تشهد محافظة إدلب منذ أكثر من 10 أيام حملة شرسة للطيران الحربي الروسي وآخر تابع لنظام الأسد، حيث تسببت باستشهاد العشرات من المدنيين وإصابة المئات، إضافة إلى حركة نزوح كبيرة في عدد من المدن ودمار في الأسواق الشعبية والمباني السكنية.
ووفقاً لناشطين إعلاميين من محافظة إدلب، أن الحملة الشرسة للطيران الروسي على إدلب وريفها، بدأت بعد تحطم المروحية الروسية ومقتل طاقمها مطلع الشهر الجاري، والذي تزامن فيما بعد لتقدم المعارضة في حلب وفك الحصار المفروض عن المدينة.

حملة انتقامية واسعة

وقال الناسط الإعلامي وسيم الأسعد من ريف إدلب لـ"السورية نت" أن التصعيد المخيف من قبل الطيران الروسي على محافظة إدلب عامة وسراقب وإدلب المدينة خاصة، جاء بعد تحطم المروحية الروسية، إضافة إلى تقدم المعارضة بحلب، كنوع من الانتقام كون المحافظة خارج سيطرة النظام.
وهذا ما أكدته أيضاً الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقرير لها اليوم جاء بعنوان "القوات الروسية والحكومية تنتقم بشكل عنيف من مدينة سراقب" حيث وثقت خلاله الشبكة حالات القصف والقتل وتشريد الأهالي، إضافة إلى استخدام الغاز الكيماوي المحرم دولياً ضد المدنيين.
وأرفقت الشبكة صوراً لرسائل نصية عبر أجهزة الموبايل وصلت للأهالي في مدينة سراقب تتضمن رسائل تحذيرية تدعو لتسليم جثث الطيارين الروس مقابل إيقاف القصف على المدينة.
ويغطي التقرير المدة بين 1 أغسطس/ آب الجاري وحتى 8 من الشهر ذاته، حيث شهدت مدينة سراقب وحدها مالايقل عن 113 غارة روسية وأخرى لنظام الأسد، استخدمت فيها الصواريخ والذخائر العنقودية والبراميل المتفجرة المحملة بالغازات السامة.

دمار في الأسواق والمنشآت العامة

وتسببت الغارات المتواصلة على محافظة إدلب، في دمار كبير لحق بالمباني والأسواق العامة، خاصة في مدينتي سراقب وإدلب.
وأكد الناشط الإعلامي أحمد حسان، من ريف إدلب لـ"السورية نت" أن الطيران تقصد استهداف التجمعات العامة والأسواق بهدف الضغط على الأهالي وفصائل المعارضة" كان آخرها دمار كلي لحق بسوق الخضار وسط مدينة إدلب اليوم بعيد تعرضه لعدة غارات من الطيران الروسي.
وأشار حسان أنه "إضافة لاستهداف السوق، تعرضت المنشآت العامة (مشافي، مدارس، مراكز إسعاف) داخل المدينة أدت لأضرار جسيمة، تسببت في بعض الأحيان لخروجها عن الخدمة كما حصل مع مركز شام الإسعافي".
وفي سياق متصل، أكد تقرير "الشبكة السورية" أن 3 مدارس وسوق في سراقب، تعرضوا للقصف ماتسبب بدمار واسع في أجزائهم.

تشريد الأهالي

وشهدت مدينة سراقب خلال الأيام القليلة الماضية نزوح مالايقل عن 1800 عائلة إلى الأراضي الزراعية في محيط المدينة، كان أولها عندما تعرضت مدينة سراقب للقصف بغاز الكلور، إضافة إلى التصعيد المخيف للطيران الحربي والذي وثق بتواجد 5 طائرات حربية استهدفت المدينة في وقت واحد، وفقاً لتقرير "الشبكة السورية".
وليس بعيداً عن سراقب، حيث تعتبر مدينة إدلب هي الأخرى شبه خالية من سكانها، وفقاً لما أكده الناشط الإعلامي أحمد حسان لـ"السورية نت".وأضاف أن معظم المحال التجارية أغلقت أبوابها إضافة إلى حالات نزوح بالمئات للمدنيين على مدار الأسبوع الماضي إلى الأراضي الزراعية بالقرب من المدينة.
وكانت قد تعرضت بلدات في محافظة إدلب اليوم لأكثر من 40 غارة، تسببت باستشهاد عشرة مدنيين وإصابة آخرون جراء استهداف الطيران الروسي الطريق العام في قرية عرب سعيد غرب مدينة إدلب، كما ارتفعت حصيلة الشهداء في مدينة إدلب إلى تسعة شهداء نتيجة الغارات التي شنها الطيران الروسي على المدينة.
وكان استشهد مدنيان وأصيب آخرون اليوم بغارات مماثلة على مدينة تفتناز قرب إدلب، في حين استشهد مدني في قرية معارة النعسان بريف إدلب الشرقي بالقصف الجوي الروسي على القرية، إضافة لاستشهاد مدني آخر في قرية معراتة في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي.

0 التعليقات Blogger 0 Facebook

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

 
Syrian Revolution in Switzerland © 2018. جميع الحقوق محفوظة. اتصل بنا
Top