تتلخص أحلام الآلاف من السوريين منذ اندلاع أحداث الثورة في سورية ودخولها عامها الأول، بالحصول على وثائق ثبوتية من مؤسسات الدولة والتي يسيطر عليها نظام الأسد، وخاصة أولئك الذين يتبنون موقف سياسياً معارضاً للنظام، في ظل عدم وجود اعتراف رسمي لهئية سياسية تابعة للمعارضة تخولها إذار تلك الوثائق وأهمها جواز السفر.
ومع اقتراب الثورة في سورية من عامها الخامس، بات الحصول على جواز سفر وبطريقة شرعية أمراً في غاية الصعوبة، حيث تتعدد مصادر وتنوع الأساليب في الحصول على الجواز مع تفاوت كبير في المبالغ المالية المقدمة لتلك المصادر.

سماسرة النظام

في ظل عدم قدرة الكثير من المواطنين السوريين الذهاب لمناطق سيطرة النظام خوفاً من الاعتقال والملاحقة الأمنية من قبل النظام، اضطر الكثيرون منهم للجوء إلى أشخاص لهم علاقة مع النظام، كضباط في الجيش أو الفروع الأمنية أو أولئك العاملين في مراكز الهجرة والجوازات في المحافظات السورية، وعرض مبالغ مالية لهؤلاء الأشخاص، وتتراوح التكلفة بين 150 ألف إلى 200 ألف ليرة سورية.
وأشار أحد المواطنين من ريف إدلب لـ"السورية نت" طلب عدم ذكر اسمه أنه تمكن من الحصول على جواز سفر من دائرة الهجرة والجوازات في محافظة حماة مقابل دفع 170 ألف ليرة، لأحد الأشخاص والذي تربطه علاقة بأحد الضباط داخل مركز الهجرة، كونه أحد المطلوبين لدى الأجهزة الأمنية للنظام.

سماسرة أجانب

في ظل لجوء ملايين السوريين إلى البلدان المجاورة هرباً من الحرب الدائرة في سورية وخاصة تلك البلدان الحدودية مع سورية تركيا، لبنان، الأردن، العراق، برز العديد من السماسرة والتي تختلف تبعيتهم من دولة إلى أخرى، لاستغلال السوريين الذين هم بحاجة إلى جوازات سفر ووثائق شخصية ولا يستطيعون الحصول عليها بطريقة رسمية، إما من خلال علاقاتهم مع النظام في سورية، أو الميليشيات والأحزاب المساندة للنظام كـ"حزب الله اللبناني، الحرس الثوري الإيراني، الفروع الأمنية السورية".
وتتراوح المبالغ المادية المقدمة لهؤلاء السماسرة للحصول على جواز ما بين 1000 و2000 دولار أمريكي للجواز الواحد، يضاف إليه جودة الجواز من خلال مدى صحته وإمكانية السفر عن طريقه إلى باقي بلدان العالم دون التعرض للملاحقة من قبل أجهزة أمن المطارات.
وفي هذا السياق أكد أحد السماسرة والذي يعمل في إصدار جوازات للسوريين المقيمين في تركيا، لـ"السورية نت" ويدعى س.ع "أن هناك عدداً كبيراً ممن امتهن إصدار جوازات سفر للسوريين ووثائق ثبوتية، مثل الهوية الشخصية، وإخراجات قيد، ووثائق زواج" ويتوزعون في عدد من البلدان المجاورة لسورية والتي يكثر فيها السوريون.
وتختلف طرق حصول هؤلاء الأشخاص للجواز إما من خلال وسيط داخل سورية يتم دفع مبالغ مالية محددة لإصدار الجواز، أو هؤلاء الذين تمكنوا من الحصول على مكنات طباعة للجواز عن طريق شرائها من قبل أشخاص تابعين لفصائل المعارضة، أو تزوير الوثيقة من خلال مكنات طباعة خاصة".
وتابع أن هؤلاء يتقاضون مبالغ مالية متفاوتة تتراوح ما بين 1000 وحتى ألفين دولار وذلك يعود إلى صحة الجواز ومدى قبوله داخل المطارات"، مضيفاً أن العديد من السوريين وقعوا أمام حالات نصب واحتيال من قبل هؤلاء السماسرة وتسليمهم جوازات مزورة لا يمكن العبور خلالها عبر المطارات كونها غير مصدقة من النظام في سورية وأحياناً تحمل أرقاماً مشابهة لتلك الأرقام التي يصدرها النظام في سورية.

