أثار قرار الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" سحب جزء كبير من قواته المتواجدة في سورية، حالة من خيبة الأمل واليأس بين الحاضنة الشعبية لنظام بشار الأسد، وبدا ذلك واضحاً في الصفحات المؤيدة المنتشرة على موقعي التواصل الاجتماعي "فيسبوك وتويتر"، وتعليقات شخصيات بارزة قريبة من النظام.
وبقدر ما فاجئ خبر انسحاب القوات الروسية المعارضة السورية، كان وقع هذا التطور واضحاً على الموالين أيضاً، إذ بدأت تساؤلاتهم تحوم حول سبب القرار الروسي وموقف الأسد منه، وما إذا كان الانسحاب سيعيد خطوط الجبهة للاشتعال مجدداً لصالح قوات المعارضة، كما كان عليه الحال قبل بدء روسيا لغاراتها الجوية نهاية سبتمبر/ أيلول الماضي.
واللافت أن بعض تعليقات الموالين تحولت إلى اتهامات لروسيا بالتخلي عن الأسد مقابل مصالحها الكبرى، إذ علق "حسن داوود" على القرار الروسي بالقول: "قبضت من السعودية ولا شو تفقت مع أمريكا. كلهن احقر من بعض وأوامرهن من إسرائيل".
وكتب ذات الشخص معترفاً في أن قوات النظام لم تستطع استعادة زمام المبادرة في المعارك إلا مع بدء العمليات العسكرية الروسية، إذ قال: لشو تحجبو الشمس بغربال يعني منعرف اربع سنين ماتقدمنا غير بالشهرين المضيو... بس بشو شترو الموقف ااروسي عربان الخليج"، حسب قوله.
وفي وجهة نظر قريبة من "داوود" قال "فادي أبو حمود" في تعليق له على صفحة "دمشق الآن" الموالية: "نحن لا شيء امام مصالح الدول الكبرى .. متى تريد تحارب .. وعندما تأخذ ما قد أرادته تنحسب وتترك أثار لها كي تعود متى تريد .. نحن لعبه امام الدول الكبيره ..ورغم اننا نعلم ذلك نبقى صامتين مشتتين نقاتل بعضنا على اتفه الاسباب .. ف تبا لنا لانه بسببنا جعلنا الكبار يهمشون ويمزقوننا رويدا رويدا".
وحمل آخرون إصرار الأسد وتعنته وتصريحات مسؤوليه مسؤولية القرار الروسي، وقال "عناد الناصيف": "في مجال نكون منطقين ولو شوي اول شي الروس ما نسحبوا والقواعد موجودة ومارح يتغير شيء بس بالمقابل بدنا نعترف بشغلتين اول وحدة انو يللي صار هو رد على خطاب وليد المعلم لما قال ماحدا دخلوا بالرئاسة وما في انتقال سياسي هادا الكلام ما تنسق مع الروس وزعجن للأسف الروسي ما بيمزح بهيك امور جاء الرد بعد يومين بمثابة انو لهون وبس يعني بحكم الروسي و الاميركي متفقين عخارطة حل فصار في كلام كبير خارج النص يعني فركة ادن واصحوا هي وحدة او بمعنا تاني وهو احتمال ضعيف انو المفاوضاا ت رح تفشل لاسمح الله وكارثة مقبلة عسورية".
العضو في مجلس الشعب التابع لنظام الأسد، أحمد شلاش، هو الآخر كتب بعيد دقائق من صدور القرار الروسي، أنه لا حاجة للقوات الروسية في سورية، مدعياً أن جيش النظام "يمتلك أسلحة متطورة تمكنه من الوقوف في وجه أعتى جيوش العالم". وهدد "لا تستغربوا لو النووي طلع فجأة"، حسب قوله.
من جانبه حاول النظام عبر وسائل إعلامه تهدئة مخاوف الموالين له، وأصدرت "رئاسة الجمهورية" توضيحاً قالت فيه إن قرار سحب القوات الروسية تم "بالتنسيق الكامل بين الجانبين السوري والروسي، وهو خطوة تمّت دراستها بعناية ودقّة منذ فترة، على خلفية التطوّرات الميدانية الأخيرة، وآخرها وقف العمليات العسكرية. كما تؤكّد رئاسة الجمهورية أن سورية وروسيا ما زالتا كما كانتا دائماً ملتزمتين بشكل مشترك بمكافحة الإرهاب أينما كان في سورية".
ويشار إلى أن العمليات العسكرية الروسية في سورية ساعدت نظام الأسد على استرجاع بعض المناطق التي عجزت قواته عن استعادتها سابقاً، كما تسببت الضربات الروسية في قتل 1984 شخصاً فضلاً عن إصابة المئات، حسبما أكدت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقرير صادر عنها، اليوم الثلاثاء.
السورية نت
|
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 التعليقات Blogger 0 Facebook
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.