من يتجول في السويداء أكثر ما يلفت نظره حالة السكون والاستقرار التي تعيشه المحافظة، فلا وجود لأصوات قصف واشتباكات على غرار ما يوجد في المناطق الثائرة، في حين تكاد تتلاشى المظاهر الأمنية للنظام داخل المدينة، على عكس دمشق وباقي المناطق التي يخنقها النظام بقبضته الأمنية.
الهدوء السائد في شوارع المحافظة، يستقر تحته قلق ينتشر بين الناس حول ما هو دور المحافظة عند كل تطور يحدث، فبعد انتشار حمى التجنيد الإجباري للنظام منذ حوالي الشهر، عاد القلق إلى الأهالي من الاقتياد القسري إلى جبهات الموت، وخصوصاً بعد مقتل الشيخ أبو وحيد فهد البلعوس قائد حركة "مشايخ الكرامة" وعدد من مساعديه، والذي كان قد أعلن الوقوف بوجه النظام في الاقتياد القسري لأبناء السويداء بهدف الخدمة الإلزامية بجيشه.
ودفعت حملة التجنيد الإجباري جميع البلدات في السويداء إلى إصدار بيانات، حذرت فيه النظام من التعرض لأبناء السويداء، متوعدة بالرد العسكري الفوري على أي حاجز يقوم بسوق الشبان للخدمة الإلزامية، وجاء في البيانات التي صدرت عن قرى محافظة السويداء كل قرية على حدا: "في ظل هذه الظروف التي تمر بها سورية عموما والسويداء خصوصاً، ورداً على القرارات التي تتعلق بسحب المطلوبين للخدمه العسكريه قسراً بغير إرادتهم، نقول أن الجبل أولى بأبنائه". وبناءً عليه:
"نرفض بشكل قطعي اعتقال أي من أبناء السويداء المطلوبين للخدمة العسكرية من على الحواجز أو من أي مكان آخر، واعتباراً من اليوم، على من يتجرأ على مثل هذا الفعل أن يتحمل عواقبه، فقد أخذنا عهداً على أنفسنا بتخليص أولادنا ممن يُعتقلون بحجة سحبهم لأداء الخدمه العسكريه قسراً لا طوعاً، وبقوة السلاح إن استدعانا الأمر، أما من ذهب راغباً فهذا شأنه، وأي حاجز يعترض أبناءنا سوف يُزال من الوجود، وأي فرع أمني يعتقل شبابنا فهو هدفٌ مشروعٌ لنا."
إلى ذلك عمل العديد من الشباب المطلوبين للخدمة الإلزامية، إلى شراء السلاح تحسباً من قيام الأمن العسكري بنصب كمائن أو حواجز للقبض عليهم.
حوادث أمنية
حمى السوق إلى الاحتياط لم تكن الوحيدة التي تؤرق مدينة السويداء، فهناك الحواث الأمنية التي أصبحت مسلسلاً يتكرار بشكل أسبوعي في المحافظة كأن أخرها ماحدث يوم السبت الماضي عندما تعرض الشيخ "عمرو حمد العفيف" للقنص على طريق أحدى القرى، ووجه أهالي الشيخ للعناصر النظام المتواجدين في اللواء 52 قرب قرية الثعلة الاتهام بمحاولة قتله.
هذه المحاولة سبقها قيام محاولة اختطاف باءت بالفشل للدكتور زياد غانم في قرية المزرعة بلدة الشيخ أبو فهد وحيد البلعوس، تم اتهام عناصر الأمن العسكري بالعملية بسبب العلاقة الوطيدة التي تربط الدكتور زياد بعدد من "مشايخ الكرامة". وسبق هذه الحادثة اعتقال الطبيب عاطف ملاك من قبل النظام، وإجباره على الاعتراف بإن "مشايخ الكرامة" هم من قتلوا أمين فرع حزب البعث "شبلي جنود" والذي نفاه مشايخ الكرامة نفياً قاطعاً متهمين فرع الأمن العسكري بقيادة وفيق ناصر بذلك.
مشايخ الكرامة؟
أمام ظل هذه التطورات التي تشهدها المحافظة يطالب أبناء السويداء "مشايخ الكرامة" أن يكونوا أكثر وضوحاً وصلابة في وجه الأحداث داخل المحافظة، لكن تجمع المشايخ إلى الآن لم يقم بإي عمل عسكري فما زال يعيش عند عقدة التفجير الذي استهدف مؤسسها وقادتها، وكأن تاريخها تجمّد على ضفاف تلك اللحظة.
مصدر مقرّب من قيادة "مشايخ الكرامة" أكد لـ"السورية نت" مقدار التخبّط الذي يعيشونه، منذ تفجير موكب البلعوس في 4 سبتمبر/ أيلول الماضي، وبعد تحالف مشايخ العقل للدروز مع رئيس الأمن العسكري وفيق ناصر واتفاقهم تصفية الحركة ومحاربتها اجتماعياً ودينياً وعسكرياً إن تطلب الأمر.
إضافة إلى أنّ حضور الشيخ رأفت البلعوس الذي خلف أخاه الشيخ أبو وحيد في قيادة الحركة، لا يمكن مقارنته على أي حال بحضور الشيخ وحيد، حين كانت حركة "مشايخ الكرامة" معادلاً موضوعيّاً لتغوّل النظام بمؤسساته الأمنية داخل الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية لدروز السويداء. السورية نت
|
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 التعليقات Blogger 0 Facebook
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.