حزب الله

وأشار س.ع أيضاً "أن من بين السماسرة الذين يعملون في إصدار جوازات سفر للسوريين سماسرة تابعين لحزب الله اللبناني والتي تربطهم علاقة وثيقة مع ضباط النظام وأجهزته الأمنية في سورية، حيث ينتشر العديد منهم في لبنان وذلك في المدن الجنوبية ومنطقة الضاحية في العاصمة اللبنانية بيروت، حيث يعمل عدد من عناصر الحزب كوسطاء بين النظام والأشخاص الراغبين بالحصول على الوثيقة والتي عادة ما تتجاوز 1500 دولار أمريكي للوثيقة الواحدة".
ويشار أن معظم السوريين الذين يحصلون على جواز سفر إما للانتقال عبر الدول العربية كـ"الأردن ودول الخليج عامة" أو أنهم يريدون السفر من لبنان إلى تركيا وعدم المرور داخل الأراضي التركية للانتقال فيما بعد إلى الدول الأوربية.
وفيما يخص الملاحقة الأمنية لهؤلاء السماسرة فتختلف حسب البلد حيث أنهم يعملون في بعض المناطق على الملأ كـ" لبنان، العراق، اليونان" وداخل الأراضي السورية أما في تركيا فقد تعرض العديد منهم للملاحقة الأمنية من قبل السلطات التركية وبعضهم لازال حتى الآن يعمل في إصدار الجوازات. وتعتبر لبنان وإيران ومناطق في تركيا واليونان من أكثر البلدان التي ينتشر فيها هؤلاء السماسرة.

فصائل المعارضة

ومع بدء المعارضة بالعمل المسلح وظهور فصائل عسكرية حملت السلاح في وجه النظام، وسيطرتها على مدن ومناطق ومؤسسات رسمية، ومنها مركز الهجرة والجوازات في مدينة دير الزور شرقي سورية بالإضافة إلى مدينة الرقة استطاعت خلالها بعض الفصائل من السيطرة على كميات كبيرة من الجوازات الفارغة واللصاقات داخل مراكز الهجرة في مدينتي الرقة ودير الزور.
ووزعت الفصائل تلك الجوازات على الأشخاص الراغبين بالحصول عليها وفقاً لمبالغ مالية تراوحت بين 30 وحتى 50 ألف ليرة سورية في أواخر عام 2012، مع ارتفاع المبالغ المادية فيما بعد وفقاً للزمان والمكان وتراجع العملة المحلية.
يذكر أنه ليس فقط السوريون وحدهم من يرغبون بالحصول على جواز السفر السوري أو الوثائق التي تثبت الجنسية السورية، إلا أن العديد من الجنسيات العربية منها والأجنبية، بات الجواز السوري أمراً رائجاً وخصوصاً بعد فتح الدول الأوربية باب الهجرة للسوريين نظراً لظروف الحرب التي تعاني منها سورية، وتقديم تلك الدول امتيازات للمهاجر واللاجئ السوري تختلف عن نظيرتها في باقي الجنسيات.
ومن هنا أشار س.ع أننا كسماسرة وأشخاص نعمل في إصدار الجوازات هناك طلبات للحصول عليه من عدد من الجنسيات منها العربية ومنها حتى الأفغانية ومن دول إفريقية، وغالباً ما تكون معظم تلك الوثائق مزورة يمكن كشفها عن طريق المطارات أو الأجهزة الحديثة المتوفرة لدى الأجهزة الأمنية في دول أوروبا، وعادة ما يكون الهدف من تلك الوثائق هو إثبات أن الشخص ينتمي للجنسية السورية بغية الحصول على امتيازات المقدمة للاجئ السوري كحق الإقامة وتسريع الحصول على الجنسية".
المصدر: السورية نت

0 التعليقات Blogger 0 Facebook

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

 
Syrian Revolution in Switzerland © 2018. جميع الحقوق محفوظة. اتصل بنا
Top