النظام يشدد حصار وعر حمص ويمنع معونات "الصحة العالمية"


يكاد حي "الوعر" يغيب عن المشهد السوري خلال الفترة الأخيرة، لاسيما بعد التدخل الروسي في سوريا، وقصفه في أرياف حمص وحماه وإدلب وحلب، بالتزامن مع بدء النظام وحلفائه حملة شرسة على ريف حماه.

ويعيش الحي الذي يعتبر آخر معاقل المعارضة في مدينة حمص على أبواب العام الثالث من حصار بلغ ذروته خلال الفترة الأخيرة.

فقد أكدت مصادر من السكان أن قوات النظام شددت حصارها على حي الوعر الحمصي خلال الشهرين الأخيرين، لتعمّق معاناة عشرات الآلاف من أبناء الحي والنازحين إليه من أحياء حمص المنكوبة.

وقالت المصادر لـ"زمان الوصل" إن قوات النظام وميليشياته مازالت تمنع دخول المواد الغذائية والقوافل الإنسانية والطبية إلى داخل الحي حتى المقدمة من منظمة الصحة العالمية.

فيما يعيش نحو 150 ألف محاصر على وقع قصف الميليشيات الطائفية المتواجدة على الأطراف الجنوبية الغربية بمختلف أنواع الأسلحة، بالتزامن مع اتخاذ كافة تدابير الحيطة الحذر قبل أي حركة خشية الانكشاف على قناصة النظام.

الصيدلي "حسان" أكد لـ"زمان الوصل" أن النظام منع دخول الدواء الشهر الجاري، رغم اتفاق يقضي بإدخال أدوية مقدمة من منظمة الصحة العالمية في السبت الأول من كل شهر.

وأشار إلى أن صيدليات الحي تكاد تغلق نتيجة النقص الحاد في جميع المستلزمات الطبية وخصوصا للأمراض المزمنة والأطفال.

وحذر "حسان" من كارثة طبية "لأن الميليشيات مازالت تمنع دخول سيارات الدواء والغذاء والأطباء إلى مشفى "البر"، كاشفا أن نقص اللقاحات تعمّق معاناة المحاصرين، حيث يحتاج الحي لأكثر من 11 ألف جرعة لقاح مختلفة أهمها السحايا والحصبة وغيرها من الأمراض بالإضافة لنقص الأدوات الإسعافية التي تقدم للمصاب جراء القصف.

بينما قال "عمار" مدير إحدى الجمعيات الإغاثية في الحي لـ"زمان الوصل" إنهم سيتوقفون عن توزيع السلات الغذائية في الشهر القادم نظرا لانعدام الموارد الغذائية ومنع قوات النظام دخول شاحنات المساعدات المقدمة من منظمة "الأوتشا" التابعة للأمم المتحدة ومنظمة الأغذية العالمية.

وأضاف أن النظام منع إدخال سيارات الخضار والأجبان واللحوم منذ أسابيع، مقدرا أعداد العوائل المسجلة في جميع جمعيات الحي بأكثر من 16 ألف عائلة تحتاج لسلات غذائية شهريا تعتبر من ركائزها الغذائية.

الناشط "محمد الحمصي" من "مركز حمص الإعلامي" أشار إلى سبب آخر قد يؤدي إلى توقف عمل معظم الجمعيات الإغاثية والمؤسسات المدنية ضمن الحي، مؤكدا أن النظام يحظر دخول المال الذي يساهم في إغاثة عوائل المعتقلين والشهداء وحتى كفالات الأيتام ورواتب الموظفين الذين يعملون ضمن هذه المؤسسات.

ويؤكد "الحمصي" أن الحصار بات شديدا جداً على الوعر وليس هناك سوى معبر وحيد لدخول الحي متمثلاً بثلاثة حواجز تتبع لأكثر من فرع مخابراتي مع تفتيش دقيق للداخل والخارج من الموظفين والطلاب الذين يسمح لهم بحمل كيلو غرام واحد فقط من الخضار فقط و2000 ليرة سورية فقط، تحت طائلة الاعتقال لمن يحمل أكثر من المسموح به.

ويفتقر الحي لأبسط المواد اللازمة للبيت السوري كالملح والسكر وغيرها، فضلا عن شح في المناديل الورقية ولوازم الدراسة والقرطاسية والملابس الشتوية مع قدوم فصل الشتاء.

من جانبه مدير فوج الدفاع المدني "أبو عامر" قال "إن التصعيد العسكري للنظام جعل الأسابيع الأخيرة قاسية جدا على الحي، وخصوصا بعد مجزرة العيد في حديقة ألعاب الأطفال التي أدت إلى استشهاد 24 معظمهم من الأطفال والنساء وأكثر من 100 إصابة جعلت وضع الحي الطبي سيئة جداً".

وتابع في حديث لـ"زمان الوصل" إن أقسى الصعوبات التي تواجه فريق الدفاع المدني هي مشكلة المحروقات التي ارتفع سعرها نظرا لفقدانها، لافتا إلى أن سعر ليتر البنزين يعادل 4000 ليرة سورية ما يضع الفريق في مأزق حقيقي نظرا لكثرة الحالات وقلة المحروقات التي تقوم بتشغيل سيارات الإسعاف والإطفاء.

وشهد الحي مؤخرا حملة عسكرية شرسة استخدم فيها النظام وحلفاؤه أسلحة ثقيلة وصواريخ وقناصة من مختلف الجهات.

وقال ناشطون إن فعاليات الحي أرسلوا كتبا للأمم المتحدة توثق انتهاكات النظام دون فائدة تذكر، ما دفعها إلى إطلاق نداءات استغاثة لجميع منظمات المجتمع الدولي المعنية بحقوق الإنسان بهدف فتح المعابر.

0 التعليقات Blogger 0 Facebook

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

 
Syrian Revolution in Switzerland © 2018. جميع الحقوق محفوظة. اتصل بنا
Top