية “الفيتو” ليست عملية قانونية في ضل وجود أغلبية موافقة، فيما يبقى الشعب السوري هو الضحية الوحيدة، الذي عليه أن يتحمل إجرام الأسد في ظل حق دولي يسمى “الفيتو”.
هاني السليمان . الثورة السورية في سويسرا
|
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 التعليقات Blogger 0 Facebook
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.