دامون.. أمريكية أعدم العسكر جدها ولاحقها الأسد بسبب "بابا عمرو"، وقطعت البث لتحيي طفلا سورياً


فاجأت الصحافية الأمريكية "أروى دامون" ملايين المشاهدين لشبكة "سي إن إن" وهم يشاهدون تقريرا حيا لها من اليونان، بخصوص تدفق اللاجئين عبر أوروبا، ومحاولات المتطرفين و"الإرهابيين" التسلل بينهم.

فقد قامت "دامون" الأمريكية ذات الأصول السورية بقطع حديثها والتفتت إلى طفل مر بحانبها (بدت لهجته سورية)، لتحييه وتدخل معه في حوار تلقائي بالعربية، ثواني معدودة، كانت كافية لجعل المشهد استثنائيا بمختلف المقاييس، إن لجهة التحدث بالعربية وسط تقرير معد بالإنجليزية لجمهور يتقنها، أو لجهة كسر "المعايير المهنية" التي تلزم المراسل بالتركيز على موضوعه واستغلال كل ثانية في البث المباشر.

بدأت "دامون" حديثها مع الطفل قائلة بعفوية ظاهرة: مرحبا، كيفك، شو الأخبار لوين رايح؟، فأخبرها الطفل أنه ذاهب إلى أوروبا، فتصنعت "دامون" الدهشة: على أوروبا!، لوين؟، فأجاب الطفل الجريء: على السويد، فودعته "دامون" وقالت له: يالله كمل على الطريق حبيبي، فأشار الطفل يده وهو يقول: "باي"، وهنا عادت "دامون" لإكمال تقريرها الذي قطعه دخول الطفل.

واحتفت شبكة "سي إن إن" بما فعلته "دامون" في تقريرها، ونشرت المقطع معتبرة إياه "لفتة طريفة" من مراسلتها، وقد حظي المقطع بحوالي مليون وربع المليون مشاهدة بعد ساعات من نشره.

جذر سوري
انضمت "دامون" غلى شبكة "سي إن إن" عام 2006، ومنذ ذلك الحين وهي تنشط في تقديم تقارير عن منطقة الشرق الأوسط خصوصا، لكن نجمها سطع أكثر مع موجة الربيع العربي، حيث غطت بعض فوصله في ليبيا وسوريا.

واستطاعت "دامون" الدخول إلى أحياء حمص المحاصرة في شباط/ فبراير 2012، وحاولت من هناك نقل صورة الوضع إلى العالم عبر لقطات وشهادات بثتها "سي إن إن"، ومن بينها تقرير لافت من قلب حي بابا عمرو، سلطت فيه الضوء على ما تعانيه العيادات الميدانية من صعوبات، في ظل تكاثر المصابين وضعف الإمكانات، وظهر فيه الدكتور "محمد المحمد".

كما قدمت "دامون" من بابا عمرو أيضا تقريرا عن الأوضاع المأساوية لأهالي الحي تحت الحصار والقصف، واضطرارهم للعيش في الملاجئ.

ويبدو أن دخول "دامون" إلى حمص ونقلها جزءا من كارثية المشهد كان كافيا لإدراجها على قوائم المخابرات العسكرية، وهي أشرس جهاز مخابراتي أسدي على الإطلاق، وفي ملفه ما لايحصى من حالات التعذيب والاعتقال والقتل.

وبينت مراجعة "زمان الوصل" لأرشيف النظام (1.7 مليون مذكرة) أن "أروى دامون" مدرجة على قوائم شعبة المخابرات العسكرية بمذكرة رقمها: 620072.

وتحمل الصحافية "أروى دامون" جذرا سورياً امتد إليها من طرف أمها جمانة البرازي، ابنة رئيس الوزراء السوري الأسبق محسن البرازي، الذي أعدم رميا بالرصاص بعد انقلاب عسكري ضده عام 1949، نفذه سامي الحناوي.

0 التعليقات Blogger 0 Facebook

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

 
Syrian Revolution in Switzerland © 2018. جميع الحقوق محفوظة. اتصل بنا
Top