اتخذت الأمم المتحدة مؤخراً قرارين يصبان في مصلحة نظام بشار الأسد ويعتبران خطوة في إطار إعادة تأهيله سيما وأن دولاً غربية وإقليمية قالت إنه فقد الشرعية جراء قتله أكثر من 300 ألف شخص منذ خمس سنوات.
وفي نهاية الشهر الماضي أعلنت منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة تعيين شكرية مقداد زوجة نائب وزير خارجية النظام فيصل مقداد مستشارة لتقييم الحالة النفسية للنازحين السوريين، وتبع ذلك قرار آخر بتعيين مندوب النظام في المنظمة الدولية ليكون في أعلى منصب في لجنتها المعنية بـ"إنهاء الاستعمار".
وأثار القراران جدلاً واسعاً بين وتساؤلات من المعارضة السورية التي اعتبرت شخصيات فيها أن هذين القرارين يعكسان انحيازاً واضحاً من الأمم المتحدة لنظام الأسد، عبر تقليد مسؤولين فيه دعموا النظام في حربه ضد الشعب السوري بمناصب أممية مهمة.
صحيفة "القبس" الكويتية ذكرت في عددها الصادر، اليوم الثلاثاء، عن مصدر خاص في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوشا) أن "الجلسة الأخيرة لمجموعة العمل الدولية المعنية بإيصال المساعدات إلى سوريا التي عقدت في جنيف الأسبوع الماضي، شهدت جدلاً كبيراً إثر اعتراض بعض الدول الصديقة للشعب السوري على تعيين الصحة العالمية، زوجة المقداد كمستشارة، ولم تكتف الدول المعترضة بالانتقاد وإنما طالبت بإعطاء توضيحات عن كيفية حصول هذا الامر في إشارة الى ضرورة التراجع عنه".
ووفقاً للمصادر التي نقلت عنها الصحيفة (ولم تكشف هويتها) "فإن المفاجأة الكبرى كانت في رد أحد المسؤولين الأمميين ممن شاركوا في الجلسة على هذه الانتقادات، إذ قال أن شكرية المقداد هي مواطنة سورية في نهاية المطاف، وتتمتع بكل القدرات العملية والخبرات المهنية والكفاءة التي تؤهلها للقيام بالعمل الموكل اليها على أكمل وجه".
وبحسب المصادر ذاتها فإن المسؤول الأممي شدد على أنه لا "توجد مشكلة طالما أن زوجة المقداد تساعد الأمم المتحدة وسورية في الوقت عينه"، دون أن يوضح شكل المساعدة المفترضة.
وعلقت صحيفة "القبس" على تصريح المسؤول الأممي بالقول: "كلام المسؤول الأممي أعاد الى الواجهة ما يتداول بين قوى المعارضة السورية والدول الداعمة لها، عن دور الأمم المتحدة المنحاز لنظام بشار الأسد، فالمنظمة التي رثت مئات آلاف القتلى تسعى اليوم الى مكافأة النظام السوري وتقديم الهدية تلو الأخرى له، وتساعده على الظهور كضامن لحقوق الانسان. كما أن منظمة الصحة العالمية التي صمتت عن استهداف المستشفيات والمراكز الصحية من قبل طيران النظام تكافئ النظام بتعيين زوجة مسؤول كبير فيه كموظفة لديها".
وكانت "السورية نت" نشرت في 28 يناير/ كانون الثاني الماضي تقريراً مترجماً عن مجلة "فورن بوليسي" الأمريكية سلطت فيه الضوء "على مفاجأة كبرى" تتعلق بسماح الأمم المتحدة لنظام الأسد بتعديل "الحقيقية في الحرب السورية" لصالح النظام، وإغفالها للعديد من الفقرات في خطة عن الاستجابة الإنسانية عن الحصار المفروض من قبل قوات النظام على مدن وبلدات سورية عدة، وهو ما يثير تساؤلات حول الطريقة التي تتعامل بها الأمم المتحدة مع القضية السورية، ولصالح من تعمل.
وبحسب التقرير استطاع النظام إجبار الأمم المتحدة على إزالة كلمة "حصار ومناطق محاصرة" من فقرات خطة الاستجابة، كما اختفى تماماً أي ذكر للبراميل المتفجرة التي تلقيها مروحيات النظام على المدن السورية الخارجة عن سيطرة قواته.
|
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 التعليقات Blogger 0 Facebook
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.